الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بولا وجيه يكتب: مش بالمجموع

الإثنين 28/فبراير/2022 - 08:08 م

في 2016 بعد ما نتيجتي في الثانوية العامة طلعت، قررت أدخل كلية إعلام من حبي في الصحافة، وأني كنت بتمنى طول عمري من وأنا لسة عيل صغير في ابتدائي، أني لما أكبر أكون صحفي أو كاتب، عكس كل صحابي اللي كانوا بيبقوا عايزين يكونوا دكاترة أو مهندسين.

وخصوصًا أن وقتها مجموعي مكانش كبير، وفي نفس الوقت كان التقصير في المذاكرة جاي نتيجة أني وقتها كنت قررت أخد قرار غيّر مجرى حياتي بالكامل، لأن وقتها كنت قررت أنقذ نفسي من السمنة المفرطة وأبدأ أخس بدل ما أموت في أي لحظة بعد ما وصلت لـ250 كيلو، فخسيت وحسيت أن جه الوقت اللي أبدأ فيه رحلة الصحافة اللي حلمت بيها من وأنا طفل.
لكن الغريبة في الجامعات الخاصة، لقيت أن الموضوع أكبر من مجرد مجموع، أو أعداد بتتقبل، لكن حتى كليات الإعلام وبعض الكليات التانية محتاجة لوسايط وحاجات كتير علشان تقدر تدخلها فعلًا، ويمكن أكتر حاجة استفزتني، مش الجامعة الأولى اللي قالتلي أنت أقل من المجموع اللي إحنا عايزينه بـ0.03% أيوة زي ما قرأت كدا، 3 من مية في المية، اللي هو مش موجود أصلًا، لكن الجامعة اللي كانت بعدها اللي سألوني سؤال عظيم بعد ما نجحت في اختبارات القبول، سألوني: "إيه مشكلة رجلك؟"، وكأن دراستي أو حياتي هتبقى مربوطة برجلي، مش مربوطة بمجهودي أو شغفي أو بأي حاجة بقدمها في الحاجة اللي عيشت بحبها وبتمناها من وأنا لسة عيل.

لكن لأن ربنا حنين ودايمًا بيحب ميكسرش بخاطر أي حد، وقتها عائلتي قرروا يخلوني أدرس برة في جامعة في روسيا، وفعلًا قدمت وجالي القبول والدعوة وسافرت، الغريبة أني اتسألت من دكتورة في أول سنة عن مشكلة رجلي، بس مش علشان تقول لي هتدرس ازاي، لكن علشان تسهل لي الدنيا شوية، وقالتلي مش مهم تيجي كل يوم علشان متتعبش رجلك، وقت ما متقدرش، خليك واتصل بيا وأنا هشرحلك كل حاجة، ولقيت الدكاترة في روسيا عمومًا بيحاولوا يسهلوا الدنيا مش علشان حاجة، على قد ما هو علشان يدّوا حافز للناس، ويغيروا من الناس، وأن علشان حتى لو شايف أنت نفسك وحش، إحنا جنبك لحد ما تنجح وتتغير، لأن مش معنى وقعت في فرصة، أن مفيش فرص هتجيلك تاني، لا بالعكس الفرص هتفضل موجودة ومتاحة طول ما أنت عايش وفيك النفس وبتحاول.

لكن الحقيقة اللي خلاني افتكرت الكلام ده، لما قرأت خبر منشور في جريدة مصرية تصريح لخبير تربوي، طالع في الوقت الحالي، يقول أن الطلبة المسافرين لروسيا وأوكرانيا سافروا علشان مجاميعهم قليلة ومفيش جامعات تقبلهم في مصر، وكأن المجموع هو نهاية الحياة، وعلشان سافروا ودلوقتي حاصلة ظروف عالمية، فمش فاهم، المفروض منرجعهمش من هناك مثلًا أو نخاف عليهم؟، ولا هما خلاص مادام مجابوش مجاميع "ديتول" في الثانوية العامة يسقطوا من حساباتنا؟.


أنت مش بتتكلم في الوقت الحالي على 3000 طالب مصري في أوكرانيا بس، ولا عدد أكبر من ده بكتير في روسيا بس، لا أنت بتتكلم على عائلات بأكملها قلبها بيراقب كل اللي بيحصل وسط خوف ووسط قلق ومش في حمل أي كلمة تخوفهم أكتر أو تقلقهم على عيالهم اللي اتغربوا وأهاليهم استحملوا ضغوط أكبر علشان يوفروا لعيالهم تمن التعليم ده، علشان يفرحوا بيهم زي ما كانوا بيتمنوا.

ولكن زي ما فيه كلام بيطلع من ناس مينفعش في الوقت الحالي، لازم أني أتوجه بالشكر لمعالي الوزيرة "نبيلة مكرم"، اللي من أول الأزمة وهي مهتمة وبتتابع، وبشكر كل مسئول حقيقي بيخاف علينا، لأنه بيحسسنا بقيمتنا في أي مكان برة، وبيخلي راسنا مرفوعة وسط كل دول العالم.

تابع مواقعنا