رغم فقدان بصره في عمر العاشرة.. خالد الطيب طالب تحدى الصعاب ومثّل مصر في محافل عربية ودولية
لا توجد ما تسمى ظروفًا خاصة، بل هناك من لديه هدف يسعى خلفه، ومن يستسلم للحياة ويجعلها تحركه حيثما تريد هي، عبارات بدأ بها طالب بجامعة حلوان حديثه عن حياته وصعوباتها التي شكلت أمامه عوائق عديدة، ولكنه لم يستسلم وأبى أن يكون دُمية تحركها الحياة، بل أراد أن يكون فردًا مؤثرًا في المجتمع ويصنع نجاحًا خاصًا به.
قال خالد الطيب، طالب بكلية الآداب قسم الإعلام بـ جامعة حلوان، إن بصره أخذ يقل تدريجيا بداية من سن الثامنة وعند وصوله لسن العاشرة فقده تمامًا، مما أصابه بضيق كبير، حيث كان طفلًا في مقتبل عمره لا يعرف شيئًا في الحياة سوى اللهو والمرح وسط أصدقائه، لكنه وجد نفسه أمام تغيرات كبيرة في حياته، وأبرزها انتقاله لمدرسة المكفوفين في محافظة القاهرة، بعدما كان يعيش بالأقصر، وتركه لأصدقائه المقربين وترك أسرته لحياتهم وأقاربهم، وبدايتهم لحياة جديدة في القاهرة باحثين فيها عن مستقبل آمن لصغيرهم.
وتابع في حديثه لـ القاهرة 24: تأخرت سنة في دراستي بسبب انتقالي من محافظة لأخرى، وواجهت عدة صعاب في التعلم والتأقلم مع الحياة الجديدة، خاصة عند بدايتي في التعلم بطريقة برايل، ومن ثم بدأت في الاندماج مع تلك الصعاب ومحاولة تخطيها، والفضل الأكبر يعود لأسرتي فهم من ساعدوني وعملوا على تهيئتي لتلك المرحلة.
وأوضح الطيب، أنه أصبح راضيًا تماما عما أصابه، وأخذ يجتهد حتى حصل على عدة مراكز في التفوق على طلاب مدرسته وطلاب الجمهورية، فكان أول الجمهورية لعدة سنوات وتم تكريمه من جهات مختلفة، وبدأ يندمج في ممارسة عدة رياضات بجانب دراسته، وأبرزها السباحة، كما بدأ في تعلم العزف على الآلات الموسيقية، فانضم إلى دار الأوبرا المصرية، ليكون ضمن فريق العزف على الجيتار، وأصبح عازفا ماهرًا، رغم كل الانتقادات التي وُجهت له من زملائه بالفريق والتي لم ينصت إليها، بل استمر في اجتهاده حتى استلم جوابا من دار الأوبرا المصرية، طالبين منه الاستعداد للسفر إلى دولة الإمارات وتمثيل مصر بمسابقة دولية للعازفين مقامة هناك.
واستكمل الطالب حديثه، قائلا: سافرت الإمارات واجتزت المسابقة وتم تكريمي من القنصلية المصرية بالإمارات لحصولي على المركز الثالث بملتقى العازفين على مستوى الوطن العربي، وبدأت حياتي تسير مسارًا حسنًا، وعملت على تكوين أصدقاء وأصبحوا مقربين جدا لي، لم يكن هناك أي تمييز في المعاملة معي من قبل الأهل أو الأصدقاء، وهو ما أشعرني براحة كبيرة، فكلنا واحد ليس هناك فارق بيننا، فكل منا يتعامل بما في داخله ويتعامل معه الآخرون، بما يرونه منه.
تمثيل جامعة حلوان بملتقى الإعلاميين
وبالنسبة للجامعة، روى خالد قصة مختلفة في تنقله من كلية لأخرى سعيًا وراء حلمه، فبناء على تنسيق الثانوية العامة دخل كلية الألسن، ولكنه قرر التحويل إلى كلية الآداب جامعة حلوان لحبه الشديد وتفوقه باللغة الإنجليزية، وبعد دراسته بها لفترة قرر التحويل إلى قسم الإعلام، وذلك لحلمه بأن يصبح مُعيدًا بقسم الصحافة، وفي سنته الأولى بالقسم حصل على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف، واختاره أساتذة الكلية لتمثيل جامعة حلوان بملتقى القيادات الشبابية الإعلامية، ومازال يسعى ليتفوق في دراسته وهوايته وحياته، تاركا وراءه الصعاب التي مر بها راضيا بقضاء ربه.
