ذبح البهائم بالمقابر.. الرحالة ابن بطوطة يروي أحد مشاهد الاحتفال بعيد الفطر
حرص عدد من الرحالة على تسجيل مراسم الاحتفال خلال مرورهم على عدد من البلدان، حيث سجّل لنا الرحالة ابن بطوطة بعض ما رآه في عيد الفطر .
ينقل ابن بطوطة في كتابه؛ تُحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، شيئًا عن عيد الفطر تحت عنوان ذكر سلطان لاذق، وهو السلطان يَنَنج بك- النون الأولى مفتوحة والثانية ساكنة، وهو من كبار سلاطين بلاد الروم.
الخروج إلى المقابر
يقول ابن بطوطة: وأظلنا عيد الفطر بهذه البلدة، فخرجنا إلى المصلى وخرج السلطان في عساكره والفتيان كلهم بالأسلحة، ولأهل كل صناعة الأعلام والبوقات والطبول والأنفار، وبعضهم يفاخر بعضا ويباهيه في حسن الهيئة، ويخرج أهل كل صناعة معهم البقر والغنم وأحمال الخبز؛ فيذبحون البهائم بالمقابر ويتصدقون بها وبالخبز، ويكون خروجهم أولا إلى المقابر ومنها إلى المصلى، ولما صلينا صلاة العيد دخلنا مع السلطان إلى منزله، وحضر الطعام فجعل للفقهاء والمشايخ والفتيان سماطا على حدة، وجعل للفقراء والمساكين سماطا على حدة، ولا يرد على بابه في ذلك اليوم فقير ولا غني.
ويضيف ابن بطوطة: أقمنا بهذه البلدة مدة بسبب مخاوف الطريق، ثم تهيأت رفقة، فسافرنا معهم يوما وبعض ليلة، ثم وصلنا إلى حصن طَواس، وهو حصن كبير، ويذكر أن صهيبا صاحب رسول الله ﷺ ورضي الله عنه من أهل هذا الحصن، وكان مبيتنا بخارجه، ووصلنا بالغد إلى بابه، فسألنا أهله من أعلى السور عن مقدمنا فأخبرناهم، وحينئذ خرج أمير الحصن إلياس بك في عسكره، ليختبر نواحي الحصن والطريق، خوفا من إغارة السراق على الماشية، فلما طافوا بجهاته خرجت مواشيهم وهكذا فعلهم أبدا، ونزلنا من هذا الحصن في زاوية رجل فقير، وبعث إلينا أمير الحصن بضيافة وزاد.