كوارث مستشفى النيل.. مريض: مجبرين على العلاج فيها.. والمدير: “ملاحظات عادية” (فيديو)
حصل “القاهرة 24″، على 3 مستندات مدون فيها مخالفات مستشفى النيل التخصصي بمنطقة شبرا، ومختوم عليها من قبل مدير المستشفى الدكتور رفعت حسين بتاريخ 17 يناير 2019.
وترصد مخالفات جسيمة في العديد من أقسام المستشفى، وهي:”مخالفات غرف العمليات، وغرف الإفاقة، والعناية المركزة، ورعاية الأطفال، والحضانات، وغرف التعقيم والمغلسة والنفايات، والطوارئ”، وسنوضحها بالتفاصيل حسبما ورد في المستندات.
المخالفات الواردة في المستندات
تحتوي المستندات على مخالفات في غرفة العمليات، متمثلة في أن هناك العديد من الأسلاك الكهربائية المكشوفة داخل الجناح، وهناك أدوات غير معقمة، كما أن سائل وطرق مكافحة العدوى فيها سيئة للغاية، بالإضافة إلى أن هناك عددًا من شبابيك جناح العمليات مفتوحة.
كما توجد بلاعات للصرف في غرف العمليات ومفتوحة، فضلًا عن أن حوض تطهير الأطباء الجراحين تحول لجزامة لـ”كيروكسات” الأطباء، والجدران والأبواب تحتاج لصيانة.
أما بالنسبة للمخالفات الخاصة بغرفة الإفاقة، فالكارثة أنه لا يوجد غرف إفاقة من الأساس، وبخصوص الرعاية المركزة، فالغرفة تحتوي على سريرين عزل يفصل بينمها ستارة (وهو مخالف لشروط مكافحة العدوى)، كما يوجد بتلك الجناح ماكينتين غسيل كلوي، أحدهما تعمل والآخرى معطلة.
والغريب في الموضوع أن التي تعمل يستخدموها للمرضى العاديين، وهو ما يخالف قواعد مكافحة العدوى، وهناك نقص في المبردات، فضلًا عن قلة النظافة حيث تفيد المستندات أن اللجنة اللي أعدت التقرير وجدت حفاضات مستخدمة وملقاة على الأرض.
مخالفات المستشفى
وما زلنا في جناح العناية المركزة، حيث تبين وجود كارثة مهنية، وهي أنه لا يوجد سوى طبيب واحد وممرض، وتمريض العناية “هاني عبد النبي شعبان” لا يحمل مزاولة مهنة، ولا توجد في العناية سوى حمام واحد به غسالة ويتم تجميع النفايات به، وبالسؤال تبين أنها مغسلة للمستشفى.
وباب العناية غير محكم الغلق ويسهل نقل الأمراض، وتوجد ثلاجة واحدة با عديد من أكياس الدم الخاصة بحالات خرجت من المستشفى، وأوضح المستند أنه تم تحرير محضر بتلك الواقعة.
وتتمثل مشاكل جناح رعاية الأطفال في التكدس الذي لا تتسعه الغرف، فضلًا عن وجود شباك كبير ومفتوح مما يخالف (مكافحة العدوى)، وترتبط غرف رعاية الأطفال بالحضانات بالعناية المركزة، فضلًا عن الكوارث المرصودة في الحضانات حسبما أوضح المستند، فيوجد بها 6 حضانات جميعها غير مرخصة.
كما يوجد شباك كبير بها مفتوح والحوائط ملوسة ومليئة بالأتربة، ويوجد كرسي ومكتب داخل الحضانة، ولم يكن يوجد بها طبيب أثناء مرور اللجنة التي أعدت التقرير.
وتوجد ممرضة واحدة اسمها دينا عاطف شعبان ولا تحمل مزاولة مهنة، وبها العديد من الأدوية التابعة لوزارة الصحة والتي تم تحريزها وإعدامها.
والتعقيم نفسه لم يسلم من الإهمال، فدورة التعقيم متواجدة داخل غرفة العمليات وغير سليمة ولا توجد سجلات وكوشفات للتعقيم، وبالنسبة لمغسلة المستشفى، فلا يوجد إلا أنه كما نوهنا سابقًا عن وجود غسالة هاف أوتوماتيك داخل وحدة الرعاية المركزة يتم غسل المفروشات فيها، كما لا يوجد ديب فريزر لحفظ بعض الأدوية، ولم تتطلع اللجنة على اشمعة المعامل.
أما جناح الطوارئ، والذي من المفترض أن يكون أكثر الأقسام استعدادًا لاستقبال الحالات فهو لا يختلف كثيرًا عن باقي الأقسام، لا يوجد به طبيب طوارئ، والطوارئ غير مجهزة ولا يوجد بها كراسي “ترولي”، ولا جهاز لرسم القلب، أو إسطوانات أكسجين، وجدرانه متهالكة في حاجة إلى صيانة عاجلة.
ولا يوجد باب للطوارئ، حيث تفتح مباشرة على الحمامات، هكذا أوضحت المستندات التي حصلت عليها “القاهرة 24” والموقعة بخط يد الدكتور رفعت حسين، مدير المستشفى.
المستشفى يمنع “القاهرة 24” من الدخول لاستبيان الحقيقة
حاولنا الدخول للمستشفى حتى يتسنى لنا استبيان الحقيقة وتوثيق صحة الكلام أو إثبات نفيه، إلا أن إدارة المستشفى منعتنا من الدخول أو التصوير، وفحاولنا الوصول للدكتور رفعت حسين، مدير المستشفى والمذكور اسمه أسفل التقرير التي حصلنا عليه، فأبلغنا أحد العمال أنه سيصل في تمام الرابعة ونصف، وأثناء فترة انتظاره ألتقينا أحد المرضى والذي سرد معاناته داخل المستشفى.
مريض بالمستشفى: سيئة للغاية وهناك تواطئ بين الإسعاف وإدارته لجذب الحالات
“المستشفى سئية للغاية بس إحنا كمرضى مش قدامنا غيرها”.. بتلك الكلمات بدأ أحمد قاسم، أحد مرضى المستشفى سرد معاناتهم مع المستشفى، مشيرًا إلى أن الإسعاف في تلك المنطقة يقوم بتحويل الحالات للمستشفى بشكل “أوتوماتيك”.
وعلى حسب علمه أن الإسعاف يتربح من تلك المستشفى وينقل الحالات له، وبالأخص أن المستشفيات “الميري” لا تقبل حالات حسب قوله.
ويكمل المريض الذي يعاني من جلطات في المخ، والذي كان أحد المرضى الذين نقلهم الإسعاف لتلك المستشفى لتبدأ قصة علاجه ومكافحته للمرض من مستشفى النيل، إلا أنه يقول أنه ما زال لم يتحسن بعد، والحالة كما هي، وعن تقديم شكاوى للوزارة الصحة، أوضح أنه منذ 15 يومًا وهو على تواصل بهم ولا مبالاة.
رد مدير المستشفى على المخالفات الموضحة في التقرير
“بعض المخالفات دي طبيعي جدًا” هكذا بدأ الدكتور رفعت حسين مدير المستشفى، الحديث قائلًا: “مشكلة مثل تواجد ممرضة واحدة في المستشفى لا يعتبر أزمة، والممرضات تحت إيدي بالتليفون أجيب العدد اللي أنا عاوزه، بس هو الموضوع على حسب الحالات المتواجدة في المستشفى، واللجنة جت لقيت حالة واحدة ولا حالتين ومعاهم ممرضة واحدة.. هي عاوزة إيه؟”.
وأضاف “حسين”: “اللجنة جت ملقتش الدكتور النبطشي موجود، هي مقعدتش استنت غير 10 دقايق، مش ممكن بصلي ولا بيشتري حاجة؟.. وممكن يكون في كشف منزلي بيكشف على حد برة، وده دكتور طوارئ عادي عني، أما الدكاترة النبطشين موجودين ومحدش بيمشي غير لما يسلم اللي بعده”.
أما عن أن الباب محكم الغلق أو مش محكم الغلق ده كلام نسبي بختلف من واحد للتاني، وعلى العموم تم تغييره، وتم متابعة الملاحظات الآخرى الخاصة بالشباك أو بالمبردات تم العمل على حلها”.
وتابع مدير المستشفى، أن التراخيص لم تكن موجودة بالفعل في الوقت التي جاءت فيه اللجنة، إلا أنها الآن موجودة التراخيص الخاصة بالمعامل والحضانات”.
وأوضح أن تلك المخالفات جاءت في تقرير طبيبة كانت على رأس لجنة للمتابعة والتفتيش وتم تغيرها بالفعل في خلال 4 أو 3 أيام فقط من زياراتها”.
وبالنسبة للأجهزة التي لم تكن متواجدة، قال رفعت حسين، أنها كانت في الصانة وتم استردادها، وتم عمل غرف إفاقة ويتم معاينتها الآن، والمبردات تم تركيبها بواسطة فنايين.
كما أن الحضانات تم تقليل عدد السرائر للحد من التكدس، وكل الملاحظات المرصودة عادية جدًا وتم تغيرها”.