فلسطين والشعر.. عبد الوهاب البياتي يرصد أحوال الملاجئ
الأديب لا ينفصل عن قضايا عصره، وواحدة من القضايا التي شغلت حيزا كبيرا في إبداع الأدباء وفي القلب منهم الشعراء القضية الفلسطينية، وكان الشعر له دور كبير في استحضار فلسطين ومأساتها.
الشاعر عبد الوهاب البياتي يعد واحدًا ممن كتبوا عن القضية الفلسطينية، وذلك في قصيدة له يتحدث فيها عن ما حال إليه أمر الفلسطينيون وحياتهم في الملاجئ.
يا مَنْ رأى أحفاد عدنانٍ على خشب الصليب مُسّمرينْ
النمل يأكل لحمهمْ
وطيور جارحة السنين
يا مَنْ رآهم يشحذون
يا من رآهم يذرعون
ليلَ المنافي في محطات القطار بلا عيون
يبكون تحت القُبعاتِ،
ويذبلونَ،
ويهرمونْ
يا مَنْ رأى يافا بإعلانٍ صغيرٍ في بلاد الآخرينِ
يافا على صندوق ليمون معفرة الجبين
يا مَن يدق البابَ،
نحن اللاجئين
مُتنا
وما يافا سوى إعلان ليمونٍ،
فلا تُقلق عظام الميتين
الآخرون هُمُ الجحيم
الآخرون هم الجحيم
باعوا صلاح الدينِ،
باعوا درعه وحصانه،
باعوا قبور اللاجئين
من يشتري؟ الله يرحمكم
ويرحم أجمعين
آباءكم، يا محسنون ؟
اللاجئَ العربي والإنسان والحرف المبين
برغيف خبزٍ
إن أعراقي تجف وتضحكون
السندباد أنا
كنوزي في قلوب صغاركم
السندباد بزي شحاذٍ حزين
اللاجئُ العربي شحاذ على أبوابكم
عارٍ طعين
النمل يأكل لحمه،
وطيور جارحة السنين
من يشتري؟ يا محسنون!
الآخرون هم الجحيم
الآخرون هم الجحيم
العار للجبناءِ،
للمتفرجينْ
العار للخطباء من شرفاتهم،
للزاعمين...
للخادعين شعوبهم
للبائعين
فكلوا، فهذا آخر الأعياد، لحمي
واشربوا، يا خائنون!
عبد الوهاب البياتي في سطور
والشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي، أحد أعلام شعر التفعيلة أو ما يسمى بالشعر الجديد في الوطن العربي.
وهو من مواليد عام 1926 وتوفي عام 1999، وله العديد من الدواوين الشعرية منها: رسالة إلى نظم حكمت، أباريق مهشمة، ملائكة وشياطين.