الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الضويني: الأزهر جزء من تاريخ وطننا وأمتنا يجب إحياؤه لتحقيق الولاء والانتماء

وكيل الأزهر الشريف
دين وفتوى
وكيل الأزهر الشريف
الجمعة 08/أبريل/2022 - 06:21 م

قال فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن احتفالنا اليوم بمرور ألف واثنين وثمانين عاما هجريا على افتتاح الجامع الأزهر خير مناسبة للحديث عن تاريخ الأزهر ومكانته؛ باعتباره مؤسسة وطنية، ترسخ وجودها في وجدان الأمة، وتأكدت بصماتها في جبين الزمان، ويعد الأزهر الشريف بهذا الاعتبار جزءا مهما من تاريخ وطننا وأمتنا، يجب إحياؤه في قلوب الشباب؛ حتى يتحقق الولاء والانتماء، الذي تسعى له القيادة السياسية الواعية من خلال برامج عملية وطرح متجدد.

وأضاف وكيل الأزهر خلال احتفالية الأزهر بمناسبة مرور 1082عاما هجريا على تأسيس الجامع الأزهر، أن من العناية الإلهية بمصر أن قدر الله لها مؤسسات وطنية تحمي حدودها الجغرافية، ومؤسسات أخرى تحمي حدودها الفكرية، وهويتها الحضارية، وشخصيتها الفاعلة، وقد ولد الأزهر في مصر لتزهر آثاره في جنبات الحياة، فصار ‏منارة للعلم، وقبلة للطلاب، وفي أروقته تعلم الملوك والسلاطين، ‏وفي معاهده تخرج الرؤساء والوزراء والسفراء من شتى بقاع الدنيا، وإلى علمائه تقرب الملوك والأمراء والوجهاء، ومن صحنه انطلقت الثورات، ومن على منبره وجهت، وبقيادة علمائه ومشاركة طلابه انكسرت قوي الطغيان، وتحطمت أحلام الغزاة.

 وضعت بذور أزهر الخير في أرض مصر

وبيّن الدكتور الضويني، أنه منذ مئات السنين وضعت بذور أزهر الخير في أرض مصر الطيبة فأثمرت حينئذ، وما زال الأزهر تخرج ثمراته بإذن ربه كفاحا ونضالا وتربية وتعليما وتوجيها ودعوة، تحمل مشعل هداية القلوب، واستنارة العقول، وتنشر الوسطية والاعتدال، وتدافع عن العقيدة الصحيحة فكرا ومنهجا؛ لتكون بذلك لبنة رئيسة في حماية أبناء الأمة من الوقوع في براثن الفتن، مضيفًا أن الأزهر أخذ على عاتقه – منذ أكثر من ألف عام- مسئولية الدعوة إلى الإسلام، والدفاع عن سماحته ووسطيته واعتداله، ونشرها في مختلف دول العالم، باعتباره مؤسسة واقعية متفاعلة مع الزمان والمكان، تعمل على حماية الهوية الثقافية العربية الإسلامية، من محاولات التغريب، وتعمل على الدفاع عن القيم الحضارية في الفكر الإسلامي من محاولات التزييف، وتنشر العلوم الشرعية والعربية قياما بالأمانة، وتتصدى لتيارات التطرف والغلو التي تستهدف استقرار المجتمعات وأمنها.

وأضاف وكيل الأزهر أن هذا الاحتفال مناسبة طيبة كذلك للحديث عن الأزهر باعتباره مؤسسة متحركة، أصولها في التاريخ راسخة، وعيونها إلى المستقبل متطلعة، وإذا كان تاريخ الأزهر الشريف يستحق أن يسجل في كل أيامه الماضية فإن الحديث عن أزهر المستقبل واجب كذلك، كما أن ملامح التطوير والمعاصرة واضحة في جبين الأزهر بما يؤهله ليكون حاضرًا بقوة في مستقبل الأمة بجهود علمائه الذين لا يخشون في الله لومة لائم، وفي مقدمتهم شخصية علمية رفيعة المستوى، واسعة الخبرة، عميقة الثقافة، منفتحة على العصر، وما فيه من حراك فكري؛ فالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من العلماء الفضلاء، ومن المفكرين المستنيرين، ومن العاملين المخلصين المتجردين من الغرض والهوى، فهو وسطي في أفكاره وآرائه، ووسطي في سلوكه وممارساته.

وأوضح فضيلته أن رسالة الأزهر العالمية تحمل نور الإسلام للكون كله، على اختلاف الأجناس واللغات والأفكار، وهو ما جعل الفرقاء يحتكمون إليه، ويأخذون برأيه وهديه، ولقد استمد الأزهر الشريف قوته ومصداقية فكره ومنهجه من الشريعة الغراء التي يحمل لواءها، وهي شريعة الإسلام التي تكفل الأمن والأمان للإنسان والأوطان على السواء، وإذا كانت أقدار الله قد منحت مصر الأزهر الشريف ليكون له دور بارز في حمل لواء الدعوة إلى الله، ونقل العلوم التي تضمن للأمة تفردها وتميزها فإن واجب الوقت يتطلب أن نضع رؤية واضحة لمستقبل الأزهر؛ لنقدم للعالم زادا روحيا ومعرفيا يربط الأرض بالسماء، ويضبط حركة الأحياء على ظهرها، في ظل الخواء الروحي الذي تعاني المجتمعات من آثاره.

تابع مواقعنا