كرّمه السيسي في الإمارات.. كيف أنقذ إيلاك دياز الفلبين بزجاجة بلاستيكية؟ |خاص
ضرب إعصار عنيف الفلبين عام 2013 أُطلق عليه اسم إعصار هايان، وراح ضحيته عشرات الآلاف من القتلى بمدينة تاكلوبان والمئات في مناطق أخرى، بينما تشرد آلاف آخرين من منازلهم، وبلغت سرعة الإعصار الأعنف في تاريخ الفلبين نحو أكثر من 300 كيلومتر/ الساعة، وكانت المدن الساحلية الأكثر تضررًا لقربها من المحيط.
زجاجة بلاستيكية تضيئ الفلبين
لم يقف إيلاك دياز مكتوف الأيدٍ وهو يرى وطنه مدمرا وغير قادر على مواجهة التغيرات المناخية المتلاحقة والتي تزداد شراسةً مع الوقت، خاصة بعدما علم أن أكثر من مليون نازح بات يفتقر إلى الكهرباء والطاقة نتيجة إعصار هايان القوي، ومن هنا أراد دياز إنقاذ وطنه من هلاك مستحق.
يروي دياز وهو رجل أعمال فلبيني، كيف أنقذ وطنه والمجتمعات المحلية بزجاجة بلاستيكية سعة لتر، وهو صلب مشروعه الخاص الذي أسسه وأطلق عليه اسم Litre of Light، بتوليد طاقة شمسية بواسطة المخلفات وإعادة تدويرها، في حديث خاص لـ القاهرة 24، ويقول: كنا من أوائل المنظمات على الأرض بعد شهر واحد فقط من حدوث العاصفة، وعندما وصلنا قيل لنا إن أكثر من مليون نازح يفتقرون إلى الكهرباء.
ويوضح الشاب الفلبيني من أصل إيطالي أن الوصول إلى الإضاءة أمر بالغ الأهمية لجهود السلامة وإعادة الإعمار ورفع الآثار والحطام الذي خلّفه إعصار هايان، في ظل بحث العديد من المجتمعات المتضررة عن طرق لإعادة بناء سبل عيشها في أعقاب الكارثة.
استطاع إيلاك دياز وفريق مشروعه Litre of Light إنشاء الآلاف من تحويلات مصابيح الكيروسين الشمسية باستخدام أجزاء إلكترونية موجودة محليًا، وأنظمة إنارة الشوارع البسيطة والقابلة للتكرار بسهولة بالغة الأهمية لخلق بيئات آمنة في هذه المناطق المتضررة من الكوارث، بدلًا عن الاعتماد على أنظمة باهظة الثمن أو مستوردة، حيث طوّر مجموعات تدريب لتعليم هذه المجتمعات كيفية بناء أنظمة إضاءة ليلية بسيطة يدويًا.
من العتمة القاتمة جلبنا الأمل إلى المجتمعات المحلية في بالو وليتي بالفلبين، يقول دياز، إذ درّب على يده وفريقه، مئات الشباب والفتيات في وطنه للتمكن من صناعة مصابيح كهربائية باستخدام الزجاجات البلاستيكية وتدويرها بدلًا من تلويث البيئة بها، وبناء سبل عيش خضراء مستدامة مع التعاونيات النسائية من المخيمات إلى القرى الفقيرة بالطاقة لتنفيذ المصابيح.
نجح الشاب دياز، في إضاءة المسارات والشوارع التي يستخدمها المواطنون المتضررين من الإعصار للبحث عن ذويهم والمطالبة بمواد الإغاثة، وكذلك توفير ممر آمن ضد الجريمة والسرقة والعنف الذي أعقبت العاصفة مباشرة، وذلك من خلال تعليم المجتمع المحلي كيفية بناء مصابيح المنزل الشمسية الخاصة بهم وإضاءة الشوارع، وساعدت حلول الإضاءة الشمسية المُصنَّعة يدويًا والمنتجة محليًا بشكل كبير في تقليل حدوث الجرائم ومخاطر النقل بالنسبة للنساء والأطفال وغيرهم من الفئات السكانية الضعيفة بنسبة كبيرة بلغت 70%.
إضاءة المدارس.. وتكريم السيسي في الإمارات
بعد حصوله على درجة الماجستير من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ركز دياز على تمكين المجتمعات في الفلبين وحول العالم من خلال العديد من البرامج في صناعة الزجاجات البلاستيكية المصنوعة من خشب التراب المنكوب والخيزران، ومنها تعرّف على التقنية التي وضعها لأول مرة ألفريدو موسر وهو ميكانيكي برازيلي الجنسية.
وبعد معرفة تقنية البرازيلي موسر بدأ دياز وفريق مشروعه المجتمعي لتر من الضوء، في إدخال مصابيح الزجاجة الشمسية في الفصول الدراسية، تستخدم تقنية ضوء النهار هذه عملية الانكسار لصنع مصباح من زجاجة بلاستيكية بسعة لتر واحد مملوءة بالماء وقليلًا من مادة التبييض، والتي ثبتها على الأسطح.
واختتم إيلاك دياز حديثه لأول منصة عربية عبر القاهرة 24، ما بدأ مبادرة للاستجابة للكوارث من شأنه أن يغير عملنا، والذي مكّن منذ ذلك الحين حياة أكثر من مليون شخص في 32 دولة، كما حصل الشاب الفلبيني على جائزة زايد للاستدامة ومنحه إياها الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي.