القاهرة 24 يفنّد أكبر كذبة إعلامية رياضية.. الجزائريون لم يعتدوا على المصريين في أمّ درمان
يخوض منتخب مصر بعد أقل من ساعتين، مباراته الفاصلة الليلة أمام نظيره السنغالي للتأهل لكأس العالم 2022، ونعيش أجواء إعلامية مشحونة وتصعيدًا مماثلا لما جرى قبل مباراة مصر الفاصلة أمام الجزائر في أم درمان السودانية 2010.. نفتح اليوم ملف أكبر كذبة إعلامية رياضية في العقد الأخير، لا ينافسها في فجاجتها وعدم مهنيتها سوى ما حملة التضليل التي قادها إعلام جمال عبدالناصر إبان نكسة 67، عندما ادعى أن الجيش المصري على أبواب تل أبيب في الوقت الذي لم يوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي سوى قناة السويس.
بطل حملة التضليل الرياضية الكبرى هو سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم المصري ونجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك جمال وعلاء.. فقد خطط رئيس الجبلاية وقتها سمير زاهر مع نجلي مبارك جمال وعلاء لامتصاص غضب الجمهور المصري وتبرير فشل المنتخب في الصعود لكأس العالم لفترة تقترب من 20 عاما، رغم حصوله على 3 بطولات كأس أمم على التوالي، وسبقها فشل مصر الذريع في الظفر بتنظيم بطولة كأس العالم 2010 وحصولها على صفر أصوات- بحسب شهود عيان على الواقعة-.
تضليل رياضي سياسي
اقتحام نجل الرئيس الأسبق جمال مبارك مجال الرياضة، وحضوره بعض مباريات المنتخب استغلالا للشعبية الكروية وأملا في ربحها كشعبية سياسية تسانده وتؤيده في الانتخابات الرئاسية المفترض إجراءها بعد عام من المباراة الفاصلة.. لكن خسارة مصر أمام الجزائر في عنابة 3-1 قلبت الموازين، وأتت بنتائج عكسية لما كان يتمناه نجل الرئيس الراحل.
تدخل سمير زاهر ووضع مخططا لعلاج الأمر بالتنسيق مع قيادات الحزب الوطني آنذاك، لإنقاذ ابن الرئيس من حرج خسارة المنتخب وسخط الشعب على المنتخب وعليه شخصيا، بعدما بدأت بعض نشطاء السوشيال ميديا المناداة بعدم إقحام السياسة في الرياضة.
خاص سمير زاهر ونجلا مبارك والإعلام المصري مباراة خداع وتزييف وتضليل إعلامي خلطوا فيه السياسة بالرياضة، بالتوازي مع مواجهة منتخبي الفراعنة والخضر، كي يخرجوا رابحين سياسيا حال خسارة الفراعنة رياضيا.
3 كمائن لحافلة منتخب الجزائر
بدأت ضربة البداية في مباراة التضليل قبل انطلاق المباراة رياضيا فعليا، فقد وضع زاهر خطة استفزازية لمنتخب الجزائر كي يخرج عن شعوره في القاهرة، ويُخرب لاعبو الجزائر فدق الإقامة وتُلغى المباراة بخسارة منتخب الجزائر، وأعد سمير زاهر بمعاونة أيمن يونس عضو الجبلاية، أن يُعد 3 كمائن لحافلة منتخب الجزائر ويتم إمطارها بالطوب والحجارة عن طريق مشجعي روابط الألتراس الرياضية، ورغم أن فندق إقامة منتخب الجزائر على بعد 300 فقط، تعمد السائق إخراج الاتوبيس من المطار للمرور على هذه الكمائن الثلاثة.. كان متوقعا أن يُصاب لاعبو الجزائر بالعصبية ويخربون فندق الإقامة، لكن وشاية من أحد أعضاء الجبلاية لمحمد روراوة رئيس اتحاد الكرة الجزائري، نبهته للخطة جعلته يصطحب معه صحفي فرنسي لتصوير الواقعة من داخل الاتوبيس، وطلب طبيبا من الكاف للكشف على 3 لاعبين أساسيين أصيبوا خلال الهجوم.
مورست ضغوط على روراوة ليلعب المباراة وانتهت بفوز منتخب مصر 2-0، ليتصدر المنتخبان المجموعة ويتعادلان في كل شيئ، وأقيمت المباراة الفاصلة في أم درمان السودانية، واستضاف الفراعنة نادي المريخ السوداني، بعدما قدم زاهر عطايا لرئيس المريخ وقتها، وتسطر هنا فصلا جديدا من سوء إدارة أموال الحشد الجماهيري التي خصصتها الجبلاية لحشد جماهير سودانية لتأييد منتخب مصر.
نقلت كثير من الفنانين والصحفيين ورجال الحزب الوطني الحاكم إلى السودان لتشجيع المنتخب مقابل قليل من المشجعين، بينما أرسلت الجزائر مشجعين كرة حقيقيين من جماهير الدرجة الثالثة، ونقلتهم عبر طائرات مدنية وعسكرية، وفي أم درمان وزعت مصر على سائقي التكاتك والميكروباصات أعلام كرتونية صغيرة الحجم، فيما وزعت الجزائر أعلاما قماشية كبيرة.
الليلة الليلاء
حضر علاء مبارك نجل الرئيس المباراة التي انتهت بهزيمة منتخب مصر بهدف نظيف، وهنا بدأ الشوط الثاني في مباراة التضليل الإعلامي ونفذ زاهر ونجلا مبارك مخطط تهدئة المصريين، الذين استقبلوا منتخب مصر بالورود رغم الهزيمة وخسارة حلم التأهل لكأس العالم..
بدأت الأكذوبة الإعلامية الكبرى من برنامج القاهرة اليوم الذي يقدمه الإعلاميان عمرو أديب وأحمد موسى، الذين أذاعا خبر هجوم مشجعي الجزائر على المصريين في أم درمان بعد انتهاء المباراة، وبعدها بدأوا في رواية أحداثا درامية لا تمت للواقع بصلة، في مقاربة عجيبة لما كان يفعله إعلام عبدالناصر إبان نكسة 67، صاحب مانشيتات الجيش المصري على أبواب تل أبيب في الوقت الذي لم يوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي سوى الممر المائي لقناة السويس.
دماء المصريين وهروب الأمن السوداني
السنتر وضربة البداية كانت بمكالمة هاتفية مع رئيس اتحاد الكرة سمير زاهر، الذي قال إن سبب هجوم الجزائريين على المصريين هي حقدهم على مصر لتاريخها ومكانتها الكبيرة، وجميعنا رأينا الصواريخ التي أطلقوها في الملعب، ليرد عليه أحمد موسى بأن مصر عليها أن تتدخل للتعامل مع الأمر ونبطل طبطبة لأن ولادنا بيضربوا وبيموتوا في السودان.
استلم أديب أطلق أديب كذبته الكبرى، بأن الجزائر باعتة شبيحة علشان يشجعوا المنتخب ويهاجموا المصريين، هما مش وصلوا كأس العالم بيضربوا المصريين ليه؟ّ، وقال موسى إحنا هنا بنتكلم عن ناس مجرمين مش مشجعين، بيضربونا ليع في دولة تالتة؟ّ، وطالب موسى المصريين باستقبال المنتخب بالورود في مطار القاهرة، فقد أدوا ما عليهم.
مكالمة هاتفية للفنان هيثم شاكر، كانت بمثابة هجمة مهمة لفريق التحريض والتزييف الإعلامي، فقد قال شاكر: بتحصل مصيبة إحنا 130 شخص في باصين اتدغدغوا عليا، كل إزاز الباصا، اتكسر علينا، دلوقت بيحدفوا علينا طوب وسكاكين وبهدلونا آخر بهدلة.
يتابع شاكر هجمته: احنا اتبهدلنا، دلوقت استخبينا في بيت واحد سوداني، كلنا كنا هنموت دلوقت، الناس متعورة وبتنزف معانا، فين السطات والسفارة فين الحكومة؟، عاوزين رجع بلدنا، واختتمها بركلة مهمة وقوية إلى أحمد موسى: الأمن السوداني سابنا وهرب، مفيش بوليس ولا في أمن، فين السفارة؟ وفين الحماية؟، ويراوغ الأخير قائلا: يا جماعة أرجوكم الحقونا ولادنا في السودان بيموتوا، ويُمرر ميكرفون الادعاء إلى الفنان محمد فؤاد.
فؤاد: قتل 130 مصري في نص ساعة
خلال أقل من ساعة من انتهاء المباراة بين الفراعنة والخضر وبداية مباراة التزيف الإعلامي، استلم فؤاد الهاتف وبدأ هجمة مرتدة هي الأخطر والأكثر تأثيرا، يقول: أنا فؤاد يا عمرو أحكي إيه ولا إيه؟، إحنا بنموت هنا، مفيش حاجة تتحكي في ناس بتموتّ، أنا وابني بنموت ومعانا 130 واحد كمان، وعندما سأله أديب عن مكانه: قاله إحنا في مكان مقدرش أقولك عليه على الهوا.
تابع فؤاد هجمته: استنجد بيك يا عمرو، إحنا معانا 130 واحد مكن يتقتلوا في نص ساعة، وأكد وجود 8 آلاف مشجع الجزائريين بيجروا وراهم في الشوارع وبيحاولوا يقتلوهم.
أحمد موسى يناشد المصريين بقتل الجزائريين في مصر
سانده موسى وناشد المصريين أن يقتلوا الجزائريين الموجودين في مصر ردا على ما يحدث في السودان، وتابع لا تثقوا في الأمن السوداني ما دام ترككم فريسة للجزائريين.
وهنا دخل الإعلامي إبراهيم حجازي على الخط بعد قرابة ساعة من بدء مباراة التزييف الإعلامي، وكان يتلقى شكاوى واستغاثات مشجعي مصر في السودان الذين ادعوا أنهم يحتمون من الجزائريين داخل منازل ومتاجر السودانيين، وكان يُرسل أرقامهم ومواقعهم إلى أحد مسؤولي السفارة المصرية في السودان لتأمينهم، بالتعاون مع مسؤولي الأمن السوداني.
مشجعة مصرية تبيت خلف سيارة
واستقبل حجازي مكالمة هاتفية مؤثرة جدا لفتاة تسمى ندى، ادعت أنها تحتمي من الشبيحة الجزائريين خلف سيارة ملاكي سوداء اللون أمام بوتيك يسمى النور، وقالت إن مشجعي الجزائر كانوا يلاحقونها هي ومجموعة من أصدقائها فتفرقوا خوفا من اعتداءات الجزائريين عليهن، وقالت إنها مش عارفة تروح فين في عز الليل ده، فلجأت للاحتماء خلف السيارة.
ريهام سعيد شبه عارية.. وتصفية عين مشجعة
عادت كرة الهجوم الإعلامي على الجزائريين للاعبين (الإعلاميين) الماهرين عمرو أديب وأحمد موسى، فقد بدأ في بناء هجمة مرتدة جديدة عاونتهم فيها زميلتهم الماهرة ريهام سعيد وقالت في مكالمة مؤثرة جذبت تعاطف كثير من المصريين، إنها تسير في شوارع الخرطوم دون قميص المنتخب، وأنها تسير شبه عارية بعدما اضطرت إلى خلع قميص المنتخب حتى لا يتعرف عليها الشبيحة الجزائريين.
واستكمل البرنامج هجماته المتلاحقة عاونهم فيها هذه المرة مشجعين عاديين غير مشهورين، قال الأول ويدعى طارق إنهم تعرضوا للضرب في شارع الجمهورية الذي يؤدي للمطار، وفي واحدة ست عينها اتصفت ودماغها اتفتحت ومعانا 8 مصابين غيرها في الاتوبيس، والسودانيين دخلونا بيوتهم وأطلق كذبته الكبرى، بأن القوات المسلحة نزلت الشوارع للاشتباك مع الجزائريين.
وهنا استلم الكرة مشجع آخر يدعى وليد، قال إن بتوع الحزب الوطني كلهم متشرحين ومرميين على الأرض، والفنان محمد فؤاد مصاب ومتشرح ومتبهدل على الآخر مش عارفين نعمله حاجة، الناس بتموت معانا إلحقونا، ورد عليه أديب: متخرجوش للشارع لحد ما السفلة دول يمشوا.
علاء وجمال مبارك: مرتزقة جزائريين وراء الواقعة ولن تمر دون حساب
ظلت البرامج الرياضية وغير الرياضية تروج لهذه الواقعة وتختلق تفاصيلا وأحداثا جديدة، تنفيذا لمخطط سمير زاهر وجمال مبارك، وقال علاء مبارك عبر التلفزيون، إن مصر كبيرة وأن الجزائريين الذي حضروا المباراة هم مرتزقة وليسوا مجرد جمهور، وقال إن زيهم لا يدل إلا كونتهم مرتزقة، ووجودهم يؤكد أنه تم التخطيط للاعتداء على المصريين بغض النظر عن نتيجة المباراة، والحمد لله أن الأمور انتهت على هذا الوضع.
ولم يترك جمال مبارك الفرصة، وقال في حديث تلفزيوني: إن كل من خطط ودبر للاعتداء على المصريين في السودان عليه أن يتحمل نتيجة فعلته، لأن الواقعة لن تمر مرور الكرام.
محمد فؤاد وهيثم شاكر في منزل نائب السفير
وللوقوف على حقيقة ما حدث، تحدث القاهرة 24 مع عدد من شهود العيان على الواقعة لبيان الحقيقة، البداية مع كابتن عصام شلتوت الذي أكد أن 52 فردا من أعضاء البعثة الإعلامية تناولوا العشاء برفقة مجموعات من جمهور الجزائر، وتلاطفنا سويا ولم يحدث أي احتكاك، وبعد انتهاء العشاء بحث عن باقي الصحفيين ووجد أن نائب السفير المصري وقتها اصطحب نجوم الفن والصحافة وعلى رأسهم الفنانين محمد فؤاد وهيثم شاكر، في حافلة للذهاب إلى منزله.
نجل محمد فؤاد والشيكولاتة
وكشف مصدر طلب عدم ذكر اسمه، ان عبدالرحمن نجل الفنان محمد فؤاد الذي اصطحبه معه إلى السودان لمؤازرة منتخب مصر كان يأكل شيكولاتة ويشرب بيبسي داخل الحافلة التي أقلت الفنانين والصحفيين إلى منزل نائب السفير المصري.
فؤاد يتراجع عن تصريحاته ويتمنى الغناء في الجزائر
الفنان محمد فؤاد نفسه عاد ونفى هذه التصريحات بعد يوم واحد من تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن حكم مصر، وقال في مداخلة تلفزيونية: "أقولها اليوم صراحة عندما نزلنا ضيوفا على الناس الطيبين الكرماء في السودان، الجزائر لم تعمل لنا شيئا، أقسم أن الجزائريين لم يضربونا وسأقف أمام الله ولو بعد ثلاثمائة سنة، وعليه أقول لكل المصريين قولوا الحقيقة لا الجزائريون ولا السودانيون عملونا حاجة، اليوم اتعرفت اللعبة وأبوس ايدك يا مصري قل الحقيقة".
وفي عام 2016 قال فؤاد، إنه لا يمانع إطلاقا إحياء حفل فني في الجزائر، إذا ما دُعي إلى ذلك مستقبلا من طرف الجهات المعني.
عبد المنصف: لم نتعرض لأي اعتداء
وقال الكابتن محمد عبد المنصف، حارس مرمى منتخب مصر سابقا، إنه كان متواجدا في أم درمان السودانية، ولم برى بعينه أي مشجع جزائري يعتدي على مصري، كل ما في الأمر هو حدوث حالة هرج ومرج بسبب عدم تنسيق مواعيد ومواقع تحركات جمهور المنتخبين، فبعد انتهاء المباراة وتأهل منتخب الجزائر على حساب نظيره المصري خرج جمهور المنتخبين في نفس الشوارع في نفس التوقيت، وحدثت مناوشات بين كلا الجمهورين، ولكن الأمر لم يتطور إلى شجار أو اعتداءات جسيمة.
وأضاف عبد المنصف: أنا مشفتش بعيني مشجع جزائري بيعتدي على مشجع مصري، كل ما في الأمر هو سوء تنظيم وتداخل واشتباك بين جمهور كلا المنتخبين.
مسؤول باتحاد الكرة: الجزائريون لم يعتدوا على المصريين
وكشف كابتن حمادة شادي، مسؤول العلاقات الخارجية في اتحاد الكرة، إنه كان مسؤول الأمن في بعثة اتحاد الكرة إلى السودان، ويشهد أن كل ما حدث غير حقيقي ولم يتعرض المصريين للعنف على يد الجزائريين كما روج كثيرون، وأن الأمر لم يتعد سوى كونه مناوشات عادية بين الجماهير.
وأكد الكابتن عبدالمنعم شطة، أن ما جرى الترويج له ليلة المباراة الفاصلة بين منتخبي مصر والجزائر لتحديد المتأهل لكأس العالم 2010، هو افتراء فلم يصاب إلا 17 مصري، وجميعها إصابات خفيفة نتيجة المناوشات والشحن العادي بين الجماهير، ليس أكثر من ذلك، ولم يكن الأمر مخطط له مسبقا.
سيارة ومندوب رئاسي
وأشار الكابتن عصام شلتوت، إنه الرئاسة السودانية أرسلت إلى مقر وجود الفنانين والصحفيين سيارتي جيب مسلحتين وسيارة مرسيدس سوداء داخلها مسؤول من الرئاسة السودانية ومسؤول مصري كبير، وقالا إن هناك تعليمات رئاسية بمغادرة الوفد الإعلامي المصري على متن طائرة سودانية خاصة، لكن جميع أعضاء الوفد شكروا المندوب على جهوده وطلبه، وقرروا انتظار نقلهم على متن طائرة مصرية، وانتظر الوفد الإعلامي حتى الساعة 3 صباحا.
وأكد أنه حدثت مناوشات بين جمهوري الجزائر ومصر، خاصة داخل المطار، لان مطار الخرطوم صغير وأعداد الجمهورين كبيرة جدا ولم يحتملها المطار، علاوة على عدم وجود تنسيق وتنظيم لمواعيد مغادرة كلا البعثتين،ـ ما تسبب في مناوشات عادية لن تخلف أي إصابات.