السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

دار الإفتاء: الاحتفال بـ يوم الأم مباح شرعًا وليس بدعة

الاحتفال بيوم الأم
دين وفتوى
الاحتفال بيوم الأم - تعبيرية
الثلاثاء 15/مارس/2022 - 04:30 م

أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها من أحد المتابعين، يقول السائل فيه: ما حكم الاحتفال بيوم الأم؟ وهل هو بدعة؟.

يأتي هذا السؤال بمناسبة الاحتفال بيوم الأم؛ الموافق 21 من مارس من كل عام.

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الاحتفال بيوم الأم، أمرٌ جائز شرعًا؛ لا مانع منه ولا حرج فيه، والبدعة المردودة، إنما هي ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله، فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.

 

الإفتاء: أحد مظاهر البر والإحسان

وأوضحت دار الإفتاء في فتوى سابقة من خلال موقعها الإلكتروني، أن من مظاهر تكريم الأم؛ الاحتفاء بها، وحسن برها والإحسان إليها، وليس في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة، لذلك يعبر فيها الأبناء عن بِرهّم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمي لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس؛ فإن البدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ومفهومه أن من أَحدث فيه ما هو منه، فهو مقبول غير مردود.

وأضافت الأمانة العامة للفتوى في فتواها: قد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية؛ التي كانوا يَتَغَنَّوْنَ فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، كما في حديث الصحيحين؛ عن عائشة رضي الله عنها قالت: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ، تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ، وجاء في السنة: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ- السيدة آمنة- فِي أَلْفِ مُقَنَّعٍ، فَمَا رُئِيَ أَكْثَرُ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ.. رواه الحاكم وصححه، وأصله في مسلم.

وأكدت دار الإفتاء، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل ويجعلها مُقدمةً على الأب في ذلك؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ» متفق عليه.

وأشارت الإفتاء إلى أن معنى الأمومة عند المسلمين، هو معنى رفيع له دلالته الواضحة في تراثهم اللغوي؛ فالأم في اللغة العربية تُطلق على الأصل، وعلى المسكن وعلى الرئيس، وعلى خادم القوم الذي يلي طعامهم وخدمتهم، وهذا المعنى الأخير مَرْوِيٌّ عن الإمام الشافعي رضي الله عنه وهو من أهل اللغة، قال ابن دُرَيد: وكل شيء انضمت إليه أشياء من سائر ما يليه فإن العرب تسمي ذلك الشيء "أُمًّا".

ولفتت الإفتاء إلى أنه مع هذا الاختلاف والتباين بيننا، وبين ثقافة الآخر التي أفرز واقعها مثل هذه المناسبات، إلا أن ذلك لا يُشكل مانعًا شرعيًّا من الاحتفال بها، بل نرى في المشاركة فيها نشرًا لقيمة البر بالوالدين، في عصر أصبح فيه العقوق ظاهرة تبعث على الأسى والأسف، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأُسوة الحسنة؛ حيث كان يُحب محاسن الأخلاق ويمدحها.

تابع مواقعنا