تسريبات الاختيار.. تاريخ يُوثق وخيانة لا تُنسى

تسريبات الاختيار.. وثائق وطنية مهدت للقرار وعجلت به.. لم يكن ما يدور خلف الجدران المغلقة من كواليس وأسرار يعرفه الشعب، لكن حان الوقت ليعرف المصريون أكثر ليروا بأعينهم ويسمعوا بأذانهم.. وما خفي كان أعظم.

وبعكس ما كانوا يظهرون ويعلنون.. وبعمق المكر السيئ الذي حاق بأهله، أظهرت التسريبات بالصوت والصورة التي أوردتها حلقات مسلسل الاختيار 3 في حلقاته الـ 14 الماضية نية الجماعة ونهجها في العنف والبلطجة والاستئثار بالرأي وفرد العضلات، وأسلوب الإدارة، ولم يكن معزولهم سوى قلما يمهر به مكتب الإرشاد قراراته في محاولات لخطف مصر وتطويع جيشها وتركيع مؤسساتها لخدمة أجندات خارجية ومصالح الجماعة.

من شراذم السلفيين وإقصاء المعارضين ومصالح إسرائيل واستقطاب الشباب وتجنيدهم، هكذا كانت تخطط الجماعة والتي تزامنت مع تلك المخططات نصائح الرئيس عبد الفتاح السيسي وتحذيراته لهم وللرئيس المعزول محمد مرسي، مرارا وتكرارا بأنه رئيسا لكل المصريين وليس لعشيرته فقط، ولكنهم لا يحبون الناصحين.

تسريبات جددت التأكيدات على خطورة حكم الجماعات والفصائل وسيطرتها على الأوطان واستعراضهم القوة وتلويحهم وتغليب مصالح الجماعة على حساب مصلحة واستقرار البلاد وخطف عقول الشباب والتأثير في أفكارهم واستقطابهم بتغيير المفاهيم وتوظيف المعاني وقص النصوص.. فصار انتماء عناصرها للتيار أو الجماعة هو الغالب على الانتماء للبلد أو الدين، وصار المنتمي يتكلم ويسكت.. يسالم ويخاصم.. يفرح ويحزن.. يؤيد ويعترض.. حسب الانتماء لتياره أو جماعته اعتقادًا منه أن تياره هو الإيمان وأن جماعته هي الدين وما سواهما كفر مبين، واستخدمت تلك الحركات كحازمون والإخوان والسلفيين عناصرهم كدروع وقطعان ينفذون الأجندات والسياسات.. ينفذون ما يؤمرون به، ويكفون وقتما يٌشار إليهم.

في عامهم الأسود أقصى الإخوان عددا كبيرا من رجال الشرطة ومكنوا كوادر وقيادات الإرهابية في مفاصل الوزارات والهيئات والمؤسسات، في مسعى لأخونة مصر، وشرعوا في إنشاء حرس إخواني على غرار الحرس الثوري الإيراني، فضلا عن عفو مرسي عن إرهابيين ومتطرفين بعد 19 يوما فقط من تعيينه من بينهم من عينوه مستشارا أمنيا للرئيس وهو أيمن هدهد الذي سرب خطط الداخلية الأمنية للإرهابيين في سيناء.

ومنهم من تواصل مع تنظيم القاعدة واستقدم 40 عنصرا لارتكاب عمليات إرهابية في مصر، عبدالمجيد الشاذلي، ومنهم من أسس خلايا فجرت وخربت ونفذت أجندات العنف في البلاد، عمر رفاعي سرور وكريم بديوي ومصطفى شحته ووجدي غنيم ويوسف ندا وعوض القرني وعلي غالب ومئات غيرهم، إضافة إلى محاولات إدخال جهاديين وبيع أراضي سيناء لغير المصريين.

اليوم وبعد 9 سنوات من عام مظلم انقضى بفضل الله وثورة المصريين وقيادة القوات المسلحة تظهر تسريبات الجماعة الإرهابية في عمل درامي متكامل يرسخ ويؤكد ويوثق إرهاب الإخوان وخطورة الجماعات والتيارات على الوطن.

لم يكن مسلسل الاختيار في جزئه الثالث مجرد عمل ملحمي يرصد مواطن بطولة الجيش والشرطة في التصدي لقوى الشر، إنما جاء ليكشف الحقائق المرة والسيناريوهات البائسة، حيث بيّنت التوثيقات التاريخية حقيقة شياطين الإنس ومؤامراتهم القذرة ضد مصر والمصريين.

مؤامرات أحبطت.. وخطط أجهضت.. بفضل حفظ الله وتضحيات عظيمة وقيادات واعية لهذا البلد المحروس بشعبة وجيشه وشرطته وأجهزته الوطنية.