السيد البدوي: رفضت عرض طنطاوي وعنان لتشكيل الحكومة والتحالف مع الإخوان في برلمان 2012
كشف الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد الأسبق، عددًا من التفاصيل التي تتعلق بإدارة المشهد في مصر والحياة السياسية، في أثناء وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، من خلال علاقة الحزب بنظام الرئيس الراحل محمد حسني مبارك ودوره في ثورة الخامس والعشرين من يناير، وفترة حكم المجلس العسكري للقوات المسلحة، وتولي جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية للسلطة، موضحًا أنه رفض عروضًا لتشكيل حكومية وفدية برئاسة إخوانية، أو الدخول في تحالف مع الإخوان المسلمين في انتخابات البرلمان عام 2012.
البدوي قال في منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: لا يستطيع كائن من كان أن ينكر فضل ومواقف ووطنية الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين باشا، على الوفد وعلى مصر سواء كان ذلك قبل عام 1953، أو بعد عام 1978، أما فضل فؤاد باشا سراج الدين على السيد البدوي كأحد أبنائه وتلاميذه فقد كان فضلًا عظيمًا لا يمكن أن أنساه ما حييت، ويجعلني أدين له ولأسرته بكل الوفاء.. كنت صغير السن وكان شبابنا الوفد قبل عام 1952 في صدارة المشهد الوفدي بعد أن أصبحوا شيوخا عام 1984 (عودة الوفد) ورغم ذلك فقد اختارني فؤاد باشا عام 1985 سكرتيرًا عامًا للغربية وقت كان رئيسها أحمد يوسف الجندي بك أبن يوسف الجندي، الذي أعلن استقلال جمهورية زفتى في ثورة 1919، وقاوم الجيش الإنجليزي.. ثم قام فؤاد باشا بتقديم طلب ترشيح لي في أول هيئه عليا منتخبه عام 1989 ولم أكن أعلم بذلك إلا بعد اتصال تليفوني من الباشا قبل يوم الاقتراع بثلاثة أيام. وفي عام 1994 اختارني عضوًا بالمكتب التنفيذي للوفد والمكون من 11 عضوًا جميعهم قامات تاريخيه برئاسة فؤاد سراج الدين باشا ثم اختارني امينا مساعدًا للصندوق خلفًا للراحل العظيم طلعت رسلان.
السيد البدوي رئيس حزب الوفد الأسبق
وأضاف: عشت إلى جواره حتي وفاته ورافقت جثمانه مع اخي الكريم الأستاذ فؤاد بدراوي من المستشفى إلى ثلاجة القصر العيني.. تعلمت من فؤاد باشا الصلابة والقوة في الحق والانحياز بلا تهاون أو مهادنه إلى ما يحقق صالح الوطن.. تعلمت من فؤاد باشا كيف أن الحق فوق أي قوة مهما كانت سلطتها وان الامة فوق أي حكومة مهما كان استبدادها هؤلاء.. فتأسيت به وسرت علي دربه فكانت مواقف الوفد التي اتخذناها منذ عام 2010 بالانسحاب من انتخابات تم تزويرها وتلا الانسحاب تشكيل البرلمان الموازي في بيت الأمة وبداية رحلة إسقاط مجلس الشعب المزور.. ثم كان خروج الوفديين في يوم 25 يناير من مقر الوفد حاملي اعلام الوفد فكانت أول مؤسسة سياسية تعلن عن نفسها كطرف أصيل في ثورة الشعب ضد الاستبداد.
وأردف الدكتور السيد البدوي: ثم كان المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوفد مساء 25 يناير 2011 بعد أن أنفض الميدان واختفي الإخوان ليعلن مطالب الثورة رغم التهديدات بسوء العواقب التي سوف تنال الوفد ورئيسه فكان هذا المؤتمر إعلان لنجاح الثورة ومبادئها.. ثم كان المؤتمر الذي اعلن فيه رئيس الوفد ان الرئيس مبارك قد فقد شرعيته وعلية ترك منصبه وقت كان الرئيس مبارك في السلطة.. ثم كانت مشاركتنا في إدارة شؤون البلاد بعد تنحي الرئيس مبارك.. وتلا ذلك رفضنا مشاركة الاخوان في أي قوائم أو مقاعد انتخابيه رغم حضور الدكتور مرسي والدكتور سعد الكتاتني إلى منزلي لمحاولة اقناعي في وجود الأستاذ فؤاد بدراوي والمهندس حسام الخولي والأستاذة مارجريت عازر وعرضهم 40٪ من القوائم للوفد و50٪ للإخوان و10٪ لباقي القوي السياسية.. إلا أن العرض قوبل بالاعتذار عن عدم قبوله اعلاءً لثوابت الوفد واعلانًا عن جدارة الوفد وقدرته علي المنافسة الانتخابية منفردًا دون حليف.
وأردف: ثم كان تشكيل لجنة المائة والتي فصلت دستورًا لجماعة وليس لدوله فانسحب الوفديون من لجنة إعداده وعلي رأسهم الأستاذ فؤاد بدراوي سكرتير عام الوفد حينئذ.. ثم كان دعوتي للقوي السياسية للاجتماع في بيت الأمة يوم 19 نوفمبر 2012 وتأسيس جبهة الإنقاذ الوطني وأنا من اسميتها تأسيا بالجبهة التي شكلها الوفد عام 1935 لإسقاط دستور 1930.. ثم طلبت السفيرة الأمريكية آن باترسون زيارتي وزارتني في منزلي وحضر معها زوجها ونائب السفيرة وحضر معي السفيرة ماجدة عبد الباري واخبرتني السفيرة أن المجلس العسكري والرئيس محمد مرسي قد اتفقا على أن يشكل الوفد الحكومة، وتكون الحكومة وفدية، والرئيس إخوان، باعتبار الوفد والإخوان أقدم مؤسستين، حسب كلامها وبعد ثلاث ساعات و54 دقيقه حوار ومحاولات إقناع.
واختتم البدوي: رفضت عرض تشكيل الحكومة ولم تكن هذه المرة الأولى التي أرفض فيها تشكيل الحكومة، بل سبقها عرض من المشير طنطاوي والفريق سامي عنان كبديل لحكومة الدكتور كمال الجنزوري.. وتوالت الأحداث إلى أن أعلنت سقوط الدكتور محمد مرسي يوم 30 يونيو 2013 الساعة الخامسة، وقلت إن الشعب هو من يمنح الشرعية وإنه صاحب الحق الأصيل والوحيد في إسقاطها وأن خروج الملايين اليوم بمطلب وحيد هو رحيل الرئيس مرسي هو إعلان بإسقاط المصريين لشرعية الرئيس وعليه أن يترك منصبه.. قد يتساءل البعض من أبناء الوفد لماذا أذكر كل هذه التفاصيل وبهذا الإسهاب اليوم؟.