السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في أزمة أوكرانيا.. «العين الحمراء» تعيد إسرائيل إلى صوابها

الأربعاء 09/مارس/2022 - 06:06 م

حاولت إسرائيل لعب دور دولي أكبر من مكانتها، عندما تدخلت في بداية الأزمة الأوكرانية- الروسية، معترضة على العملية العسكرية التي شنتها موسكو.

 

إلا أن موسكو سارعت بتوجيه رسالة شديدة اللهجة إلى تل أبيب مفادها: أنتم آخر من يتحدث عن القانون الدولي.. نحن لا نعترف بسيادتكم على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

 

وهاجم نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي إسرائيل، مكررًا عدم اعتراف بلاده بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وأنها جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.

 

وقال بوليانسكي: نشعر بالقلق إزاء خطط تل أبيب المعلنة لتوسيع النشاط الاستيطاني في مرتفعات الجولان المحتلة، الأمر الذي يتعارض بشكل مباشر مع أحكام اتفاقية جنيف لعام 1949.

 

ولم تكتف موسكو، بخطوة تعرية الممارسات الإسرائيلية الاستيطانية في الجولان، لكنها استدعت سفير تل أبيب، ألكس بن تسفي، وطالبته بشكل صريح بتوضيح موقف بلاده من الأحداث في أوكرانيا.

وعلى الفور، تراجع رئيس حكومة إسرائيل، نفتالي بينيت، ووزير خارجيته، يائير لابيد، ووزير دفاعه، بيني جانتس، عن تأييدهم الصريح لأوكرانيا.

 

وقال السفير الإسرائيلي لدى أوكرانيا، مايكل برودسكي، مرتبكا: «البيان الإسرائيلي لا يشكل إدانة صريحة لروسيا.. فقط، لهجته أقوى من مواقفنا المعتادة».

 

وجاء بيان الخارجية الإسرائيلية في هذا السياق، ليؤكد دعم إسرائيل، لوحدة أراضي وسيادة أوكرانيا، معربا عن قلق تل أبيب إزاء «رفاهية 8000 إسرائيلي في أوكرانيا، ومصير الجالية اليهودية، هناك».

 

ولاحقا، امتنعت إسرائيل عن دعم قرار في مجلس الأمن الدولي، يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا، رغم طلب الإدارة الأمريكية من الدولة العبرية تأييده، وفقا لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، الذي قال: رغم طلب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من إسرائيل، دعم قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، امتنعت إسرائيل عن القيام بذلك.

 

وتجنبت، إسرائيل، الاصطفاف بشكل واضح في الجانب الغربي (الأوروبي- الأمريكي)، مما دفع أوكرانيا للتعبير عن خيبة أملها في موقف تل أبيب.

 

وخلت مكالمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مع رئيس حكومة إسرائيل، بعد العملية العسكرية، من أي إدانة إسرائيلية لروسيا، فقط عرضت تل أبيب تقديم مساعدات إنسانية لأوكرانيا.

 

وفي هذا الإطار، لا يمكن فصل النهج الإسرائيلي في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، عن مسار الوضع الفلسطيني، خاصة بعد التدهور الواضح منذ صيف عام 2021، مع تصاعد المصادمات في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، إثر محاولة إسرائيل طرد عائلات فلسطينية من منازلها. 

 

فالأزمة الأوكرانية؛ وهي تعري السياسة الإسرائيلية، أعادت الاعتبار لإحدى قواعد المنطق التي تحرك العلاقات الدولية، وهي أنه لا يمكن تغيير النتائج، باتباع الطرق القديمة نفسها.

 

إن إظهار العين الحمراء، في أي تعامل مع إسرائيل، يبقي حتمية لإجبارها على التراجع. وهنا تظهر أهمية الاصطفاف الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، إذا كانت هناك رغبة حقيقية في انتزاع الحقوق المسلوبة من الخصم.

تابع مواقعنا