إلى صغاري أطفال كاميليا.. إعدام أبيكم لن يكون عائقًا في طريقكم فهذه إرادة الله
جميعنا جاء إلى هذه الحياة، دونما تدخلٍ أو إرادةٍ منه، ولا أحد فينا يملك مستقبله أو حتى تغيير ماضيه بأي شكلٍ من الأشكال.
في هذه السطور التي أكتبها لكم عزيزاتي الصغار "مريم وحنان وكرستينا" أطفال كاميليا.. بعد أن قدر الله لكم النجاة من الموت على يد أبيكم لتكملوا حياتكم وتواجهوا مستقبلكم بماضٍ قاسٍ وحزين.
أوجه لكم رسالتي هذه، وأريد منكم أن تقرأوها جيدًا إن لم يكن اليوم فغدًا عندما تدركون وتتفهون الوضع جيدًا ومدى الظروف التي وضعتكم فيها هذه الحياه دونما خيارٍ منكم.
أنا لا أود أن انشر صوركم مرةً أخرى، وإن كان ولابد فأنا أريد لكم النجاح وأن ألتقي بكم وأنتم تمتلكون في أيديكم مفاتيح النجاح وانتم تضعون أقدامكم على طريق المستقبل الجميل الذي قد يخفف عنكم بعضًا من قسوة الماضي الأليم وذكرياته المتوحشة.
أكتب إليكم هذه السطور، كي أذكركم بقدركم جيدًا وكيف منحكم الله حياةً جديدة، وفرصةً للنجاة مرة أخرى بداية من عدم تواجدكم داخل المنزل مع والدكم لحظة تعديه على صغار شقيقته بالقتل، حتى ساقني القدر إليكم لأكون معكم سببًا في حياة كريمة تعيشونها.
أريد منكم يا صغاري حينما تشاهدون مقطع الفيديو لا تحزنوا ولا توجهوا اللوم لي فأنا لم أفعل شيئًا سوى أن قمت بواجبي تجاهكم، وكنت سببًا في أن ساق الله إليكم من يكون أيضًا سببًا في مساعدتكم، فكلنا يعلم جيدًا كم من قضية قتل حول العالم يُحكم فيها على المتهم بالإعدام وتُشرد الأسرة وندرك جيدً المصير الذي كنتم ستواجهونه بين الدروب المغلقة والليالي المظلمة نتيجة عدم توفير بيئة مناسبة لكم، فكم من قضايا قتل لا أحد يهتم بحال أسرتها.
عندما تكبرون وتواجهون اللوم عليكم من هذا المجتمع القاسي بأي شكلٍ من الأشكال بسبب ما فعله والدك وأسرتك، لا تحزنوا يا صغاري ولا تهتموا بما يقال، عليكم فقط ان تهتموا بأنفسكم جيدًا، وأن تثبتوا للعالم كله أنكم قادرون على مواجهة الصعاب مهما كانت شدتها.
صغاري عندما نولد على قيد الحياة، فنحن لا نتملك رفاهية الخيار ولا نحدد مصيرنا ولا أحد منا يختار أباه أو أمه، فهذا قدركم البائس، اعذروني يا أبنائي أنكم سوف تعيشون طوال حياتكما تدفعون ضريبة ذنب والدكما وجهله وظلامه، دون أي ذنب سوى أنه والدكما فهذه هي إرادة الله.
أريد منكم فقط أن تفكروا جيدًا في تسليطي الضوء عليكم لانتشالكم من حياة الجهل والفقر والمرض والظلام إلى حياة أفضل أقل تقدير أنكم ستعيشون طفولتكم بشكلٍ أفضل وأنكم لن تواجهوا مصيرًا مظلمًا.
أريد منكم أن تفكروا جيدًا في أنفسكم ووالدتكم، وأن تهتموا بدروسكم، وتذكروا أنني لم أكن في حياتكم سوى سبب ساقه الله إليكم، كي تضعون أقدامكم على طريق جديد ومصير أفضل مما كان، فلتشكروا الله مرتين لأنه منحكم حق الحياة مرتين هروبًا من القتل، وخروجًا من بيئة غير مناسبة لكم، فهي حكمة الله التي لا نملك أمامها أي خَيار.
وأخيرًا..
اتركوا لي رسالة حينما تكبرون، أخبروني فيها كيف واجهتم المجتمع وهل أصبحتم أقوياء وهل استطعتم أن تواجهوا التحديات والظروف مثلما طلبت منكم..؟
إن كنت على قيد الحياة وقتها، سأفرح لكم كثيرًا، وإن مت فادعوا لي بالرحمة ولا تهتموا لحديث الناس واسمعوا صوت قلوبكم، وإن استطعتم أن تكونوا سببًا لإسعاد غيركم فلا تترددوا، فالسعادة الحقيقية أنك تكون سببًا في سعادة من حولك.
"كل الحب إليكم حتى نلتقي يا صغاري دعواتي سترافقكم دائمًا أينما تكونوا".