عمر طاهر: شيرين أبو عاقلة رمز للعمل الشريف.. وهذا سر انتقادي لتطوير الحسين.. وبناتي وزوجتي أنقذوني.. ولن أشجع الأهلي أبدًا
شيرين أبو عاقلة رمز للمهنة والعمل الشريف
مواعيد الصلاة في الحسين تخنق روح العلاقة بين المصريين وآل البيت
الحوار الوطني ليس مجرد شخصيات معارضة
فيلم الجواهرجي انتهى.. ومحمد هنيدي أخي الكبير وأحبه
كلمتين ملهومش لازمة عكننوا على أسرة سمير غانم بالكامل
ثقة في الله مينفعش محمد رمضان يجسد شخصية أحمد زكي
أنا زملكاوي ولن أشجع الأهلي أبدًا
غلق المدرجات نقَل التعصب من الملعب إلى البيوت والإعلام
ليس منطقيًا أن تكون «الخناقات» انفرادات في الصحافة
بناتي وزوجتي أنقذوني وجعلوا لديّ سبب وجيه للسعي
منذ تسعينيات القرن الماضي ولم يجف حِبر عمر طاهر عن الشغب والشغف والاشتباكات الفكرية والفنية والإبداع سواء كان على ورقٍ أو تحول إلى عملٍ سينمائيٍ أو أغنية، فرضت نفسها على مسامع الملايين.
في رحلة السنوات الطويلة من بلاط صاحبة الجلالة، حتى تصدر مبيعات الكتب وبينهما تسجيل اسمه كواحد من الصناع في السينما، لم يكف عمر طاهر عن طرح آرائه وما يؤمن به، حتى لو كان حادًا ومنتقدًا شرسًا، لكن يبقى لكتابات عمر أثر يتبعه الكثيرون من قُرائه ومحبيه، فالصعيدي السوهاجي لا يتردد عن البوح بأفكاره، حتى لو كانت ضد التيار.
خاض عمر طاهر في الفترة الأخيرة معارك فكرية عدة، كان على رأسها انتقاداته الواسعة لترميم مسجد الحسين والمشهد الذي أصبح عليه، واصفًا إياه بالقبُح، وطالت أسهم انتقاداته جلسة عرفية شهدت التصالح بين فتاة وصيدلي اعتدى عليها لفظًا، ولكن على طاولة القاهرة 24، خاض عمر طاهر معارك فكرية أخرى، وروى تفاصيل تُحكى لأول مرة، فإلى نص الندوة كاملة..
دعنا نتحدث أولًا عن استشهاد شيرين أبو عاقلة.. كيف استقبلتَ الأمر؟
صديقنا الفنان أحمد اللباد لخص استشهاد زميلتنا شيرين أبو عاقلة، بقوله إنه ميلاد لرمز فلسطيني جديد، فالقائمة الممتلئة بأسماء الشهداء هي شعار القضية الفلسطينية، وشيرين أضيفت لها حديثًا.
شيرين أيضًا رمز للمهنة والعمل الشريف، فاستشهادها كان مركبًا على مستوى القضية، من ناحية المهنة، بالإضافة إلى تعامل المجتمع الدولي مع تلك القضية؛ ما يمنحك فرصةً سهلة لمقارنة وقياس نظرة المجتمع الدولي لتلك القضية، ونظرتهم لقضايا أخرى قد تكون أقل قدرًا وأهمية.
كيف رأيت ما أثير بشأن الترحم على الشهيدة الفلسطينية؟
أخجل من التحدث في هذا الأمر أو مناقشته، وكون المجتمع يندمج في مثل تلك التفاصيل فهو يدخل فيما هو مسموح له مناقشته، من خلال مساحة محدودة من النقاش، لتصل إلى فرضية هل يمكن الترحم على الشخص أم لا؟، وهذا دليل على أن المجتمع ليس مشغولًا بقضايا أهم، وإنما يتحدث وفقًا لما هو متاح لديه، ويبدأ إثارة الجدل.
على صعيد إثارة الجدل.. انتقدتَ مشهدًا لجلسة عرفية.. ما رأيك في تلك الجلسات؟
الجلسات العرفية لا يجوز فيها الحُكم المطلق، واستخدام الجلسات العرفي في حل النزاعات مسألة مشروعة وقديمة وناجحة معظم الوقت، لكن أحيانًا في واقعة مثل اعتداء صيدلي على امرأة، لا يجوز أن تدخل تحت وطأة الجلسات العرفية، وأن يتم فيها الصُلح أو لا.
فالجلسات العرفية تنهي خلافًا على أرض أو شيء مادي من خلال كتلتينِ متساويينِ لا نستطيع حسم الخلاف بينهما؛ ما يسمح لشخص أكبر بالتدخل لحل الخلاف، لذلك اعترضتُ على واقعة الجلسة العرفية في واقعة إهانة امرأة على يد صيدلي؛ لأنها إهانة تستدعي عقوبة حتى لا تتكرر، ويتم استغلالها لإغلاق مثل تلك المواقف.
لماذا انتقدت بشدة ما حدث في ترميم الحسين؟
الأمر يتعلق بجزأين، الأول داخل الجامع، الذي صليت فيه ورأيت التطوير الذي حدث فيه من السجاد والإضاءة وغيره، وهو عمل عظيم، لكن مشكلتي تبدأ فور الخروج من الجامع، أولها تتعلق بالمقام، أن يكون بمواعيد زيارة، ومحاطًا بحراسة.
على أساس إني مصري أعتبر المكان ليس خاضعًا لمواعيد، فالعرف أنه مفتوح دائمًا على مدار الـ 24 ساعة خلال تاريخنا وتاريخ آبائنا، والمواعيد تخنق روح العلاقة بين المصريين وآل البيت، وكيف أجد شخصًا على مرمى البصر يرتدي «بدلة وكرافتة» أقف أمامه وجهًا لوجهًا في وقت من المفترض أنه مخصص للجانب الروحي.
المشكلة الثانية تتمثل في السور المحيط بمسجد الحسين، فهو أقرب للقبح نوعًا ما؛ لأنه أغلق الساحة التي كنت تسير فيها التي تسمى المشهد الحسيني، وحرمنا من المشاهد التي اعتدنا رؤيتها، والتي تعد التفصيلة الأهم والتي يستند عليها المكان، حيث يأتي إليه الناس قبل المولد بشهرين، وتفترش الأرض في انتظاره من كل بقاع مصر، ولا تنتظر أكثر من المحبة والقُرب من الحسين.
عندي أمل أن يتغير الوضع الحالي وألا يكون أمرًا واقعًا؛ فأنا أذهب للحسين منذ 1992، ولم أجد مشكلة في وجود الناس هناك، والذاهبون للحسين يشبهوني، وهناك تجدَ الراحة والتخلص من ضغوط الحياة، ولكن بالسور أزحت الناس للخارج، ولم يلجأ القائمون على الأمر إلى حلول أخرى - أمنية أو أنظمة مراقبة - لتنظيمها بدلًا من الأسوار والمنع.
ما رأيك في الانتقادات التي تعرض لها وزير الأوقاف بشأن منع صلاة التهجد وغيرها من المواقف؟
«المصريين ميتخافش عليهم.. لديهم دائمًا طرق للتحايل، فوقت الحملة الفرنسية شعرَ الاحتلال أن المصريين يجتمعون كثيرًا ولديهم حركة نضال وجهاد، فمنعوا التجمعات، وبعد فترة اتفق المصريون على طريقة للتجمع من خلال الأذان، كان يقول الإمام «حي على الصلاة غدًا الساعة الخامسة، حي على الفلاح في بيت فلان»، لكسر الحظر الذي فرض عليهم، ففي النهاية الأمر «المصريين تعمل حسابهم تكسب».
لننتقل إلى ملف الحوار الوطني.. كيف استقبلتَ دعوة الرئيس السيسي وما رأيك في الحوار؟
لكي يحدث الحوار الوطني يجب أن يظهر قبله بعض الأمور، مثل الإفراج عن كل شخص مسجون على خلفية قوله لرأي أو تبنيه موقفًا، بالإضافة إلى أن كل شيء يتطلب نظرة جديدة، مثل بعض التكليفات التي توجه للحكومة، والتي من الوارد أن تكون عظيمة، ولكن تحتاج إلى فكر جديد لتنفيذها.
على جانب آخر، أحترمُ الأسماء التي كانت موجودة في إفطار الأسرة المصرية، لكن الحوار الوطني ليس مجرد شخصيات معارضة، وإنما شخصيات متخصصة في: الاقتصاد، الاجتماع، الصحة، بالإضافة إلى الإعلام والثقافة وغيرها، لأن البلد ليست في وضع مؤيد ومعارض، وترتكز على السياسة فقط، وإنما الحوار يجب أن يدخل في كل مناحي الحياة التي تخص حياة المواطنين، لنسمع وجهات نظر مختلفة، وتسجل الناس انطباعاتها عمّا حدث، كلٍ في مجال تخصصه، لكي يجني الحوار ثماره.
إذا تمت دعوتك للحوار الوطني ماذا سيقول عمر طاهر؟
أنا مشارك في الحوار الوطني طوال الوقت بحكم عملي، وأقول وجهة نظري أيًا ما كانت النتيجة، وأقول كل شيء بطريقتي، ولا أنتظر دعوة للمشاركة، وما عندي أقوله وأخوض الجدل فيه.
لننتقل إلى الكتاب حيثُ حبك الأول.. كيف تم صناعة الجزء الثاني من صنايعية مصر؟
بعد الانتهاء من الجزء الأول لم يعد لديّ مخزون من الشخصيات، فكل معلومة عملت عليها تم نشرها في 2018، وبدأتُ العمل منذ ذلك الوقت على الجزء الثاني من خلال بحث عن الأشخاص وعائلاتهم، أو المادة والأرشيف، وكان مجهودًا شاقًا، وبنسبة 99% كان التوفيق البطل في الوصول للأشخاص، «أنا مؤمن أن التعب والجهد مبيروحش عالفاضي».
في صنايعية مصر 2، وضعت لنفسي شرطًا أنني لن أعمل إلا على الشخصيات «المتعبة»، فإذا اخترت صنايعي وبحثتُ عنه على جوجل ووجدتُ 4 مواد بحثية عنه لا أعتبره مغريًا بالنسبة ليّ، ولا توجد متعة في أن تجده، فأحيانًا كنت أبحثُ عن أشخاص لا أعرف أسماءهم، أعلم ما صنعوه لكن لا أعلم المنتج، فكان ممتعًا بالنسبة لي وشاقًا جدًا.
مع كل شخصية كنت أتوقف وأخبر نفسي أن الكتاب لم يكتمل ولن أجد من أبحث عنه، لأتفاجأ بعدها بظهور شخص بعد عناء من البحث، فأعاود العمل مرة أخرى حتى خرج الكتاب.
ما القادم في الكتب؟
هناك عديدٌ من الملفات مفتوحة، وربما يجبرني أحدهم على استكماله، فأنا أعمل بالتوازي في أكثر من فكرة حتى أجد التي اكتملت.
لماذا تأخر عرض فيلم الجواهرجي.. وحدثنا عن «الكيمياء» بينك وبين محمد هنيدي؟
فيما يخصني، انتهيت من كل شيء، لكن ظهوره على الشاشة يرجع لعديدٍ من الأمور، لكني رأيتُ بعد المشاهد في المونتاج، وأحببتُ عودة ثنائية محمد هنيدي ومنى زكي، غير أن إسلام خيري «مخرج شاطر جدًا»، وأخرج من هنيدي ومنى زكي شخصيات متألقة بشكل أكبر.
عن محمد هنيدي، أنا أحبه وهو أخي الكبير، شخص جميل وطيلة الوقت نحلم معًا لتنفيذ شيء أو كتابة فكرة حتى لو لم تنفذ، وهناك نحو 8 أفكار بيني وبينه لم يأتِ وقتها بعد، وفي بعض الأحيان ننتهي من أفلام ثم نعدل السيناريو ليتم تصويرها ثم يتوقف الأمر، فضلًا عن مسلسلات وفوازير.
من محمد هنيدي إلى أسطورة الكوميديا سمير غانم.. ما قصة انتقادك له وسر اعتذارك للأسرة؟
كنت أكتب وقتها مقالًا في الدستور وفي عدد من الأعداد كتبت نقدًا لإعلانات مسرحية لسمير غانم في التليفزيون، وفي أحد برامج رمضان سألتني المذيعة عن أعمال قدمتها وندمان عليها، تذكرت أنه بالتأكيد لديّ كتب وأعمال لا أحبها، ولكني تذكرتُ أكثر موقف وهو مقالي عن سمير غانم، وأني كتبت «كلمتين ملهومش لازمة عكننوا على أسرة بالكامل» وندمان على كتابتهم.
أتذكر أنه في العرض الخاص لفيلم طير أنت، قالت لي الفنانة الكبيرة إسعاد يونس: «مزعل بطلة فيلمك ليه؟» (دنيا سمير غانم)، وقتها انزعجت وقلتُ عليها إنه يجب أن تفرق بين كمؤلف للفيلم وناقد فني أقولُ رأيي، وفي نهاية العرض الخاص جمعنا سلام فاتر، وظللنا في خلافٍ، ولكن بعد سنوات أدركتُ أني أخطأتُ، وكنتُ أريدُ الاعتذار لسمير غانم، وقت مرضه وقبل وفاته، لكني تراجعت بسبب «ركوب التريند» ولكن حينما جاءتني الفرصة اعتذرت فورًا.
بالتأكيد، انتقاداتك لم تغضب أسرة سمير غانم فقط.. مَن انتقدته بشدة مثل الفنان الراحل؟
في أثناء تقديم أحد برامجي على الراديو، وكان ضيفي علي الحجار، ذكرته أنني انتقدته بسبب كتابة أحد الشعراء أغانٍ في ألبوم الدنيا ريشة في هوا، وكان اعتراضي على أنه كيف لشاعر صغير يكتب أغانٍ لعلي الحجار، وذكرته أني انتقدته هو والشاعر في أحد المقالات وأن تاريخه ورصيده لم يغفر له، فكيف لشاعر ضعيف أن يتعامل معه، واعتذرت له في البرنامج، وقال لي إنه يتذكر المقال، وعذرني لأنه أيضًا كان منزعجًا.
مَن ممن طالتهم سهام انتقاداتك كان راقيًا في الاختلاف معك؟
أرقى اثنين اختلفت معهم، الراحلان الكاتب الصحفي الكبير صلاح منتصر، والفنان الكبير محمود ياسين.
الأستاذ صلاح منتصر كتب يومًا مقالًا له علاقة بالأستاذ محمود عوض ووفاته والتدخين وبه حسابات لم أحبها، فكتبت مقالًا للرد عليه من غيرتي على محمود عوض، من حُبي الشديد له ولأنه مدرسة، وفوجئت في اليوم التالي بمكالمة هاتفية من صلاح منتصر يرد فيها على انتقاداتي لمقاله وناقشني في المقال «سطر سطر»، انتقدني بروح الأستاذ، وكانت مكالمة تعلمت منها أشياء كثيرة، من بينها أن أسيطر على انفعالاتي حينما أكتب.
أما الفنان الكبير الراحل محمود ياسين، فكتبتُ مقالًا انتقدت فيه أفلام حرب أكتوبر كاملة، وهاتفني الأستاذ محمود ياسين وحكى لي تجربة أفلام أكتوبر، وتجربة ممثلين ذهبوا إلى سيناء لتصوير الأفلام والأرض لم تشرب دماء الجنود بعد، وأن كل ما تم تصويره أصبح فيما بعد مادة يستخدمها الجميع لعقود، وكيف قابلوا الجنود وتعلموا منهم ونفذوا التجربة بإخلاص، وروى التجربة كأب عاشها.
وداعبني ياسين حينما ذكرت في مقالي أنه لم يأخذ رصاصة واحدة في أفلامه عن حرب أكتوبر وقال لي: بتتكلم عن إني مخدتش رصاصة في الأفلام؟.. إيه رأيك في فيلم الوفاء العظيم قطعولي رجلي.. إحنا عملنا ده بقى انتوا جيلكم عمل إيه؟
بذكر الانتقادات.. لماذا عارضت بشدة تجسيد محمد رمضان السيرة الذاتية لأحمد زكي في فيلم؟
قلتُ «ثقة في الله مش هينفع».. وجهة نظري كمشاهد أن هناك تناقضًا بين أحمد زكي ومحمد رمضان، فالأول فنان مخلص للفن أنتج بأمواله، ومات وعليه ديون، والثاني شخصية تميل إلى الاستعراض بممتلكاته، لن أصدق رمضان حينما يجسد شخصية أحمد زكي لأن هذا هو انطباعي عنه.
بمناسبة انطباعاتك عن محمد رمضان.. ما رأيك في مسلسل المشوار؟
أعجبني مسلسل المشوار.. استمتعتُ به بالرغم من بطء الإيقاع نسبيًا، وهو من الأعمال التي تابعتها من البداية حتى النهاية، ولأول مرة محمد رمضان يظهر في عمل، وكل من بجواره أبطال، بالإضافة إلى أن الصورة في العمل جميلة والإخراج جيد ومختلف.
ما أكثر مسلسل نال إعجابك في رمضان الماضي؟
فاتن أمل حربي، وجزيرة غمام، وبطلوع الروح، والمشوار، تلك الأعمال أخبرتنا أن بلدنا مليئة بالكنوز، كتابًا وممثلين ومزيكا في منتهى الجمال، وطاقات عظيمة، وكل هؤلاء 5% فقط من المواهب الحقيقية الموجودة والذين لم تسنح لهم الفرصة بعد، بلدنا لا تنضب من المواهب، وكل عام تفاجئك ولا تتوقف عن ذلك.
خلال متابعة فاتن أمل حربي وبطلوع الروح.. كيف تعاملت مع سيل الانتقادات الذي وُجه للعملينِ؟
الوسيلة الوحيدة للحُكم على أي عمل هو هل يحتوي على فن أم لا؟ وهل عالج القضايا من خلال الفن؟.. فتعاملتُ كمتفرج يحرك العمل مشاعره وخياله ويجعله سعيدًا، أما الانتقادات التي يواجهها أي عمل، فلستُ مشغولًا بها.
دعنا نترك الفن ونتحدث مع عمر طاهر «الزملكاوي».. كيف تستقبل هزيمة الزمالك.. وهل تتمنى الفوز للأهلي إفريقيًا؟
حينما يؤدي الزمالك ويُهزم أحزن، ولكن حينما يلعب مباراة سيئة ويهزم تكون ضربة مزدوجة بالنسبة ليّ، أما بخصوص الأهلي فأنا زملكاوي لا أشجع الأهلي أبدًا في أي محفل.
كيف ترى أزمة الحضور الجماهيري بالسعة الكاملة في المدرجات؟
الدول التي تكون ظروفها أصعب من مصر تجد لديها مباريات بجماهير تملأ الملعب، أما نحن ما زلنا نواجه مشكلة في حضور الجماهير، مع أنه هناك متخصصون يستطيعون أن يجدوا طريقة ما لعلاج المشكلة.
في اعتقادي عدم السماح بفتح الملاعب للجماهير بشكل كامل «استسهال»، وآثاره الجانبية خطيرة، من بينها نقل التعصب من المدرجات إلى المقاهي والبيوت والإعلام والأماكن المختلفة، فالتشجيع طاقة إذا أخرجتها في الاستاد أفضل بكثير من إخراجها في كل الأماكن دون ضوابط، فضلًا عن الوقت الذي تقضيه لمشاهدة مباراة والاستمتاع بأحداثها.
بالتأكيد عمر طاهر الصحفي لديه هموم وتقييم لحال المهنة في الوقت الحالي؟
70 % مما نراه الآن بالصحف والمواقع ليس له أي علاقة بالمهنة، كما أخذناها من أصحابها وأساتذتها، وليس منطقيًا أن تكون «الخناقات» انفرادات، فالكثيرون افتقدوا لأبسط أساسيات المهنة.
منذ فترة طويلة لم أقرأ حوارًا صحفيًا جيدًا، أو سلسلة تحقيقات لموضوع يستحق، وإنما انجرفت الصحافة وأصبحت رد فعل للسوشيال ميديا، ففي جيلي كنا نعد أن كتابة المقال مكافأة للصحفي على مسيرة كبيرة في المهنة بعد سلسلة من الحوارات والقصص والتحقيقات، أما الآن فلا نجد ذلك.
وذات يوم كنتُ في نقابة الصحفيين وسمعتُ أحد الأساتذة يشرحون لماذا «الصحفي على راسه ريشة»، ووجدته يقول إن الصحفي «طبيب، ومحقق، ومعلم، وغيرها من المهن المختلفة»؛ بيانًا لدوره المهم والكبير، وهو ما لا نجده الآن بشكل كافٍ.
لا ختام أفضل من الحديث عن ابنتيك رقية وليلى.. كيف تؤثران في حياة عمر طاهر؟
هما الاثنتان ووالدتهما أنقذوني ووجودهن جعل عندي سببًا وجيهًا للسعي والاستمرار في الحياة، ولولاهن لكنتُ غيّرتُ مهنتي؛ فهُن سبب كافٍ للاستمرار والسعي والمحاولة والحفاظ على أن تكون هناك وجهة نظر تحترمها، وأن تترك «أرشيف» لبناتك، لتقول لهن إنك كنتَ تحاول وكنتَ تحترم نفسَك على الأقل.