شخصيات تاريخية مؤثرة| المنصور ابن أبي عامر ملك الأندلس الذي أفزع أوروبا
نستعرض خلال شهر رمضان المبارك، بعض الشخصيات، الذين كان لهم عظيم الأثر على الإسلام والعالم.
وشخصية اليوم واحدة من الشخصيات المحورية في تاريخ الأندلس، والذي أحرز نهضة كبيرة فيها في أيام قوتها، وحقق توسعات كبيرة على حساب جيرانه من الدول الأوروبية، وظل مصدر قلق لأوروبا طوال حياته.
هو الحاجب المنصور عامر بن أبي عامر، السياسي والعسكري الفذ، المحب لمجالس العلماء، المولود عام 327 هجريا، الذي استطاع أن يسمو بنفسه من عمله ككاتب إلى عرش الملك ليلقب نفسه بالملك المنصور.
بدأ الحاجب المنصور حياته بذهابه إلى قرطبة لطلب علوم الأدب والحديث، وبسبب وفاة والده وظروفه المعيشية، قرر فتح دكانا بجوار قصر الخليفة؛ ليكتب رسائل، وعرائض لأصحاب المصالح، فأعجب به من في القصر، وقاموا على الفور بجلبه للقصر، وعمل بقصر الخلافة الأندلسية، وتدرج بالمناصب، حتى وثقت فيه زوجة الخليفة صبح البشكنجية، والتي كانت وصية على عرش ابنها الخليفة هشام المؤيد بالله.
وتولى الحاجب المنصور العديد من المهام داخل القصر، وتزوج أخت رئيس حرس الخليفة، وبعد فترة تقلبات في الحكم، والمؤامرات بين الوصاة الثلاثة، ونشبت بينه وبين صهره غالب الناصري، حرب تدعى شنت بجنت، وانتصر فيها الحاجب المنصور، وعزل الخليفة الشرعي للبلاد، ولقب نفسه بالملك المنصور، وأشاع بين الناس أن الخليفة فوضه لإدارة البلاد.
ولكن أم الخليفة، وقفت ضده، وقالت أن الحاجب حبس نجلها، وأنه يحكم بالغصب والقوة، وأرسلت لحاكم المغرب أن ينقذ نجلها، وما إن علم الحاجب المنصور بفعلتها، قام برفع يدها عن أموال خزائن الدولة، وبعدها يئست واعتزلت الحياة السياسية، وبعد أن تمكن من حكم البلاد، ودُعي له على المنابر، قام بحملات توسعية على البلاد المجاورة.
المنصور يقتل ابنه
ذكرت المصادر التاريخية أن المنصور محمد ابن أبي عامر قتل نجله بعد محاولة الأخير الانقلاب على والده، باتفاق مع عبد الرحمن المطرف، صاحب سرقسطة، بغرض تقسيم المُلك بينهما، فيكون الثغور لعبد الرحمن، والبقية لعبد الله.
وعندما علم المنصور بما يدبرانه، قتل حكم سرقسطة وأمر بحبس نجله، الذي هرب من الحبس، ولجأ إلى حاكم قشتالة، فأرسل الملك المنصور في طلبه، ولكن رُفض طلبه، فأرسل حملة لغزو قشتالة وانتصر في الحرب وقام بقتل نجله.
