في ذكرى وفاة الأفغاني.. كيف أحيت العروة الوثقى العالم الإسلامي من جديد؟
تحل اليوم ذكرى وفاة جمال الدين الأفغاني، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 7 مارس عام 1897، وهو مفكر إسلامي، وداعٍ إلى الحداثة الإسلامية، ومن أوائل الداعين إلى الوحدة الإسلامية في القرن التاسع عشر.
يُعد جمال الدين الأفغاني من أبرز الصحافيين والكُتَّاب ورجال السياسة في القرن التاسع عشر في مصر، وينتمي إلى الأفغان وجاب بلاد العالم من شرقها لغربها، فرحل إلى الهند وتركيا وفارس وأوروبا وبلاد العرب، واستقر في مصر في فترة كبيرة من حياته.
وعند مجيئه إلى مصر، أصّر عليه وزير الخديوي إسماعيل أن يستقر بها، وكان الأخير يُدرك قيمة جمال الدين الأفغاني، وما يحمله من علم، فقرر إعلاء شأنه وجعله واحدًا من العلماء المصريين، وأخذ الطلاب وتلامذة العلم يفِدون إليه من جميع أرجاء مصر، لينهلوا من علمه ويستفيدون.
جريدة العروة الوثقى.. رسالة الأفغاني إلى الأمة التائهة المكلومة
بعد الثورة العرابية، وفي باريس، وبالاشتراك مع تلميذه محمد عبده؛ كانت ميلاد العروة الوثقى على يد جمال الدين الأفغاني، ولم يستطع التاريخ أن ينكر أثرها، وصدرت تبعًا لجمعية العروة الوثقى التي تستهدف لمّ الشمل، وإعادة القوة إلى الشخصية الإسلامية.
كانت العُروة الوثقى تحت إدارة جمال الدين الأفغاني، ومن كتابة وتحرير الشيخ محمد عبده، وكانت سامية المعاني، بليغة العبارة؛ تسعى إلى درء المفاسد، وإدراك الروح المعنوية لدى المسلمين؛ الذين غزا الغرب نفوسهم قبل بلادهم.
تمثيل العروة الوثقى للروح الإسلامية وبثها العزم في النفوس
بعثت العُروة الوثقى في العالم العربي والإسلامي بعثًا جديدًا، رغم أنها كانت تصدر من باريس، وتجوب أقطار البلدان الإسلامية، إضافة إلى أنها كانت تعطي قارئها الحماس والقوة للدفاع عن الإسلام، والدعوة إلى التكاتف، وتحرير العقول من أسر الأفكار الغريبة التي تركها الاحتلال في بلاد الإسلام.
واستهدفت جريدة العروة الوثقى؛ فئات الشباب الناشئين، واتخذت شعار إيقاظ الروح الإسلامية، وبث العزيمة في الأمم، خاصة الشرقيين، وكان لها أثرًا كبيرًا رغم قصر المدة التي صدرت فيها ومصادرة الاحتلال لها، ولم تدخل مصر ولا الهند لهذا السبب، وصدر من أعدادها 18 عددًا في الأقطار العربية والإسلامية.
