خبير أثري: المصريون القدماء كرمّوا الأمهات وقدسوها وجعلوا لها عيدًا
قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات، إن الحضارة المصرية قدست المرأة، وكانت أول من احتفت بالأمومة، حيث تم العثور على بردية تعود لعصر الدولة القديمة، منذ نحو خمسة آلاف عام يحتفل فيها بالأم، والمصريين القدماء كانوا في ذلك اليوم؛ يضعون في غرفتها؛ الهدايا والتماثيل المقدسة المعبرة عن الأمومة.
وأضاف عامر في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أنه كان يتم الاحتفال بعيد الأم في مصر القديمة؛ آخر شهور فيضان النيل، ونجد أنه في عهد المصريين القدماء، أن المرأة قد تمتعت بحقوق كثيرة، فنجد عملها بالكثير من المهن والحرف، حتى صارت ملكة تحكم البلاد.
وأوضح الباحث في علم المصريات، أن المصريين القدماء اتخذوا من إيزيس رمزًا للأمومة، وكانت تمثل كثيرًا وهي تُرضع حورس، كما صارت أيضًا رمزًا للأمومة والحماية، وكان يتم الاحتفال بهذا العيد، بإقامة مواكب من الزهور تطوف المدن، والمصريون القدماء؛ اعتبروا تمثال إيزيس؛ التي تحمل إبنها حورس؛ رمزًا لعيد الأم، فوضعوه في غرفة الأم، وأحاطوه بالزهور والقرابين، ووضعطوا حوله الهدايا المقدمة للأم في عيدها؛ الذي يبدأ الاحتفال به مع شروق الشمس.
وأشار الخبير الأثري إلى أن المصريين القدماء جعلوا من حتحور، إلهةً للحب والعطاء وللأمومة، بل وعبدوها، وصوروها بملامح أم طيبة تدرك عطفها فور رؤيتها، وتعود جُذور عبادتها إلى عبادة البقرة الوحشية، لترتبط بفكرة الإلهة الأم وتجسد الطبيعة، كما عُرفت بإلهة السماء، وعرّفها مينا - موحد الشمال والجنوب على لوحته بـ بات.
برديات تل العمارنة
وتابع الخبير الأثري: إحدى برديات تل العمارنة؛ وُجدت على شكل رسالة كتبها طفل لأمه في عيد الأم؛ نصها: اليوم عيدك يا أماه، دخلت أشعة الشمس من النافذة، لتقبل جبينك وتباركك في يوم عيدك.. استيقظت طيور الحديقة مُبكرة، لتغرد لكي في عيدك.. تفتحت زهور اللوتس في البحيرة لتحييكي.. الفراش يرقص فرحا مُتنقلا بين الزهور.. مهنئا بعيدك.. اليوم عيدك يا أماه فلا تنسى أن تدعى لي في صلاتك للرب، فقد قال آمون، إن دعاء الأبناء لا يصل إلى آذان السماء إلا إذا خرج من فم الأمهات. اليوم عيدك يا أماه، إنه فرح السماء الذي تفرح فيه المعبودة إيزيس، وهي تشاركك أفراحك.
