اللي بينا حياة وأكتر
من القصص المُلهمة اللي انتشرت في نص رمضان تقريبًا وكانت بدايتها من موقع القاهرة 24، قصة راجل مصري مسيحي محترم اسمه محارب عجايبي.. في شارع النصر بالغردقة وقبل الفطار بكام ساعة هتلاقي راجل عمره في أوائل الخمسينات واقف مع مجموعة من الشباب اللي لابسين أبيض وجوانتيات بينسقوا بمنتهى الاهتمام مجموعة من أصناف الأكل المحترمة الفخمة وبيحطوها بحرص فوق ترابيزات مرصوصة في الشارع!.. ما تستغربش دي مائدة رحمن، والراجل ده اسمه أستاذ محارب.. الموضوع بدأ من 8 سنين لما قرر أستاذ محارب يعمل مائدة رحمن في الغردقة في نفس المكان وممكن يتقال عليها بقلب جامد إنها أكبر مائدة رحمن موجودة في الغردقة!.. إحنا بنتكلم عن مائدة تتسع لنحو 900 شخص!..طب لحظة!.. ليه تعمل حاجة بالتكلفة الكبيرة دي وأنت مش مضطر وحتى لو كان الواجب هو اللي بيقول لك اعمل فممكن تعمل ده لكن بتكاليف أقل لعدد أقل وكده كده هتبقى برضه عملت الواجب وزيادة!.. بس أستاذ "محارب" وجهة نظره كانت مختلفة.. الموضوع وما فيه إن الراجل زيه زينا كلنا كملايين المصريين اتربى من صُغره إن مصر أهلها نسيج واحد بيجمعهم وطن واحد وكلنا بنعبد رب واحد.. لما جت الفكرة في باله من 8 سنين ولما بدأ ينفذها كان عنده هدف واحد فقط وهو إنه مش عايز غير رضا ربنا لأنه مؤمن إن أي خير بيحصل مع أي إنسان مقترن بفضل ربنا عليه ثم بدعوات الناس الغلابة.. ولأن مفيش أي فرق من أي نوع بين المصريين؛ أستاذ محارب بيستعين بـ شيفات مسلمين ومسيحيين، وبعد ما الأكل بيتجهز بيقعد الكل بما فيهم هو نفسه عشان يأكلوا سوا مع الناس.. على فكرة الوجبات اللي بيقدمها في المائدة فيها لحوم وفراخ وحلويات، والعظيم كمان إنه بيجهز وجبات متغلفة عشان يوزعها ديلفري على الناس البسيطة لحد بيوتهم واللي ممكن يكونوا بسبب الخجل مكسوفين يروحوا لمكان المائدة.. أستاذ "محارب" بيقول: (أعز أصدقائي مسلمين واتربينا مع بعض من طفولتنا وعمرنا ما قولنا ده مسلم ولا ده مسيحي، وبحس بالسعادة دايمًا لما بفطر مع أهلي وإخواتي المسلمين).
● في يوم 6 أكتوبر سنة 1973 كان هدف السرية 2 من الكتيبة 163 صاعقة إيقاف دبابات العدو يوصلوا للقناة بأي شكل.. قائد السرية النقيب غريب عبد التواب ورجالته كانوا على قدر المسئولية وفعلًا فوجئ العدو بوجودهم.. قدروا بمنتهى الشجاعة يدمروا 3 دبابات من إجمالي 6 دبابات وانسحبت باقي الثلاث دبابات الباقية ناحية الشرق.. بعد شوية قوات العدو لملموا نفسهم ورجعوا مرة تانية عشان يردوا ضربتهم للأبطال المصريين.. رجعوا ومعاهم 4 دبابات تانية.. أبطال السرية قدروا يدمروا دبابتين منهم عن طريق قذايف الآر بي جي.. استمرت دبابات العدو في التقدم وكان الموضوع محتاج قرار شجاع.. دون اتفاق بيهجم النقيب غريب لوحده في اتجاه العدو ويحاول يصيب أكبر عدد منهم وبينجح في كده فعلًا لكن بتصيبه رصاصاتهم وبيستشهد.. استشهاد النقيب غريب خلّى باقي أفراد السرية بتاعته يهجموا على العدو بمنتهي الشراسة انتقامًا لقائدهم.. نجحوا فعلًا يوقفوا تقدم الدبابات.. من ضمن أفراد السرية كان العريف شنودة راغب.. شاب مسيحي جدع ساب كل اللي حاصل وكان عنده هدف واحد ومختلف عن باقي زمايله.. لازم جثمان الشهيد القائد غريب يرجع قبل ما تدوسه دبابات العدو.. يا عم أنت في إيه ولا في إيه!.. حاول تنجى بنفسك وخلّيك جنب باقي زمايلك عشان تصدوا هجوم العدو!.. لأ.. اتسلل شنودة لمكان الدبابات بالراحة وبهدوء لحد ما وصل لمكان جثمان الشهيد غريب وفعلًا شده ناحيته وزحف وهو شادد الجثمان وبعدها وقف وشاله على كتفه وطلع يجري بيه في اتجاه القوات المصرية.. شافه واحد من جنود العدو فضرب عليه النار وأصابته رصاصات الغدر واستشهد هو كمان مع قائده!.. دم الاتنين الطاهر روى رمل سيناء وكانوا سبب في انتصار أكتوبر.
● من 4 شهور انتشرت على السوشيال ميديا صورة بسيطة حطها مواطن مصري على حسابه على فيسبوك في أثناء أداءه مناسك العمرة ومكتوب فيها رسالة واضح إنها موجهة لصديقه.. بيقول صاحب الرسالة: (الأخ العزيز موريس فرج.. كما دعيتلي وولعتلي شمعة عند العذراء فأنا بدعيلك من الحرم ربنا يسعدك ويسترها معاك دنيا وآخرة ويعطيك الصحة والعافية).
● زي ما كتير عارفين إن الفنان الجميل يحيى الفخراني متجوز د. لميس جابر، مش كتير يعرفوا إنها مسيحية!.. الاتنين ناجحين.. الاتنين سعداء.. الاتنين لسه بيحبوا بعض.. تقف كتير مستغرب قدام شكل الجواز ده اللي استمر نحو 50 سنة بنفس القوة والحب رغم كل الاختلافات اللي بينهم!.. بمعايير الوسامة الذكورية الفخراني يكسب شباب كتير بـ التقاطيع المسمسمة، الشعر الأصفر، العيون الملونة والبشرة الفاتحة.. وبمعايير الأنوثة لميس مش هتكون أكتر واحدة مميزة ممكن يقابلها في الكلية فتشد انتباهه.. البنت السمراء المثقفة اللي لابسة نضارة كبيرة وشعرها قصير ولبسها غالب عليه الطبع الولادي.. تكتشف مع الوقت إن الموضوع ملوش أي علاقة بالشكل ومش ده كان أساس الاختيار.. هو الحب وبس!.. الفخراني في حواره مع مجلة أخبار النجوم يوليو 2010، قال في المانشيت الرئيسي للمجلة (زوجتى في عيني أكثر أنوثة من نانسي عجرم).. في سنة 2015 ولما لميس تعبت ودخلت المستشفى واتحجزت هناك؛ صمم الفخراني يبات معاها مرافق.. بيحكي في مقابلة تليفزيونية عن الموقف ده إنه نام في السرير اللي جنبها.. من عادته وهو نايم يرمي الغطا من فوقه.. فاق في وسط النوم ولقاها واقفة من سريرها جنب سريره بتعافر وهي تعبانة عشان تغطيه!.. حتى لما خلفوا طارق وشادي -(اللي كانوا مسلمين زي والدهم)- ماتستغربش لما تعرف إن واحد منهم حب واتجوز بنت خاله -(المسيحية برضه زي عمتها)- وكملوا حياتهم اللي شبه قصة يحيى ولميس بالظبط.. نوع مختلف من العلاقة المتغلفة تسامح ومحبة، واللي بعيدة عن أي تعصب من أي نوع واللي بتأكد إن تفاصيلنا مصريين مختلفة ومميزة وفيه حلو بيننا كتير.
● اللي اتبرع لي بالدم من 9 سنين لما كنت محتاج تبرع بسبب ظرف صحي طارئ كان شاب مسيحي جاي المستشفى عشان يستلم نتيجة تحاليل والده!.. يعني ما كنش مضطر.. بس اللي حصل إنه سمع بالصدفة اتنين ممرضات بيتكلموا مع أسرتي عن ده فدخل في الكلام وقال لهم أنا عايز أتبرع له!.. شاب جدع محدش في أسرتي لحق يعرف غير اسمه الأول جوزيف أو حتى ياخد رقمه تليفونه عشان نشكره بعد كده!.. اللي استضافني لما سافرت فرنسا أول مرة بعد ما فلوسي خلصت وما قدرتش أقعد في الأوتيل كان مهندس مصري مسيحي وما كنش يعرفني بس سمعني بتكلم في الموبايل بصوت عالي مع أمي ففهم من كلامي إني مصري فوقف يسلم عليا، ويسألني لو محتاج حاجة فالكلام جاب بعضه وعزمني في بيته أسبوع كامل دون ما يكون عارف مني غير إن اسمي تامر وقبلها إني مصري مسلم.. مصر غير أي مكان تاني في العالم، وناسها وأهلها فيهم طيبة، وجمال مش هتلاقيهم إلا على أرضها.. شعب فيه الترابط ده ما يتخافش عليه.. كل سنة وكل المصريين مسلمين ومسيحيين طيبين، وبيجمعهم حب البلد وترابها.
