رحلوا في رمضان| علي بن أبي طالب.. العالم الورع والخليفة الزاهد
يرحل شهر رمضان المبارك من كل عام وقد حصد معه أرواحًا قدمت للإسلام ما ينفعه وللمسلمين ما يثبتون به دينهم، ويبث في نفوسهم العزيمة، ومن أبرز العلماء الذين قدموا أنفسهم فداءً للإسلام وأهله كان الصحابي والخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي رحل في رمضان من العام 40 هـ/661 م.
يعد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو آخر الخلفاء الراشدين، وهو أول فدائي في الإسلام، حيث فدى رسول الله صلى الله عليه بحياته، وهو ابن عمه وصهره وأبو الحسن والحسين رضي الله عنهما.
طفولة علي بن أبي طالب
وُلد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في جوف الكعبة، وذلك قبل البعثة بـ 10 سنوات، وعاش طفولته مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكناه بأبي تراب، وذلك لما وجده في التراب ولم يجد عليه ثياب فقال له: قم أبا ترابٍ، قم أبا تراب.
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أوائل الناس دخولًا في الإسلام، كما أنه كان أول من أسلم من الصبيان وفدى النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه حين الهجرة، وهاجر بعدها بثلاثة أيامٍ، وآخاه الرسول صلى الله عليه وسلم مع نفسه وقت ما آخى الناس في المدينة.
يروى أن السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد توارد الخُطّاب عليها فتردهم، إلا أن الأمر الإلهي جاء بتزويجها من علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فكان صداقها درع الحطمية الذي باعه ولم يكن يملك سواه وقبل به النبي، ولم يتزوج عليها علي أثناء حياتها وأنجب منها الحسن والحسين زينب، وكانوا أحب أحفاد رسول الله إلى قلبه.
شارك علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الغزوات كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأظهر براعة فيها، إلا أنه تخلف عن غزوة تبوك وخلّفه الرسول الكريم فيها على المدينة وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
علي سفيرا للنبي
اتخذ النبي عليًا سفيرًا له، فقد كان يحمل الرسائل ويذهب بها إلى ملوك الدول ليدخلوا الإسلام، كما أنه كان من كُتّاب الوحي ومدوني القرآن، كما قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه رجل يحبه الله ورسوله، وذلك عندما بات المسلمون ينتظرون من يحمل الراية في إحدى الغزوات.
كان علي بن أبي طالب هو رابع الخلفاء الراشدين، حيث تولى إمارة المؤمنين وحكمهم في السنة الـ 35 من الهجرة، ثم استشهد بعدها بخمس سنوات على يد عبد الرحمن بن ملجم في إحدى أيام شهر رمضان المبارك، وشهد الفترة التي حكمها ازدهارًا في العلوم والآداب والعلوم العسكرية والجيش.
