السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ابنة جيل الخمسينات وواجهت اضطهاد المسلمات بأستراليا.. مصرية تروي رحلة هجرتها وتحدي فقدان ابنها وزوجها

المهاجرة المصرية
تقارير وتحقيقات
المهاجرة المصرية بأستراليا جليلة عبدالسلام
الأحد 20/مارس/2022 - 06:17 م

من أسرة متوسطة الحال بمدينة الزقازيق وحتى أستراليا، حققت السيدة المصرية جليلة عبد السلام نجاحات مختلفة في مجتمع كان يبدو لها غريبًا وعنصريًا نحو النساء المسلمات، فأسست الجمعية المسلمة للمرأة العربية، وواجهت الاختبار الإلهي في فقدان ابنها الشاب وزوجها في رحلة هجرتها، وأصبحت المرأة المصرية الوحيدة بأستراليا التي تشارك رئيس الوزراء الأسترالي في بعض الحفلات الرسمية.  

جليلة عبد السلام في الجوالة 

رحلة الهجرة من مصر حتى أستراليا

عُرفت جليلة عبد السلام منذ صغرها بحبها للعلم وتميزها عن غيرها في مراحله المختلفة، وتزوجت من حبيبها بعد تخرجها من كلية الزراعة، الذي وقعت في حُبه منذ عامها الأول بالجامعة وسافرت له اليونان، وبعد إقامة دامت هناك نحو 5 سنوات اتجها سويًا نتيجة ظروف العمل إلى دولة أستراليا مع مولودهما الأول، قائلة: أنا ابنة جيل الخمسينات وعاصرت فترة الراحل جمال عبد الناصر وظروف النكسة الذي عانت على آثارها على جميع المستويات، وفخورة بهذه المرحلة لأننا جيل حفر في الصخر وحاولنا كثيرُا نخطو للأمام.

تقول السيدة الستينية، في حديثها مع القاهرة 24، إنها سافرت لليونان في عمرها الرابع والعشرون، لكنها لم تخاف من التجربة، مردفة: كنت بحب زوجي ولم آراه لمدة 3 سنوات، ولكن الحب وحده لم يكن كافيًا لسعادة جليلة عبد السلام، فكانت تحتاج إلى شيء آخر تفعله بجانب البيت، فاحتياجها للعمل والتأثير في المجتمع كان هدف تسعى الوصول إليه له مع أول فرصة متاحة لها، فجاءت مرحلة انتقالها لأستراليا بمثابة بارقة، متابعة: البيئة المحيطة في أستراليا شجعتني وخاصة بعدما انتقلت من سيدني لبرزبن.

حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب

في مدينة برزبن الأسترالية التحقت السيدة المصرية الأسترالية بعدد من المهن غير التابعة لدراستها نظرًا لعدم توافر دراستها بأستراليا، وتدرجت في العمل التطوعي بين فرصة وأخرى، حتى استطاعت أن تفهم وتُجمع ما ينقص المرأة العربية المُسلمة، ومن هنا جاء لها فكرة إنشاء الجمعية المسلمة للمرأة العربية كواحد من أكبر الجمعيات على مستوى أستراليا، مع مجموعة من السيدات العربية والذين يبلغ عددهم نحو 400 سيدة و100 رجل.

على مر سنوات عديدة، اخذت الجمعية  المسلمة ثقة ودعم مادي من الحكومة الأسترالية، فهي تهدف إلى مساعدة  المهاجر الجديد عبر عدد من الخدمات المحلية التي تقدم له بشكل مكثف أول 6 أشهر ومن ثم تمتد حتى 5 سنوات كي يصل للاستقرار الكامل، فمنها معرفة قوانين البلد، الدعم النفسي، التسجيل في الحكومة، مدارس، مستشفيات وكورسات لغة، فضلًا عن برنامجي خدمات كبار السن، والسيدات اللاتي يتعرضن للعنف.

جليلة عبدالسلام مع رئيس الوزراء السابق بول كيتين

وحول تخصيص اسم الجمعية للمرأة، أوضحت رئيستها، أن السبب هو إثبات أن المهاجرات والمرأة المسلمة لا تقل خبرة أو قدرة في العمل عن غيرها، قائلة: الجمعية موجهة للمرأة والرجل ولكنها تعطي فرص أكبر للمرأة وبالتحديد المرأة الملتزمة بزيها القومي أو الإسلامي لأن فرصهم أقل نتيجة العنصرية، متابعة: فخورة أني لابسة الحجاب عن اقتناع ومش بحاول افرضه على حد، وهناك عناصر لديها حقد وعنصرية تجاه المسلمين والمسلمات، والمجتمع غير واعي بدور المرآة في الإسلام، والجمعية وفرت فرص لأشخاص وصلوا لمراكز مرموقة بأستراليا.

وفاة ابنها 

مع العديد من التحديات التي واجهتها جليلة عبد السلام في رحلة هجرتها، كان فقدان ابنها الشاب ذو الـ 28 عامًا هو أصعب ما مرت به، إلا أنها قررت أن تأخذ من الموقف قوة لرعاية باقي أسرتها وأحفاد ابنها المتوفي الصغار، مردفة: الصدمة كانت في اللحظة الأولى، وبعدها قررت أقف من تاني لأن بقيت الكل محتاجني، فزوجته يتيمة الأب والأم وأولاده في سن صغير، فضلًا عن تعب زوجي، وتابعت: قوتي جاية من إيماني.

الجوائز التي حصلت عليها

حصلت رئيسة الجمعية المسلمة بأستراليا على عدد من الجوائز المختلفة، فمنها حصولها على جائزة المرأة لعام 2006 على مستوى الولاية تتويجًا لكل أعمالها، وفي نفس العام حصلت على جائزة كوينزلاند للمجتمع المتعدد الثقافات، وحصلت أيضًا على المركز الأول في دعم المرأة من قبل البرلمان الأسترالي عام 2015 ووصلت للمراكز الثلاثة الأولى للترشح لجوائز متعددة في الأعمال.

وسام الملكة من أستراليا

وعن علاقتها بمصر، حكت المهاجرة المصرية الأسترالية أن والدها ووالدتها كانوا الداعمين لها منذ البداية، وأنها متابعة جيدة لكافة أخبار مصر على كل المستويات، مختتمة قصتها بجملة "أنا مش بعيد عن مصر، مصر عايشة جوايا".

تابع مواقعنا