صحة الفم والأسنان مرتبطة بسرعة التعافي من كورونا وشدة الإصابة |دراسة
تحرص وزارة الصحة والسكان، على تقديم خدمات العناية بصحة الفم والأسنان لدى المصريين، وهو ما يظهر من خلال توفير خدمات فحص وعلاج للأسنان مجانا بالقوافل الطبية اليومية، والتي تنطلق في المناطق النائية والأكثر احتياجا بالمحافظات المختلفة.
ويأتي ذاك الاهتمام لارتباط صحة الفم والأسنان بالصحة العامة للشخص، حيث أشارت العديد من الدراسات البحثية إلى ارتباط بين حالة صحة الفم والأمراض الجهازية، مثل: حدوث التهابات ببعض أجهزة الجسم، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، ونتائج الحمل.
صحة الفم والأسنان تؤثر على شدة الإصابة بفيروس كورونا
وخلال جائحة كورونا، أجرى فريق من الأطباء من مستشفى القصر العيني، دراسة بحثية على 308 مصريا أصيبوا بفيروس كورونا وتعافوا منه، لمعرفة تأثير صحة الفم والأسنان على شدة الإصابة بالمرض وفترة التعافي منه.
واشترطت الدراسة بالعينات البحثية المشاركة أن تكون أعمارهم تتراوح ما بين 19 - 55 عاما، ولا يعانون من أمراض مزمنة، وغير مدخنين أو متعاطين كحوليات، يجب أن يكون إيجابي كورونا، ومن الحالات الخفيفة أو الشديدة في الإصابة، مستبعدة في عيناتها السيدات الحوامل.
أصحاب صحة الفم الجيدة يعافون سريعا
وأظهرت نتائج التجربة، تأخر فترة الشفاء بشكل ملحوظ إلى ستة أسابيع أو أكثر، لمن يعانون من ضعف أو سوء في صحة الفم والأسنان، فيما تعافى أصحاب صحة الفم الجيدة في أسبوعين أو أقل.
كما ربطت الدراسة البحثية تأثير صحة الفم على شدة الإصابة بمرض كوفيد 19، حيث أظهرت النتائج أن أصحاب الحالات الخفيفة ممن لديهم صحة فم جيدة، فيما كانت الحالات الشديدة من فيروس كورونا تعود لأصحاب صحة الفم والأسنان السيئة.
وفسرت الدراسة هذا التأثير، أن تجويف الفم يعتبر خزانا محتملا لمسببات الأمراض التنفسية، ويضم أكثر من 700 نوع من البكتيريا أو الأنماط النباتية، ودخول هذه البكتيريا أو الفيروسات إلى مجرى الدم، فيعمل على تحفيز الأجسام المناعية وتضاعفها، والذي يؤدي إلى حدوث التهابات مزمنة أو حادة، بالتالي اتلاف بعض الأنسجة بالجسم، وتدهور الحالة الصحية لمريض كوفيد.
%40 من المصريين يعانون من مشاكل في الأسنان
وأوضحت الدكتور أحمد بسيوني، أحد المشاركين بالبحث، واستشاري قلب، أن صحة الفم لا تنفصل عن الصحة العامة للجسم فقد تؤثر بعدة طرق ففي حالة الإصابة بكوفيد 19، الصحة الجيدة للفم تقوم بدور محتمل في تقليل تواجد الفيروس بالفم، وبالتالي تقليل نسبة دخوله لخلايا الرئة.
من جانبها، طالبت الدكتورة أماني هانئ كامل، مدرس بكلية طب الفم والأسنان القصر العيني، أحد المشاركين بالبحث، على ضرورة اهتمام الفرد بتنظيف الفم والأسنان، وزيارة الطبيب بشكل دوري بحد أدنى مرة كل 6 أشهر كفحص دوري.
ويذكر أن 40% من المصريين يواجهون مشاكل في الأسنان أثناء الفحص، وذلك وفقا للمسح الوطني لوزارة الصحة والسكان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، لجمع المعلومات عن صحة الفم والأسنان للأطفال والبالغين المصريين، عام 2014.
وقسم المسح سلوكيات زيارتهم للطبيب، أن ما يقرب من 20% لم يزوروا طبيب أسنان لأكثر من عامين، إضافة إلى أن 20% آخرين لم يذهبوا إلى طبيب الأسنان من الأساس.