الأزهر الشريف.. شاهد على العصور وقيام وزوال الدول

تمر هذه الأيام 4 إبريل ذكرى إنشاء الجامع الأزهر، وهو أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي، وتم إنشاؤه على خلفية بناء مدينة القاهرة، وذلك في عهد الدولة الفاطمية، تحت راية المعز لدين الله الفاطمي.

 ويعتبر الجامع الأزهر أقدم أثر للدولة الفاطمية في مصر، وقد اختلف المؤرخون في أصل تسميته، والأرجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء، بنت الرسول صلى الله عليه وسلم.

 الجامع الأزهر شاهد على العصور

عاصر الجامع الأزهر العديد من الأحداث التي أثرت في توجهاته، بداية من عهد الدولة الفاطمية، وهم المؤسسون، للقاهرة والجامع الأزهر، ولكن بعد مجئ الدولة الأيوبية بقيادة صلاح الدين الأيوبي، والاطاحة بالفاطميين، وفي عهد الأيوبيين اختفى صيت الجامع الأزهر، واقتصر على تقديم بعض دروس الطب والقانون، بينما عصر المماليك تحت حكم السلطان بيبرس، انتعش الأزهر بالأبنية والاصلاحات والتوسعات، وأصبح قبلة الطلاب من جميع أنحاء العالم.

  الخلافة العثمانية، أظهرت احتراما كبيرا للجامع الأزهر، حتى أنه حضر السلطان سليم الأول صلاة الجمعة في الجامع الأزهر، وقام العثمانيون بتوفير رواتب للطلاب والمعلمين، إلا أن قلت التوسعات في عهدهم على عكس المماليك.

 ومرورا بالحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، شهد الأزهر تغيرات من بداية الاحتلال البريطاني لمصر، وتولى محمد علي الحكم، وتأثير ثورة يوليو على الأزهر الشريف، واحداث ما بعد 2011، ورسم الخريطة النهائية لدور الأزهر في مصر والعالم الإسلامي.

من هو جوهر الصقلي

هو أبو الحسين جوهر بن عبدالله، المولود في صقلية، ويشتهر باسم جوهر الرومي، ومعروف إنه أشهر قائد في تاريخ الدولة الفاطمية، واستطاع الاستيلاء على مصر والحجاز وفلسطين والمغرب، حيث إنه تربى تربية عسكرية، وأصبح قائد القوات العسكرية الفاطمية، في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وبعد العديد من الفتوحات توفي جوهر الصقلي عام 381 هجريا، وتولى مكانه ابنه الحسين، ولقبه الخليفة الفاطمي بالقائد بن القائد.

جوهر الصقلي وبناء الجامع الأزهر

بعد استيلاء جوهر الصقلي على مصر، وضمها للدولة الفاطمية، شرع في إنشاء مدينة لقيادة الدولة، واسماها القاهرة، وأمر ببناء الجامع الأزهر ليكون مركزا عالميا، ينهل من خلاله الطلاب المسلمين العلم والدين، وأقيمت اول جمعة فيه عام 972.