إغماءات ومعاملة سيئة.. رحلة 13 ساعة سيرًا على الأقدام لمصري عالق على الحدود البولندية
أوضاع صعبة يعيشها المصريون الفارين من نيران الحرب والقصف الروسي الذي يتواصل لليوم الثالث على التوالي في أوكرانيا، حيث تفرق شملهم للمرة الثانية بعد تركهم لوطنهم، متجهين إلى أقرب حدود مع أوكرانيا.
الحدود البولندية الأوكرانية هي واحدة من الجهات التي سارع إليها الطلاب المصريون خاصة بعد إعلان الدولة السماح للنازحين من الحرب الأوكرانية بالدخول إلى أراضيها، لكن الرحلة إلى المعابر الحدودية لم تحمل سوى كل سيئ، أو كما وصفها يحيي وهو أحد الطلاب العالقين على الحدود البولندية، حيث أشار إلى أنها "أسوأ من الحرب في أوكرانيا نفسها".
إغماءات ومعاملة سيئة
وكشف الطالب المصري العالق على الحدود البولندية ضمن الكثير من النازحين، عن كواليس الانتظار على الحدود مع الجارة بولندا، موضحا أنهم قطعوا مسافة 50 كيلومتر، لمدة 13 ساعة متواصلة حتى الوصول إلى المعابر الحدودية.
وأضاف يحيي في تصريح خاص لـ القاهرة 24، أنه خرج من مدينة ايفانو-فرانكيفسك الواقعة جنوب غرب أوكرانيا والتي تبعد عن الحدود البولندية بنحو 3 ساعات ونصف الساعة، مشيرا إلى أن صفوف الانتظار عبر تلك الحدود وحتى المعبر بلغ طوله 50 كيلومتر، ما أدى إلى قطعهم تلك المسافة سيرا على الأقدام.
وأكد الطالب المصري أنه بعد مسافة 20 أو 25 كم قبل الوصول إلى المعابر البولندية، يوجد نقاط تفتيش يتواجد بها ضابط أوكراني الجنسية لتنظيم عملية العبور، إلا أنه يعامل النازحين على تلك الحدود معاملة سيئة وسباب وألفاط نابية باللغة المحلية موجهة للعابرين والأجانب العالقين على الحدود الأوكرانية مع بولندا.
وأشار يحيي في تصريحه لـ القاهرة 24، إلى أن ضابط الحدود الأوكراني هذا يوجه السلاح في وجه النازحين من نار القصف الروسي، بما فيهم النساء والأطفال وكبار السن، وفي حالة تجرأ أحد العالقين ورد أو اعترض على ما يفعله يقوم الضابط الأوكراني بضربه بظهر سلاحه.
ولفت يحيي إلى أن التكدس والأعداد الهائلة التي تنتظر على المعابر الحدودية مع بولندا وتدافعها، دفعت الجنود على الحدود لضرب العالقين مما تسبب في وجود حالات إغماءات، وإجراء الإسعافات الأولية لمساعدة الحالات المصابة.
السفارة المصرية لا ترد
أما عن التواصل مع السفارة المصرية في وارسو، أوضح الطالب المصري يحيي والذي يعاني أيضا من مشكلات صحية في القلب وضغط الدم، أنه العالقين المصريين حاولوا مرارا وتكرارا التواصل مع السفارة لكن دون جدوى ولا أحد يرد على الاتصالات.
الأوضاع الصعبة على الحدود مع بولندا جعلت يحيي وزملائه في مأزق حيث أكد أن الوضع على الحدود أسوأ من الحرب في أوكرانيا نفسها، مشيرا إلى أن سوف يضطر إلى العودة مرة أخرى إلى ايفانو-فرانكيفسك، خاصة في ظل الأوضاع العذائية السيئة.