زعامته مصنوعة من حب الجمهور.. رحلة عادل إمام مع رؤساء الوطن العربي | صور
الزعامة ليست سلطة ولا نفوذًا ولا جاهًا، لكنها تاج مصنوع من حب الجمهور، ولم تتوقف زعامة عادل إمام على الشاشة وحدها فقط أو المسرح، بل تخطت جميع الحواجز، حتى أصبح صديقًا للزعماء العرب، ويتمنون تقديم فنه وخبرات لأوساطهم الفنية، وستظل سيرته إرثًا ثريًا للأجيال الجديدة والمقبلة.
زيارة مفاجئة من رئيس اليمن
بعدما حصل عادل إمام على لقب سفير النوايا الحسنة من الأمم المتحدة؛ قرر مع بداية الألفية؛ زيارة اللاجئين لتفقد شئونهم في جولة إنسانية باليمن، حيث تخطى حينها عدد اللاجئين 100 ألف لاجئ، وفور وصوله تفقد شئون اللاجئين، وتوجه لزيارة وزير الخارجية ورئيس الوزراء اليمني في منزله، وتناولوا الغذاء سويًا، وفي المساء تناول العشاء مع السفير المصري في اليمن محمود مرتضى، وما إن دخل للفندق ليستريح، ليجد مندوب وزارة الخارجية؛ يطلب ارتداء ملابسه لمقابلة رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح، وقابله في صنعاء بدار الضيافة.
وأعرب حينها عادل إمام عن سعادته باليوم 16 أبريل 2000 لسببين، أولهما أنه تلقى مكالمة هاتفية من القاهرة؛ تفيد بأنه أصبح جدًا بعد إنجاب زوجة نجله رامي أول حفيد له، والثاني هو زيارته للرئيس، وفي تلك الجلسة طلب الرئيس من الزعيم؛ عرض مسرحية الزعيم احتفالًا بعيد الثورة، واتفقا على أن تكون في شهر نوفمبر بنفس العام، بعد إنهاء جميع الترتيبات مع وزيري السياحة والخارجية.
وفي آخر يوم له في الرحلة، التقى بفناني السينما ووزير الثقافة اليمني عبد الملك منصور، وأشاد به قائلا: الزعيم عادل إمام مدرسة فنية تعلم الشارع العربي فيها كيف يسخر من الألم، وأن تعيينه سفيرا للنوايا الحسنة لم يأت من فراغ، إنما جاء بعد مشوار كبير صنعه عادل إمام بجهده وعرقه، فقد ناقش في أفلامه جميع قضايا الشارع العربي، فهو الذي حارب الإرهاب في الإرهاب والكباب، وطيور الظلام ثم رائعته الأخيرة الزعيم، فعادل كان زعيمًا على المسرح.
هل دخل عادل إمام فلسطين بختم إسرائيلي؟
زار عادل إمام؛ فلسطين مع أول وفد مصري يسافر على أول طائرة تهبط مطار غزة؛ الذي ضم أيضًا الفنان عزت العلايلي ومحمود ياسين عام 1998، وتوجه لزيارة النصب التذكاري للشهداء المصريين متجولًا في شوارع غزة؛ الذين استقبلوا الوفد المصري بالورود والزغاريد، وتفاجأ عادل بطلب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات؛ إلقاء كلمة أثناء الاحتفال الرسمي للدولة.
وأشار عادل في حواره مع روزاليوسف عن الزيارة، إلى أنه تفاجأ من ذلك الطلب، كما أن تلك الكلمة باسم الوفد بأكمله، فيجب أن تكون مُرتبة، وفي نهاية الزيارة دعاه إلى حضور حفل زفاف نجله رامي.
كان السؤال الذي شغل الجمهور حينها، هل دخل فلسطين بختم إسرائيلي؟، وأجاب على ذلك السؤال خلال نفس الحوار، قائلًا: أحد أصدقائي قال لي هذه الحكاية قبل السفر، وقلت له: أنني ذاهب إلى أرض فلسطين، ولا أعتقد أن جواز سفري يُختم بتأشيرة إسرائيلية، وعلمنا بعد النزول من الطائرة أن الأمن الإسرائيلي حاول تفتيشها، ولكن الطيار رفض ذلك بشدة، والحمد لله لم أقابل الإسرائيليين، ولم أمر أمام ضابط جوازات إسرائيلي، ودخلنا قاعة كبار الزوار، وركبت السيارة مع عزت العلايلي ومحمود ياسين، وسلكنا طريقًا لم تكن عليه أي نقاط تفتيش أو معابر إسرائيلية، وأثناء السير شاهدت بعض المستعمرات الإسرائيلية وكانت مهجورة، وقالو لي: المستوطنون يجيئون إليها في النهار، ويرحلون منها ليلًا.
وفضّل الرئيس عرفات؛ مشاهدة مسرحيات الزعيم، فعندما كان يقضي فترة في تونس؛ توجه لعرض مسرحية الواد سيد الشغال، وأخبر عادل بأن صاحب الفندق الذي يعرض عليه المسرحية؛ يناصر القوات الإسرائيلية، ويعادي القضية الفلسطينية، فقرر تغيير مكان العرض فورًا، وأهدى عرفات كوفيه فلسطينية لـ عادل إمام في لقاء آخر.
علاقة قوية مع المغرب
جمعت علاقة قوية بين المغرب وعادل إمام على مدار السنوات الماضية، ففي عام 1997، منح الملك الراحل الحسن الثاني؛ وسام الكفاءة الفكرية، تقديرًا لجهوده ومشواره الفني، وذلك عقب تقديمه مسرحية الزعيم، ودعم إيراداتها لبيت المقدس، للحفاظ على ملكية الأراضي العربية في القدس المحتلة.
وفي 2014، أقام الأمير مولاي رشيد شقيق الملك محمد السادس؛ حفل عشاء على شرف عادل إمام، لتكريمه من مهرجان مراكش السينمائي، وعزفت أوركسترا جاءت خصيصًا من فرنسا لتلك المناسبة، اهتمامًا باستقبال عادل إمام.
فنه يحرص على حضوره الرؤساء
مع عرض مسرحية بودي جارد في بداية الألفية بالجزائر؛ حرص الرئيس الجزائري على حضور العرض المسرحي، وصعد على خشبة المسرح لتكريمه.
وسام استحقاق تونسي
في 2016، منح رئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي؛ الدرجة الأولى من الوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الثقافة، تقديرًا لمشواره الفني، وذلك في قصر قرطاج، أثناء زيارته لتونس، لحضوره كضيف شرف في مهرجان أيام صفاقس السينمائية.
هدية غريبة من السادات
حصل الزعيم على هدية غريبة من الرئيس محمد أنور السادات، أثناء عرض مسرحية قصة الحي الغربي؛ التي انتقد بها الأوضاع داخل مصر بشكل كوميدي، وتلقى اتصالًا من زوجته، تخبره بأنه تلقى اتصالًا من رئاسة الجمهورية كي يزوروه في المنزل، وتفاجأ بمجيء 4 أشخاص لمنزله يَهدوه صندوقًا كبيرًا به كلبًا، قائلين: أرسلها لك الرئيس كهدية.