بعدما قبّل الرئيس الفرنسي يدها.. فرح الديباني: ماكرون شكرني والفرنسيين يحترمون المصريين |حوار
خطفت فرح الديباني، الفتاة المصرية الإسكندرانية، أنظار العالم أجمع وحبست أنفاس المصريين أثناء مشاهدتهم لمراسم الاحتفال بـإمانويل ماكرون، عقب إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية لولاية ثانية.
وغنت فرح الديباني ذات الأصول الإسكندرانية النشيد الوطني الفرنسي، أمام برج إيفل، وبجانب الرئيس ماكرون وسط حشود غفيرة جاءت من شتى بقاع فرنسا للاحتفال بحصول الرئيس ماكرون على ولاية ثانية، قبل أن يُقبل الرئيس الفرنسي يد مغنية السوبرانو المصرية وسط انبهار من العالم أجمع.
القاهرة 24 تواصل مع الفنانة المصرية الواعدة فرح الديباني، لتكشف كواليس ترشيحها كأول مصرية وعربية تُغني في احتفالية مماثلة أمام الرئيس الفرنسي.
كشفت الديباني في حوارها مع القاهرة 24 أن الرئيس ماكرون شكرها للغاية، لقبولها الغناء في مثل هذه الاحتفالية، فضلًا عن العديد من الكواليس الأخرى
وإلى نص الحوار..
هل تحدثتي مع ماكرون؟
بعد الانتهاء من أداء النشيد الوطني أمام ماكرون، شعرت بفخر شديد وشرف وسعادة غير عادية، وعندما قبل ماكرون يدي كنت أشعر أنني في حلم في شيء سريالي، فكل شيء كان مفاجئًا وظللت أيام طويلة أحاول استيعاب ما حدث.
الرئيس ماكرون قالي لي أنا أشكرك للغاية، لأنكٍ وافقتي وتقبلتي أن تكوني معنا هنا اليوم لغناء النشيد الوطني.
ورأيت في عين ماكرون السعادة العارمة في هذه اللحظة، فكانت هذه الفرحة التي يقول فيها للعالم أجمع نحن منفتحون، ونرغب في أن يكون الفن فوق كل شيء.
ماذا عن ردود أفعال الفرنسيين والعرب بعد أداء مصرية أمام ماكرون؟
تلقيت ردود أفعال إيجابية وعظيمة للغاية من الفرنسيين، الذين يشعرون بسعادة كبيرة ويرون في ظهوري دليل على انفتاح فرنسا على الثقافات الأخرى وهو ما يؤمنون به، أما العرب فكادوا يطيرون من الفرحة حيث أنهم يرون ما حدث إنجازًا رائعًا للمصريين والعرب بصفة عامة.
كيف كانت بدايتك الفنية من الإسكندرية وكواليس دراستك بألمانيا؟
ولدت في مصر وارتدت المدرسة الألمانية بالإسكندرية، وترعرت في أسرة مُحبة للموسيقى الكلاسيكية العربية، وكان جدي يسمع الأوبرا دائمًا في المنزل وبالتالي تأصل بداخلي عشق للأوبرا، وارتدت مدرسة الكونسرفاتوار وتعلمت فيها عزف البيانو والغناء، وبالتالي كانت لدي خلفية فنية كبيرة، ولكنها بمثابة هواية وليس بشكل احترافي.
وأثناء غنائي في أحد الحفلات بشكل منفرد بمدرستي في الإسكندرية، سمعني أستاذي الألماني وقال لي إن صوتي خامته جيدة جدًا للغناء الأوبرالي، وهيأ لي طريق الدخول لهذا المجال بشكل احترافي، إلى أن انتهيت من المرحلة الدراسية بالمدرسة والتحقت بكلية الهندسة المعمارية، وبالتوازي معها كنت أغني في حفلات بمكتبة الإسكندرية والأوبرا كما تلقيت دروسًا في الغناء مع كبار المدرسين في ألمانيا، وخُضت مسابقات غناء هناك، إلى أن شعرت أنني مستعدة لخوض تجارب الأداء ودراسة الغناء بشكل تام في ألمانيا، كانت هذه اللحظة التي قررت فيها مغادرة مصر وبدء طريق جديد لاحتراف الغناء في الأوبرا بألمانيا، وبالتوازي معها انتهيت من دراسة الهندسة المعمارية في برلين معًا دون التأخر في الدراسة، وحصلت على ماجيستير في الغناء من الأوبرا ببرلين.
متى كانت بدايتك في فرنسا وكيف التحقتي بأوبرا باريس؟
تم قبولي في أوبرا باريس بفرنسا والتحقت بها عام 2016، وكانت خطوة جريئة بعض الشيء بالنسبة لي لأني تربيت في وسط ألماني بداية من المدرسة بالإسكندرية ثم حياتي في برلين، حيث وجدت أني أعيش في وسط ثقافي وحضارة وعادات وتقاليد بعيدة تمامًا عن الذي تربت عليه، أو اللغة التي اعتادت تحدثها، ولكن في نفس الوقت كانت باريس حلم فرح الذي تمكنت من تحقيقه.
وبدأت رحلتي في أوبرا باريس التي أصبحتُ عضوا وجزء لا يتجزأ منها، وسافرت معهم في حفلات بالعديد من دول العالم، مثل: الصين ولبنان وروسيا ومصر وفينيتسيا التي مثلت أوبرا باريس فيها، كما عُدت مع أوبرا باريس إلى ألمانيا لأؤدي دور أوبرا كارمن هناك.
من رشحك للغناء أمام ماكرون في احتفالية فوزه بالولاية الثانية؟
يوم 23 أبريل اتصل بي أحد المنتجين الذين يعملون على تجهيز جميع المراسم الخاصة بالاحتفال بإمانويل ماكرون، حال اختياره رئيسًا لولاية ثانية، ليبلغني باختياره لي لغناء النشيد الوطني الفرنسي يوم غد، ولكن ماكان مُربكا للغاية بالنسبة لي هو اتصال هذا المنتج بي قبل يوم واحد من الإعلان عن نتائج الانتخابات الفرنسية، وبالتالي سابقت الزمن وتحديت نفسي كي أذاكر النشيد الوطني الفرنسي الذي قد أُغنيه أمام رئيس فرنسا والعالم أجمع بعد ساعات فقط، مع العلم أنني غنيته مرة واحدة قبل عامين، وبالتالي كان يجب أن أدرب صوتي عليه، وُضعت تحت ضغط نفسي رهيب للاستعداد لهذا الحفل خصوصًا أنني كنت في مدينة جينيف، واستيقظت يوم إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية صباحًا واستقليت القطار، وتوجهت إلى باريس لعمل البروفات اللازمة وسط ضغط نفسي وترقب وانتظار لنتائج الانتخابات، وسط شدة أعصاب أجربها لأول مرة.
هل عانت فرح الديباني من العنصرية في فرنسا؟
لم أعاني من العنصرية في فرنسا حتى الآن، ولم أخض أي تجربة غير سارة خاصة بهذه الناحية، ودائمًا ما أقول للجميع بكل فخر أنني مصرية، فالفرنسيون يحبون المصريين جدًا، ويرون أن لدينا ثقافة وعراقة وتاريخ، ويحترموني كوني مصرية، وأرى أن ماكرون منفتح جدًا على الثقافات المختلفة، حيث أنه يعمل العديد من الفرنسيين الذين لديهم أصول عربية بمناصب ووزارات مهمة.