وكيل الأزهر: نرفض الأعمال الفنية المضرة لعقائد الناس أو أخلاقيات المجتمع
طالب الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، صناع الإعلام ومتخصصيه، بالإسراع في وضع رؤية مستقبلية للإعلام المصري والعربي؛ يستثمر فيها فكرنا الإسلامي؛ استثمارا يحمي المجتمع من المؤامرات التي تحاول النيل منه، وإيجاد خطاب إعلامي متجدد؛ يعمل على نشر القيم الإسلامية، تأكيد الهوية المصرية والعربية، مساندة وتعزيز جهود الدولة من أجل التنمية والاستقرار، وتوجيهه بشكل صحيح، بناءً على أن مواثيق الشرف الإعلامي المتعددة، والتي توجب بنودها على الإعلام العربي: أن يعمل على تأكيد القيم الدينية والأخلاقية الثابتة، والمثل العليا المتراكمة في التراث البشري، وأن ينشد الحقيقة المجردة في خدمة الحق والخير، ويسعى إلى شد الأواصر، وتعميق التفاهم والتفاعل والتبادل، ماديا ومعنويا، في المجتمع العربي والدولي.
وكيل الأزهر: نرفض الأعمال الفنية المضرة لعقائد الناس أو ثقافة المجتمع وأخلاقياته
وشدد وكيل الأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر الدولي الثالث.. الإعلام العربي والمبادرات الوطنية في ضوء أهداف التنمية المستدامة؛ الذي تنظمه كلية الإعلام جامعة الأزهر، على أن الشائعات هي الخطر الأكبر على أوطاننا، والمادة الدسمة للحوار على المواقع والبرامج، فيجب أن تضع المؤسسات التعليمية والدعوية والاجتماعية والإعلامية على رأس أولوياتها؛ البرامج المناسبة المحذرة من مخاطر الشائعات وآثارها السلبية، ولمؤسسات الدولة أن تضع العقوبات الرادعة، لمن يقفون وراء الشائعات ومن يروجونها.
وأكد الضويني، شدة الحاجة إلى كل عمل فني هادف؛ يُرسّخ القيم المجتمعية والأخلاقية، وينشر الفضيلة، وأما الأعمال الفنية التي تضر بعقائد الناس، أو ثقافة المجتمع وأخلاقياته، وتهدد الهوية بمكوناتها فمرفوضة، وإن تسترت بشعار الحرية البراق، وإذا كان للفرد حق الحرية فللوطن حقوق الهوية، والحرية التزام ومسؤولية، وليست انفلاتا، مُقترحًا على المنتجين أن يعملوا على تقديم قدوات صالحة ومفيدة للشباب؛ تذكرهم بتاريخهم، وتؤصل فيهم القيم الأخلاقية التي تميزت بها أمتنا، بدلًا من تقديم المجرمين والمفسدين في صورة جذابة ومرحة تقتل في نفوس الشباب الإحساس بجرم المعصية.
وأطلق وكيل الأزهر، نداءً للمخلصين من أبناء الأمتين العربية والإسلامي، أن يتنبهوا لما يحدث من استخدام مغلوط لوسائل الإعلام، حيث يروج لأفكار وقناعات غريبة تعمل على بث الفتن، تدمير العقول، وتستهدف شباب الأمة لتسلبه هويته، وتذهب به بعيدا عن قضايا أمته، متسائلًا: في ضوء الإعلام ووسائله من قوة وتأثير.. ألم يأن استخدام التقنيات الحديثة في إيجاد تواصل مُثمر بين علماء الأمة ومفكريها، للعمل معا على ما يصون الهوية، ويحفظ المجتمع؟ ولماذا لا تكون تقنيات الإعلام الرقمي مجالا للاستثمار الفكري؛ حتى نحمي شبابنا ووطننا وأمتنا؟.
وكيل الأزهر: الإعلام الرديء يعطل مسيرة التنمية في كل مراحلها
واختتم وكيل الأزهر، قائلا: أثق أن الرؤية الإعلامية الوطنية بصيرة، بما يجب أن يقدم للناس، وما يجب أن يحجب عنهم؛ تحقيقا لوعيهم، وصيانة لهويتهم، وبمن يحق له الكلام في الشأن الديني من المتخصصين المؤهلين، ومن لا يحق له ذلك، موضحًا أن الإعلام الرقمي أصبح وسيلة جديدة تستهوي الشباب العربي، لما توفره من فرص في حرية التعبير والقدرة على التواصل والانتشار عالميا، وباتت وسائل الإعلام تقوم بدور إيجابي في المعاونة على تحقيق الخطط والأهداف التنموية في الدول، باعتبارها جزءا مهما من التطور القومي، وارتباطها بالنظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في المجتمع الذي تعمل في إطاره، حيث يصبح نجاح خطط التنمية المستدامة؛ مرهونا بالمشاركة الإيجابية للقوى المنتجة، من خلال الإعلام المخطط له، ودوره في التوعية والتربية والتثقيف ما يتطلب إعداد سياسات إعلامية وطنية تحدد الأولويات وترسم الوسائل لبلوغ الأهداف المرجوة، انطلاقًا من أن الإعلام المنتج شريك في التنمية، وأن الإعلام الرديء يُعطل مسيرة التنمية في مراحلها كافة، وعلى الإعلام وصُنّاعه ومُتخصصيه ومسؤوليه، أن يتذكروا دائما قول الله تعالى: فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.