مستوحاة من مخلوقات ما قبل التاريخ..باحثون يصنعون عدسات دقيقة لتسجيل الأرقام القياسية
نجح باحثون في صنع عدسات دقيقة، معروفة باسم العدسات المعدنية، تعمل على تعزيز القدرة على جمع الضوء دون التضحية بدقة الصورة، لتسجيل الأرقام القياسية مستوحاة من مخلوقات ما قبل التاريخ، حسب موقع فيز للبحوث والعلوم.
صنع عدسات دقيقة
ويقول الباحثون، ان قبل خمسمائة مليون سنة كانت المحيطات مليئة بتريليونات من ثلاثية الفصوص، وهي كائنات بحرية تعتبر من فصائل سرطانات حدوة الحصان.
ويضيفوا أنها جميع ثلاثية الفصوص تتمتع بمدى واسع من الرؤية، وذلك بفضل العيون المركبة المكونة من عشرات إلى الآلاف من الوحدات المستقلة الصغيرة، لكل منها قرنيتها وعدساتها وخلاياها الحساسة للضوء.
عدسات ذات رؤية قريبة
وأوضحوا، أن هناك مجموعة واحدة من تلك المخلوقات كانت تتمكّن من رؤية الفريسة العائمة في مكان قريب، وكذلك الأعداء البعيدين الذين يقتربون من مسافة تزيد عن كيلومتر واحد، فالديها عمق في الرؤية.
وتعد هذه العدسات خفيفة الوزن وذات عمق كبير في الرؤية، والتي تدمج التكنولوجيا الضوئية بمقياس نانومتر مع التصوير الفوتوغرافي المدعوم بالبرمجيات، بإحداث ثورة في أنظمة التصوير عالية الدقة في المستقبل. على وجه الخصوص، ستعزز الكاميرات بشكل كبير القدرة على إنتاج صور مفصلة للغاية لمناظر المدينة، ومجموعات الكائنات الحية التي تشغل مجال رؤية واسعة، وتطبيقات التصوير الأخرى التي يجب فيها وضع الأشياء القريبة والبعيدة في بؤرة تركيز حادة.
ويصف باحثو المعهد الوطني للمعايير والتقنية، أن هذه العدسات رقيقة للغاية محفورة أو مطبوعة بمجموعات من الأعمدة النانوية المصممة للتعامل مع الضوء بطرق محددة.
ولتصميم عدساتهم المعدنية، رص أغراوال وزملاؤه سطح مستوٍ من الزجاج بملايين الأعمدة الصغيرة المستطيلة النانومترية، وركز شكل واتجاه الأعمدة النانوية المكونة الضوء بطريقة تجعل السطح الخارق يعمل في نفس الوقت كعدسة ماكرو -للأشياء القريبة- وعدسة تليفوتوغرافي -للأشياء البعيدة.
ووجه الباحثون الضوء المنحني بكميات مختلفة إلى بؤرة مختلفة، فكلما زاد الانحناء، كلما كان تركيز الضوء أقرب وبهذه الطريقة، تنتج المعادن صورًا للأجسام البعيدة على بعد 1.7 كيلومترًا، والأجسام القريبة بضعة سنتيمترات.