أمضى 10 سنوات أصمّ وأعال أسرته وعمره 14 عًاما.. ذكرى رحيل الملحن العالمي بيتهوفين
لودفيج فان بيتهوفين، الملحن الأشهر على الإطلاق، والعبقري الأكبر في تاريخ الموسيقى، الذي رحل عن عالمنا في 26 مارس من عام 1827، ويعتبره البعض الملحن الأعظم الذي شهده العالم، واعتبرت معظم أعماله، من أعظم ما قدم في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية، خاصة السيمفونية التاسعة، والخامسة، والسادسة، وأعمال البيانو المتنوعة، وغيرها من الأعمال الخالدة.
لم يعرف تاريخ ميلاد بيتهوفين على وجه دقيق، ولكنه اعتمد في 17 ديسمبر من عام 1770، حيث ولد في ولاية رانيلاند، لـ عائلة فقيرة، لكنها كانت من المهتمين والعاملين في الموسيقى، حيث كان جده يعمل موسيقيا.
مر بيتهوفين بطفولة صعبة إلى حد كبير، حيث كان والده، إلى جانب فقره المادي، مدمنا للكحول والمواد المخدرة، وكان كثير الأذى لبيتهوفين الصغير، لكن الجيد، أنه أدرك موهبة بيتهوفين في صغره، وانتبه إلى أنه يملك صغيرا على غرار موتسارت، الذي كان الاسم الأشهر وقتها.
بيتهوفين الصغير المعجزة
بدأ والده في تقديمه للجمهور، بغرض جني المال، وكان عمره 7 سنوات، وكان والده يحاول دائما تقديمه على أنه أصغر من ذلك أيضا، لكسب مزيدا من الانبهار، والمال، وكان بيتهوفين عائل أسرته منذ عمر مبكر، لتقصير والده في ذلك الأمر، فكانت الأسرة تعتمد عليه منذ أن كان عمره 14 عاما، وترك الدراسة للتركيز على ذلك الأمر.
كان أول لقب حازه بيتهوفين، هو الإسباني، وذلك لأنه كان أسمر البشرة، وكان ذلك الاسمرار محل خلاف لسنوات طويلة، حول حقيقة أن بيتهوفين كان من أصول إفريقية، واستخدم أيضا ذلك للرد على من يقول بتفوق البيض، ذلك لأن الموسيقي الأكثر عبقرية أسمر بالفعل.
10 سنوات من الصمم والعمل أيضا
عاش بيتهوفين حياة ناجحة ومتميزة، وفريدة، لا تتكرر، إلا أنه أمضى أغلبها في يأس وحزن، بين مرضه، وحبه الذي لم يهنأ به يوما، والصمم الذي تمكن منه بشكل كامل في عمر الـ 46، وجعله غير قادر على قيادة الأوركتسرا، أو سماع ما يعزفه، لكنه برغم هذا، لم يتوقف عن تأليف الموسيقى، فكان يؤلف بحواسه الأخرى، وعبقريته الداخليه القادرة على تخيل الشكل النهائي للعمل.
ظل الصمم ملازما له حوالي 10 سنوات حتى وفاته 1827، وكان عمره 56 عاما، إلا أنه استطاع إنجاز العديد من الأعمال الموسيقية خلال تلك الفترة.