الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قصص أمهات تحت مرارة الحرمان.. بين قساوة الأزواج وخطف الأبناء

حضانة الأم
كايرو لايت
حضانة الأم
الإثنين 11/أبريل/2022 - 04:11 م

لا تزال نيران انتزاع القاصر من حضانة الأم لم تهدأ بعد، فهناك الآلاف يعيشن سيناريو خطف أطفالهن من قِبل الزوج مع كثرة الخلافات المستمرة بينهم، إلى أن يقرر بعض الأزواج انتهاك ما حرمّه الله عليه، بإبعاد الأطفال عن أمهاتهم؛ قاصدين بذلك تعذيبهن والانتقام منهن.

ورغم تناول مسلسل فاتن أمل حربي؛ قضية قانون الأحوال الشخصية، والمشكلات التي تتعرض إليها المطلقات، إلا أن هناك حاضنات، سردن قصصهن لـ القاهرة 24، بعد أن تم إسقاط حضانتهن بالإكراه.


مسلسل فاتن آمل حربي

سناء - اسم مستعار- تعيش حياة هادئة مع زوجها؛ الذي يحمل نفس دماؤها، فهو نجل خالتها، قبل أن يكون زوجها، لكن لم يستمر الزواج سوى عامين ونصف، وقررا الانفصال في هدوء 9 سنوات، حتى قرر اللعب على عاطفتها.

أخبرها زوجها، أنه أُصيب بورم على المخ، ويريد أن يرى نجله، البالغ من العمر 10 أعوام، للمرة الأخيرة قبل أن يموت، وبعد أن وافقت الأم وأرسلت له الصغير حتى يراه، تفاجئت بصوته في الهاتف، وهو يبكي كي تأتي لتأخذه، ولكن من دولة سلطنة عمان، حيث هرب إليها الأب مع ابنه، نظرًا لأنه يحمل جنسيتها أيضًا، ولم يشفع لـ سناء درجة القرابة أو توسلاتها، فكان رده الوحيد إليها: هتشوفيه لما يكمل 21 سنة، وهيكون مجرد زيارة.. غير كدة انسيه.

تقول سناء ذات الـ 33 عاما، إنها لم تر نجلها منذ أكثر من عام، وانقطعت كل أخباره، حتى صوته لم تعد تسمعه نهائيًا كأنه لم يكن في حياتها، وحينما أبلغت عن والده؛ أخذت حُكما قضائيًا بضم الصغير، إلا أنها لا بد أن ترفع دعوة قضائية في سلطنة عمان، وهو ما يتطلب منها تكلفة مالية كبيرة، كما أنها مُضطرة أن تُطبق قوانين الدولة التي يعيش بها ابنها حاليًا، والتي لم تكن في صفها على الإطلاق، حيث لن يكون لها سوى حق الرؤية، متابعة: ابني راح مني فجأة، وأنا بتقطع عليه كل يوم، نفسي أخده في حضني.

خطف الأباء للأبناء -تعبيرية

خطف الآباء للأبناء

جائت السورية ياسمين - اسم مستعار- إلى مصر عام 2013، لتبدأ حياة هادئة كامرأة مُستقلة عن أهلها، لكنها قابلت مصريا، وتزوجا في نفس البلدة، ولأن أهلها مستقرين بتركيا؛ قررا السفر إلى هناك والعيش معهم لمدة 6 سنوات، وطوال تلك الفترة عانت ياسمين من داء الخيانة الذي أصاب زوجها، وكرامتها لن تتحمل أن تُهان في كل وقت.

تقول ياسمين 35 عاما، إن إقامتها في تركيا انتهت ومُنعت من الدخول لمدة 5 سنوات، لذلك اضطرت أن تعود إلى مصر مع زوجها، وكانت حينها ولدت وحيدها يس، وبعد مرور فترة قليلة؛ أخبرها زوجها أنه يريد العودة إلى تركيا مرة أخرى للعيش هناك، وظلت هي بمصر مع ابنها، إلى أن أتم 4 سنوات، وأدركت أنه يعيش هناك مع امرأة أخرى، لذا طلبت الانفصال على الفور.

وكالمعتاد يأتي أهل الزوج كي يروا حفيدهم، إلا أن زيارة شهر 4 عام 2020 لم تأت بالخير، حيث جاؤوا حينها، وتعدوا عليها بالضرب المبرح، وسرقوا منها كل ما تملك حتى جواز السفر وقسيمة الزواج وأوراق الإقامة، متابعة: ده كان آخر يوم شوفت فيه ابني، لأنهم خدوه وسافروا على تركيا، وإلى الآن انقطعت أخباره.

أخذت ياسمين وقتًا طويلًا حتى تثبت إقامتها في مصر، ومن بعدها تمكنت من الحصول على حكم ضم الصغير، لكنه لن يُنفذ بسبب وجود الولد بتركيا، فبحسب قولها، أي لاجئ سوري لم يتمكن بسهولة من أخذ فيزا لبلد أخرى، وإذا عاد الولد إلى مصر لم تستطع السفر مرة أخرى به لأنه تابع لابيه، ولكن بعد مرور أكثر من عام على مغادرته حضني لا أريد سوى أن آراه.

أحمد شوشة 

الرأي القانوني

من جانبه، أفاد أحمد شوشة، المستشار القانوني، بأن حضانة الطفل للأم، حق أصيل وفقًا لأحكام قانون الأحوال الشخصية، حيث حُرر محضر تسليم الصغير، ويصدر خلال 14 يومًا قرارا من المحامي العام لنيابات الأسرة بضم الصغير، مضيفًا أنه في حالة الامتناع؛ يتم تحرير جُنحة امتناع عن تسليم صغير.

ووفقا لنص المادة 292 من قانون العقوبات، فيُعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة، أو بغرامة لا تزيد عن 500 جنيه أي من الوالدين أو الجدين لم يسلم ولده الصغير أو ولده إلى من له الحق في طلبه.

وأكد شوشة في تصريحات لـ القاهرة 24، أن ذلك يتم بناءً على قرار من جهة القضاء؛ صادر بشأن حضانة الطفل أو حفظه، وكذلك أي الوالدين أو الجدين خطفه بنفسه أو بواسطة غيره، ممن لهم بمقتضى قرار من جهة القضاء، حق حضانته أو حفظه، ولو كان ذلك بغير تحايل أو إكراه.

 

الحكم الديني

الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر، يشير بدوره إلى الأب الذي لا بد أن يتبع الأحكام القضائية، والتي قضت بحضانة ابنه لوالدته لفترة معينة، ففي هذه المُدة؛ إذا لم يتم التراضي بين الأم الحاضنة والأب، وكان هناك منازعات على الرؤية، فلا يجوز للأب أن يحرم الأم من حضانة نجلها، وذلك وفقًا للآية الكريمة في سورة النساء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ.

وأضاف لاشين لـ القاهرة 24 أن خطف الأب لنجله، ومنع الأم عن حضانة ورؤية ولدها، عمل مُشين يترفع عنه أصحاب المروئات والأخلاق الكريمة.

الدكتور عطية لاشين
تابع مواقعنا