الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تجاوزت 10 مليارات جنيه.. مبادرة إسقاط المديونيات طوق نجاة للفلاحين من مصير مجهول

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الإثنين 07/مارس/2022 - 09:20 م

خسائر كبيرة تكبدها الفلاحون المصريون، مؤخرا، بسبب تبعات جائحة كورونا، والتي كان من بينها تأثر حركة تصدير للخارج، وهو ما أضر بالعوائد الربحية للفلاحين، علاوة على كساد كثير من المحاصيل الزراعية بسبب تطرف الطقس والتغيرات المناخية، وهو ما تسبب في تلف وانخفاض إنتاجية عدد كبير من المحاصيل الزراعية والخضروات والفاكهة.. 

وبسبب الظروف المادية السيئة التي عصفت بالمزارعين خلال الفترة الماضية، خاصة صغار المزارعين، أطلق البنك الزراعي المصري مبادرة جديدة لإسقاط وتسوية مديونيات العملاء المتعثرين بقيمة إجمالية تزيد عن 10 مليارات جنيه، خلال 2021، ليستفيد منها عدد كبير من صغار المزارعين لتنقذهم هم وأسرهم، من مصير مجهول.

 

المبادرة أنقذت المزارعين وورثة المتوفين

 

أطلق البنك الزراعي المصري، ديسمبر الماضي، مبادرة جديدة بضوابط محددة لإسقاط وتسوية مديونيات العملاء المتعثرين بقيمة 4 مليارات جنيه، يستفيد منها 45 ألف عميل، وقد سبقها مبادرة تم إطلاقها في يناير 2021 لتسوية ديون متعثرة بإجمالي 6.3 مليار جنيه، يستفيد منها 328 ألف عميل.

وأدرجت المبادرة الجديدة 4 شرائح من العملاء المتعثرين، هم الأفراد العاديون ممن تبلغ مديونياتهم حتى 100 ألف جنيه في نهاية نوفمبر 2021، والعملاء المتوفين الذين لم يسدد قروضهم حتى نهاية نوفمبر 2021، والعملاء المتعثرين ممن يبلغ أصل مديونياتهم حتى 25 ألف جنيه حتى نهاية نوفمبر 2021، وإسقاط 50% من ديون العملاء المتعثرين للأفراد والشركات حتى 10 ملايين جنيه، على أن يقوم العميل بسداد 50% من أصل المديونية.

 

نقيب الفلاحين: المبادرة أنقذت الفلاحين من جشع التجار 

أشاد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، بالمبادرة التي أطلقها البنك الزراعي المصري لإسقاط وتسوية مديونيات العملاء المتعثرين، مشيرا إلى أنها كانت مطلب لكل المُهتمين بالشأن الزراعي، لأن ظروفا قهرية وراء تعثر المزارعين عن سداد هذه القروض، وهي ناتجة عن جائحة كورونا والتغيرات المناخية، وكلاهما سبب خسائر كبيرة للمزارعين.

وأضاف أبو صدام، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن المبادرة ساهمت في حل مشكلة ورثة المتوفين من العملاء المتعثرين، الذين لم يستطيعوا التعامل مع البنك بسبب هذه الديون، حتى أسقطت المبادرة كامل مديونيات العملاء المتوفين دون تحديد حد أقصى للمديونية، وأتاحت لهم فرصة التعامل مره أخرى مع البنك.

وأشار نقيب الفلاحين إلى أن المبادرة أنقذت المزارعين من جشع التجار لأنهم كانوا يضطرون للتعامل مع التجار والذين يستغلون الفلاحون ويجبرونهم على توقيع إيصالات أمانة وفي مقابلها يحصل التاجر على المحصول بسعر بخس، علاوة على أنهم كانوا يحتكرون المحاصيل الزراعية إذ يتوجب على الفلاح بيع محصوله إلى التاجر حصرا مقابل الأموال التي اقترضها منه، موضحا أن التجار استغلوا عدم إمكانية الفلاحين التعامل مع البنك، وهذه المبادرة ستعيد إلى الفلاح حريته. 

المبادرة تنقذ أبوزيد من الحبس 

من جانبه يقول على أبوزيد، مزارع من محافظة أسيوط، وهو أحد المستفيدين من المبادرة، حيث إنه يمتلك 5 أفدنة من الرمان وقد تضرر كثيرا العام قبل الماضي بسبب توقف حركة التصدير إلى الخارج، فأغلب إنتاجه كان يصدر للخارج ومنه ينفق على أسرته وأرضه ومستلزمات الزراعة الخاصة به، والمبيدات الحشرية وباقي مستلزمات العملية الإنتاجية. 

وأضاف أبوزيد لـ القاهرة 24، أنه اقترض 500 ألف جنيه من البنك الزراعي مسبقا، لزوم تطوير العمل بمزرعته ولوازم أخرى، وكان يسدد بانتظام ولكن بعد توقف التصدير إلى الخارج وتضرر الماحصيل الزراعية الموسم قبل الماضي، تراكمت المديونية عليه وبات مشتتا بين الإنفاق على أسرته والإنفاق على أرضه ومستلزمات الإنتاج، ولم يتمكن من سداد المديونية وتراكمت عليه المديونية وفوائدها، وكان مهددا بالحبس أو ان يبيع جزءا من أرضه لسداد دينه للبنك، لأنه لم يرتض أن يُسجن.

وأكد أن مبادرة البنك بإسقاط ديون الفلاحين أنقذته من السجن، وحافظت على أرضه والتي تساوي العرض في الصعيد، لأنها هي المصدر الوحيد للدخل له ولأسرته. 

 

رئيس البنك الزراعي: لا نهدف للربح.. ونحن بيت الفلاح 

يقول علاء فاروق، رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري، إن البنك مُخصص لتلبية جميع احتياجات الفلاح، والمرأة الريفية، لتحقيق أقصى استفادة للمزارعين، موضحا أن البنك غير هادف للربح، فهو بيت الفلاح.

وأضاف فاروق، في تصريحات تلفزيونية، أنه بموجب المبادرة الأخيرة للبنك يتنازل البنك عن جميع القضايا والمنازعات القضائية فور إتمام التسوية، ورفع اسم العميل من قائمة العملاء المتعثرين في شركة آي سكور للاستعلام الائتماني، وعودة العميل التعامل مع الجهاز المصرفي مجددا والاستفادة من مبادرات المركزي مثل التمويل العقاري والقروض المدعمة، والقروض الشخصية الأخرى، مشيرا إلى أنه جرى إسقاط المديونية التي تبلغ 25 ألف جنيه بشكل كامل عن الفلاح.

 

مزارع: نقترض من البنك لتلبية احتياجاتنا المادية 

وعلى غرار أبوزيد، ابن محافظة أسيوط، استفاد ماهر محسن ابن محافظة بني سويف من مبادرة البنك أيضا، بعدما أسقط البنك مديونية عليه كانت تُقدر بـ70 ألف جنيه، اقترضها لمساعدته في توفير احتياجات أسرته المادية، ولكنه تعثر في السداد بسبب الحرارة الشديدة التي حدثت في مصر الموسمين الماضي وقبل الماضي، وتسببت في ضرر بالغ لمحصول اليوسفي الذي ينتظر إنتاجه من عام إلى آخر، ما تسبب في تعثره عن سداد القرض. 

وأضاف محسن لـ القاهرة 24، أن البنك الزراعي هو القبلة الأولى للفلاح وهو يعتبر شريك الفلاح، مؤكدا أن عائد الزراعة هذه الأيام غير مُجدي ولا يفيد الفلاحين كثيرا ولا يمكنهم من الوفاء باحتياجات أسرهم المادية، ما يدفعهم للاقتراض من البنك، ووجه الشكر لإدارة البنك والحكومة على هذه المبادرة التي أنقذتهم هم وأراضيهم. 

تابع مواقعنا