الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مفتي الجمهورية من جامعة أكسفورد: الإرهابيون يتعبَّدون بسفك الدماء المحرَّمة ويجاهدون بالقتل

من فعاليات المحاضرة
دين وفتوى
من فعاليات المحاضرة
الجمعة 20/مايو/2022 - 11:35 ص

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: "إنه أصبح لزامًا أن يكون الإسلام الصحيح فاعلًا اليوم في العلاقات الدولية، كما يجب أن يتم تحديد من هم علماء الدين الثقات الذين يجب أن يتحدثوا باسم الإسلام"، مضيفا أن الإرهابيين يتعبَّدون بسفك الدماء المحرَّمة، ويجاهدون بالقتل والإرهاب. 

وأضاف مفتي الجمهورية: للأسف في كثير من الأحيان تستسلم وسائل الإعلام الغربية لخطاب المتطرفين من التيارات المتشددة، الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، لذا فإنه قد حان الوقت ليعلو صوت العلماء الوسطيين الثقات.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها مفتي الجمهورية في جامعة "أكسفورد"، التي تعدُّ أقدم جامعات بريطانيا السبع العتيقة، وأقدم جامعةٍ في العالم الغربي المتحدث بالإنجليزية، وذلك ضمن زيارته الرسمية إلى بريطانيا التي بدأت الأحد الماضي.

وألقى مفتي الجمهورية كلمته التاريخية أمام مجلسَي العموم واللوردات البريطاني، كما الْتقى وزير الدولة بالخارجية البريطانية، وألقى محاضرة بمركز سيفيتاس للأبحاث بلندن، كما الْتقى عددًا من السياسيين ورجال الدولة بالمملكة المتحدة، وكذلك رموز الجالية المصرية في بريطانيا.

وأكَّد المفتي أنه على وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، وحكومات العالم أن تكون أكثر تدقيقًا عند تعاملها مع علماء الدين، حتى يتغلَّب صوت الاعتدال والوسطية على الأقلية الذين ينتمون إلى الأفكار المتطرفة، مشيرًا إلى أنه من خلال القيام بذلك يمكن للإسلام الصحيح أن يُسكِت الأقلية المتطرفة.

من يحق له التحدث في الإسلام؟

وأضاف المفتي: "لقد حان الوقت للحديث عن هذا السؤال: مَن له الحق في التحدث باسم الإسلام؟! لأنه الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها توفير فهم للإسلام مرتبط بالأصل ومتصل بالعصر، ومعارض في نفس الوقت للإرهاب والعنف.

 

وأوضح أن الأزهر هو المؤسسة الدينية التعليمية الكبرى في العالم، مبينًا أن دار الإفتاء المصرية هي الصوت المرجعي لإصدار الفتاوى في مصر والعالم الإسلامي، وأن الدار تصدر قرابة المليون ونصف المليون فتوى كل عام باثنتي عشرة لغة مختلفة.

ولفت إلى أن إصدار الفتاوى من أهم الخطوات للفهم الصحيح للعلاقة بين الإسلام والعالم الحديث وليس كما يفهم البعض في الغرب أنها مجرد أحكام سياسية من قِبل قادة الدول.

مفتي الجمهورية: الدين قادر على توفير حلول لمواجهة تحديات العالم

 

وأشار المفتي إلى أن الدين جاء لتحقيق مجموعة من المقاصد على رأسها عبادة الله والتزكية الروحية وعمارة الأرض وتحقيق الاستقرار، وهو ما يجعل الدين قادرًا على توفير حلول لمواجهة التحديات التي تواجه العالم.

 

الفتوى والمفتي بمثابة جسر تواصل

 

وشدد مفتي الجمهورية على أنه لا بد أن يطَّلع المفتي على الواقع المعيش، مشددًا أن الفتوى والمفتي بمثابة جسر تواصل بين ما يملكه الفقيه من معرفة شرعية وبين أدوات عصرنا المعيش فيه.

 

وحول بناء السلام العالمي والحوار المشترك، أكَّد مفتي الجمهورية أنه من اللازم المشاركة والمساهمة في إنتاج ثقافة سلام عالمية على نحو فعَّال ومتقدِّم، مؤكدًا أن هناك حاجة ماسَّة لجعل الحوار بيننا شاملًا ومتعدد الأوجه ليشمل الخطابات العلمية والثقافية والاقتصادية والتكنولوجية.

 

وتابع: “يجب أن تكون هناك روابط أقوى بين الجامعات البريطانية والمصرية والمعاهد البحثية والطلاب”، مشددًا على أن تبادل المعرفة بين الشباب هو الطريق المضمون من أجل تحسين قيم التسامح بين الجيل القادم من القادة في كلا الجانبين.

المفتي: من الخطأ في حق وطننا وديننا أن نترك للمتطرفين الساحة الدولية 

 

وأوضح المفتي أن دار الإفتاء المصرية حريصة أشد الحرص على التواصل مع المسلمين في كافة أنحاء العالم وبناء جسور التواصل، لذلك عملت على تحقيق طفرة كبيرة في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، وخوض غمار مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بلغ عدد متابعي الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على فيسبوك أكثر من 12 مليون مستخدم، وكذلك استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتلقِّي الأسئلة والإجابة عنها، وكان آخرها تطبيق فتوى برو الذي يخدم المسلمين في الغرب، ويتلقَّى تساؤلاتهم من متخلف دول العالم ويتم الرد عليها بلغات مختلفة مع مراعاة السياقات المجتمعية في البلدان التي تأتي منها الأسئلة.

 

ولفت فضيلة المفتي النظر إلى أن دار الإفتاء حريصة كذلك على التعاون مع كافة دُور وهيئات الإفتاء على مستوى العالم، ومن أجل ذلك أنشأت في عام 2015 كيانًا دوليًّا هو "الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم" لتكون مظلَّة جامعة لمفتين من أكثر من 80 دولة، حيث نتعاون معًا من أجل وضع حلول للتحديات التي نواجهها ومستجدات العصر.

 

كما تحدَّث عن إنشاء الدار لمركز "سلام" لدراسات التطرف، وهو ضمن مجهودات الدار في مواجهة التطرف والإرهاب، وقدم شرحًا حول فكرة المركز ودورها، إذ يعد منصة بحثية وأكاديمية تعمل تحت إشراف الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم ودار الإفتاء المصرية، ويُعنى بدراسة وتحليل ومعالجة ظاهرة التطرف باسم الدين، ويرتكز مركز سلام على أسس علمية في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة بقضية التشدد والتطرف، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف وقايةً وعلاجًا.

 

وأشار إلى أن مركز سلام سيعقد مؤتمرًا عالميًّا يجتمع فيه عدد من الوزراء والباحثين المهتمين بمواجهة التطرف، بالإضافة إلى المفتين ورجال الفكر والإعلام ورؤساء المراكز البحثية والعديد من الأكاديميين.

 

وعقب انتهاء محاضرة فضيلة المفتي بجامعة أكسفورد، قاد جولة داخل إحدى مكتبات الجامعة العريقة، كما تفقَّد معرضًا ضمَّ صورًا لكبار الشخصيات التي تخرَّجت في جامعة أكسفورد، وكذلك الشخصيات العالمية التي زارتها، ومن بينها شخصيات عربية مهمة، وأثنى على احتفاظ المكتبة بعراقتها التاريخية.

تابع مواقعنا