السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مفتي الجمهورية: ما قاله جماعة من الفقهاء بمنع إحداث الكنائس في بلاد المسلمين لها سياقها التاريخي

محاضرة مفتي الجممهورية
دين وفتوى
محاضرة مفتي الجممهورية
الثلاثاء 08/مارس/2022 - 02:41 م

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن ما قاله جماعة من الفقهاء، بمنع إحداث الكنائس في بلاد المسلمين أو بدء غير المسلمين بالسلام وغيرها؛ هي أقوال لها سياقاتها التاريخية وظروفها الاجتماعية المتعلقة بها؛ حيث تعرضت الدول الإسلامية للحملات الصليبية التي اتخذت طابعًا دينيًّا يغذيه جماعة من المنتسبين للكنيسة آنذاك، مما دعا فقهاء المسلمين إلى تبنِّي الأقوال التي تساعد على استقرار الدولة الإسلامية والنظام العام من جهة، ورد العدوان على عقائد المسلمين ومساجدهم من جهة أخرى، ولا يخفى أن تغيُّر الواقع؛ يقتضي تغيُّر الفتوى المبنية عليه.

وأضاف المفتي في ندوة نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، أننا ونحن نقلِّب صفحات التاريخ منذ أن وطأت قدم الإنسان الأرض إلى تلك اللحظة الراهنة؛ نجد دومًا أن الحضارة لا يمكن لها أن تزدهر إلا بعد أن ينبذ المجتمع عصبيته، ويداوي ما ترتَّب على جروح التشدد والصراع الغائرة، ويبدأ البناء في مناخ من التسامح والتعايش، والتجارب المحيطة بنا تثبت ذلك وتؤكده، فالتعايش السلمي والتسامح يدعمان الاستقرار، وهو التُّربة الخصبة لنمو الحضارة الإنسانية وازدهارها.

 

تحية الإسلام تضم معاني الرحمةوالتسامح

وتابع: المتأمل لتحية الإسلام، هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يجد أنها تضم معاني الرحمة والتسامح التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، التي كان حريصًا عليها قَولًا وسُلوكًا.

وأوضح: نعيش مفردة الرحمة والتسامح ما يقرب من 60 مرة على مدار اليوم في صلواتنا وعباداتنا، مُشيرًا إلى أننا يجب أن نجعل الرحمة سلوكًا ثابتًا في كافة تعاملاتنا مع جميع الناس.

وأكد أن جذور قيم التسامح مُتأصِّلة في الشريعة الإسلامية، مشددا على الأخوة الشاملة بين المؤمنين، حيث قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات: 10]، وهذه الأخوة تستدعي اتصافهم بصفة التسامح، وحسن المعاملة، فتسود روح المحبة بين جميع أفراد الأمَّة فيترفَّق القوي بالضعيف والكبير بالصغير، حتى تسود روح الأخوة بين الأمة أفرادًا وجماعات.

 الإسلام حدَّد الأصول التي يجب مراعاتها عند التعامل مع غير المسلمين

جاء ذلك  خلال ندوة نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي التي نظَّمتها كلية التربية بجامعة الأزهر، بحضور الدكتور خالد عرفان عميد الكلية، الدكتور جمال الهواري، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عطية عبد العال وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث.

واستكمل فضيلته: الإسلام لم يتوقَّف على إشاعة هذا الخلق القويم فيما بين المسلمين فحسب، بل تعدَّاه إلى غيرهم فجعله عامًّا بين بني البشر جميعًا.

واختتم فضيلة المفتي، قائلا: دستور الإسلام حدَّد الأصول التي يجب مراعاتها عند التعامل مع غير المسلمين، والتي تتلخَّص في آية الممتحنة، وأنَّ أساس تلك الأصول هو التسامح والعفو؛ الذي يعني التجاوز عن الذنب وإسداء الإحسان وفعل الخيرات.

تابع مواقعنا