9 مايو.. ماذا يخفي بوتين لأوكرانيا في ذكرى النصر على النازية؟
تتوجه أنظار العالم صوب العاصمة الروسية موسكو، غدا الاثنين، حيث يحتفل الجيش الروسي بـ ذكرى انتصاره على النازية في الحرب العالمية الثانية، فيما يُوصف بالحرب الوطنية العظمى، في حفل يشهده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كل عام، لكنه يكتسب أهمية خاصة هذه السنة، لتزامنه مع الحرب الروسية على النازيين الجدد في أوكرانيا، وسط تكهنات غربية بمفاجآت يُعد لها بوتين.
وتبرر موسكو حربها على كييف، بسعيها للقضاء على النازيين الجدد، وهو الاتهام التي توجهه باستمرار إلى السلطات الأوكرانية الحالية، ما دفع تقارير غربية إلى التكهن بأن بوتين يُعد مفاجآت لما يصفهم بالنازيين الجدد، في ذكرى الانتصار على أسلافهم.
وتحيي روسيا؛ ذكرى انتصارها في الحرب العالمية الثانية والقضاء على النازية في 9 مايو عام 1945، وتعد هذه مناسبة وطنية مهمة لا مثيل لها تحتفل بها روسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وفُرصة يستغلها الرئيس الروسي بوتين، لتعزيز خطاب الحكومة، وتأكيد استمراره في مواجهة النازية.
ويكتسب الاحتفال هذا العام؛ أهمية خاصة للجيش الروسي، بسبب تزامنها مع العملية العسكرية؛ التي أعلن بوتين أن هدفها إلى جانب نزع سلاح الجيش الأوكراني، وهو إزالة النازية التي انتصر عليها الجيش السوفييتي قبل ما يقرب من 8 عقود.
واختلفت التنبؤات بين مؤيد ومعارض حول إذا ما كانت روسيا ستعلن الحرب رسميا على أوكرانيا أم أنها فقط ستنهي الحرب، وتعلن انتصارها.
إعلان التعبئة لحرب ضد أوكرانيا
وصرح وزير الدفاع البريطاني بن والاس في تصريحات لإذاعة إل بي سي نهاية أبريل الماضي، بأن العرض العسكري الذي يقام في الميدان الأحمر بالعاصمة الروسية موسكو؛ قد يستخدم لحشد الدعم لتعبئة جماهيرية للقوات، ودفع المزيد منها نحو أوكرانيا.
وأضاف والاس: لن أتفاجأ، وليس لدي أي معلومات حول ذلك: من المحتمل أن يعلن في المناسبة هذه، أننا (الروس) الآن في حالة حرب مع النازيين في العالم ونحتاج إلى تعبئة جماهيرية للشعب الروسي، وإعلان الحرب سيتيح لبوتين؛ التعبئة الكاملة لقوات الاحتياط الروسية، وتجنيد المزيد من الشباب، وسط نقص في أعداد الجنود لديه.
من جهته، قال كيريلو بودانوف، رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، في مقابلة له هذا الأسبوع، إن روسيا قد تحركت بالفعل للتعبئة السرية، وتستعد للإعلان عن تعبئة مفتوحة في المستقبل القريب، مضيفا: أنا فضولي للغاية: كيف سيفسرون ذلك لشعبهم؟
إنهاء الحرب في أوكرانيا
على صعيد آخر، يأمل البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، أن يكون تاريخ التاسع من مايو، موعدا لانتهاء الحرب الأوكرانية، والمعاناة التي سببتها لملايين الأشخاص.
وذكر بابا الفاتيكان، لصحيفة إيطالية، الأسبوع الماضي، أن رئيس وزراء المجر أبلغه، بأن روسيا تعتزم إنهاء الحرب في أوكرانيا في 9 مايو.
فيما أفادت السياسية الأوكرانية أليونا شكرم لبي بي سي، بأنها تتوقع أن تصبح الأمور أكثر صعوبة مع احتفال روسيا بيوم النصر، معتبرة أنه بالنسبة لبوتين وللإمبراطورية التي يحاول بنائها.. هذا في الأساس يوم رمزي.
وأضافت شكرم: لذلك، هو يأخذ يوم الاحتفال بالنصر على النازيين، ويحوله إلى معركة كبيرة اليوم ضد النازيين.
وتابعت: نتوقع أن تكون هناك أوقات صعبة للغاية هنا في كييف وأوديسا وماريوبول، وفي مدن أخرى في 9 مايو.
نفي روسي للمزاعم الغربية
من جهته، نفى الكرملين أنه يخطط لتعبئة، رغم أن بعض الروس سربوا أوراق استدعاء، وأوامر حكومية تتعلق بتعبئة محتملة عبر الإنترنت.
وجاءت تعليقات الرئاسة الروسية، ردا على توقعات مسؤولي الغرب ووسائل إعلامهم، بإعلان روسيا الحرب في 9 مايو رسميا ضد أوكرانيا؛ بدعوى القضاء على النارية، لكن مسئولي روسيا نفوا أكثر من مرة؛ حقيقة المزاعم الغربية بشأن 9 مايو.
وعلّق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، على مزاعم استعداد روسيا لإعلان انتهاء حملتها على أوكرانيا، والمزاعم الأخرى التي تفيد باستعدادها لشن حرب كاملة أو تعبئة عامة للروس، قائلا: الجيش الروسي لن يكيف بشكل مصطنع إجراءاته مع أي تاريخ معين.
التحركات الأوكرانية المتوقعة
على جانب آخر، كشف يانيس سلايدينش، الضابط في القوات المسلحة اللاتفية، أن أوكرانيا تعتزم توجيه ضربة عسكرية لجسر القرم في 9 مايو، وفقا لما نشرته وكالة نوفوتسي الروسية.
وأوضح الضابط اللاتفي، أن أوكرانيا أصبحت قادرة على ضرب جسر القرم، بعد المساعدات العسكرية والأسلحة الثقيلة؛ التي وردت إليها من الدول الغربية، وتعود أهمية جسر القرم إلى أنه ينقل من خلاله الإمدادات من روسيا إلى المحور الجنوبي للقوات الروسية جنوب أوكرانيا.