اقتصاد في الخليج وسياسة المغرب العربي.. كيف يُستخدم النفط العربي بالحرب الروسية الأوكرانية؟
أدى ارتفاع أسعار النفط عالميًا على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية إلى تسليط الضوء على الدول العربية المصدرة للنفط، باعتبارها تأتي في صدارة الدول التي تحظى باهتمام أوروبي، لإبرام صفقات للحصول على النفط والغاز، واستبداله بالغاز الروسي الذي بات يؤرق القارة الأوروبية في الصراع مع موسكو؛ الأمر الذي تسبب في ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا.
نفط الإمارات في الحرب الروسية الأوكرانية
من جانبه قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، إن ارتفاع هوامش تكرير النفط هي التي تتسبب في ارتفاع تكاليف الوقود عالميًا، وليس أسعار الخام فقط، مشيرًا إلى أن التقلب الشديد في أسواق ليس بسبب العرض والطلب، ولكنه بسبب أن بعض الأطراف لا تريد شراء خامات معينة ويستغرق التجار وقتًا للانتقال من سوق إلى آخر، في إشارة منه إلى عزوف بعض الدول عن الخام الروسي منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وأكد وزير الطاقة الإماراتي وفقًا لوكالة رويترز، أن بلاده لا تنحاز لأي طرف في الصراع العالمي، وأن ما يمكن وصفه بمحاولة مقاطعة نفط معين، ستكون خطوة خطرة عالميًا، منوهًا بأن أسعار النفط العالمية ارتفعت عقب اقتراح أوروبي بفرض حظر محلي على النفط الروسي؛ الأمر الذي تسبب في حدوث انقسام أوروبي، بسبب اعتماد الكثير من الدول الأوروبية خاصة الشرقية على النفط الروسي، بشكل يصعب الاستغناء عنه بشكل متسارع، وهو ما دفع بعض أعضاء أوروبا الشرقية للحصول على إعفاءات وامتيازات.
نفط العرب في الأزمة الروسية الأوكرانية
في السياق ذاته، ذكرت السعودية التي تعد أكبر الدول المصدرة للنفط عالميًا، أن نقص الاستثمار في تكرير النفط؛ تسبب في فجوة بين أسعار الوقود الخام وأسعار وقود الطائرات والديزل والبنزين بنسبة وصلت إلى 60%.
تعليق السعودية جاء على لسان وزير طاقتها؛ الذي أوضح في قمة الطيران بالعاصمة السعودية الرياض، أن العالم بحاجة إلى النظر إلى أمن الطاقة والاستدامة، والقدرة على تحمل التكاليف ككل.
وتسارع الدول الأوروبية، للحصول على النفط بمختلف أنواعه من دول الخليجية والعربية لاستخدامه بدلا من النفط الروسي؛ الذي تسعى دول القارة العجوز للاستغناء عنه كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن خطوات أوروبا تواجهها العديد من المصاعب لتأمين احتياجاتها من النفط.
صعوبة في المفاوضات الأوروبية الخليجية على الغاز
وشهدت المفاوضات الألمانية القطرية بشأن استراد برلين للغاز من الدوحة صعوبات في المحادثات بين الطرفين؛ تضمنت العديد النقاط الخلافية.
وكالة رويترز نقلت عن مسؤولين، قولهم، إن ألمانيا وقطر واجهتا صعوبات في المحادثات بشأن صفقات توريد الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل وسط خلافات بشأن الشروط الرئيسية، والتي من بينها مدة العقد بين الدوحة وبرلين.
وأضاف المسؤولين، أن ألمانيا مترددة في الالتزام بشروط قطر لتوقيع صفقات مدتها 20 عامًا على الأقل لتأمين كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال التي تحتاجها، لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، فيما تحدد قطر شروطًا مثل بند الوجهة؛ الذي من شأنه منع برلين من إعادة توجيه الغاز إلى مناطق أخرى في أوروبا، وهو شرط يعارضه الاتحاد الأوروبي.
الغاز كلمة سر الجزائر
وفي غرب الأراضي العربية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية؛ جاءت إسبانيا في صادرة الدول الأوروبية التي تسعى إلى كسب ود الجزائر، للحصول على ما تريده من طاقة بعدما تم إيقاف خط الغاز الروسي المتجه إلى أوروبا، فقد أعلن وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، رسالة تهدئة تجاه الجزائر بعدما تردد أنباء بشأن ارتفاع محتمل في أسعار الغاز، رغم اتخاذها قرار يعارض توجهات الجزائر فيما يتعلق بالصحراء الغربية والمغرب.
وبدت الجزائر، وكأنها تدير ظهرها لمدريد موجهة دفتها الاقتصادية تجاه إيطاليا، عبر إبرام اتفاق بزيادة إمدادات الغاز إلى روما، عقب تغير الموقف الإسباني بشأن النزاع في الصحراء الغربية لصالح الرباط.
وضمن الاتفاق الجزائري الإيطالي؛ إضافة إلى زيادة الإمدادات إمكانية مراجعة الأسعار بين شركتَي سوناطراك الجزائرية للمواد البترولية، وإيني الإيطالية، وخلال وجوده في الجزائر أوضح رئيس الوزراء الإيطالي، أن بلاده تعتزم ضخ استثمارات في قطاعات عدة، في منطقة الصحراء الجزائرية.
الغاز والصحراء الغربية
وفي خطوة أخرى لتزايد الشرخ في العلاقات الجزائرية الإسبانية، قالت وزارة الطاقة الجزائرية الأربعاء، إن أي تغيير لوجهة الغاز الجزائري المصدر إلى إسبانيا؛ قد يؤدي إلى فسخ العقد بين شركة الطاقة الوطنية سوناطراك والمشترين الإسبان، مشيرة إلى أن وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب تلقى؛ بريدا إلكترونيا من نظيرته الإسبانية، تبلغه فيه بقرار إسبانيا القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي.