الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

علي جمعة: رحلة المعراج إعجاز فريد خص الله به سيد الخلق

الدكتور علي جمعة
دين وفتوى
الدكتور علي جمعة
الأربعاء 23/فبراير/2022 - 11:45 م

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن رحلة المعراج هي إعجاز فريد خص الله سبحانه به سيد الخلق سيدنا محمد، دون غيره من الخلائق.

في لحظة لطيفة خاطفة صعد من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا

وكتب علي جمعة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: في لحظة لطيفة خاطفة صعد من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا ومنها إلى سدرة المنتهى وهو ما يعد كشفا كليا للغيب، وخروجا كاملا عن قوانين الأرض، وتجاوزا لا تستطيع بلوغه حواس الإنسان ومداركه.

وتابع علي جمعة: ومما يجدر ذكره في هذه المعجزة الكبرى أنها أخذت بيد النبي ليتجاوز عوالم الكون ومحددات الوجود، وهي عوالم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، مردفًا: أما عالم الزمان فقد سبق القول ببيان كيف طوى الله عز وجل لنبينا الزمان بما لا تبلغه العقول ولا تستوعبه الأفهام إلا إذا أدركت تلك العقول نفحات من الإيمان.

وأردف علي جمعة: وأما عالم المكان فإنه تجاوز كل مكان وصله مخلوق، من نبي مقرب أو ملك مرسل، حيث تجاوز السماوات السبع إلى سدرة المنتهى، إلى حيث شاء الله عز وجل بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

وأضاف علي جمعة: وتجاوز أيضا عالم الأشخاص مع ما لهم من الحب والكرامة عند الله سبحانه سواء أكانوا أنبياء أم مرسلين أو ملائكة مقربين بداية من آدم في السماء الأولى مرورا بعيسى وموسى من أولي العزم حتى أبي الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم، بل تجاوز الأمين جبريل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فقال له نبينا: أفي هذا المكان يفارق الخليل خليله، فأشار جبريل إلى قوله تعالى: وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ.

وواصل علي جمعة: وبخصوص عالم الأحوال فقد فاق رسول الرحمة كل المقامات وبلغ أعلى الرتب والدرجات فإنه تجاوز مراتب المرسلين ومر على أحوال الملائكة المقربين الذين وصفهم الله بقوله: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ، وقال عن السماوات: ما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم، ولم يتحمل جبريل أنوار جلال الله تعالى، فترك رسول الله يدخل على تلك الأنوار وحده ويتلقى الوحي والعلم والفضل من الله عز وجل دون واسطة جبريل ليفضل الجميع بما تلقاه في تلك الحال ويتحقق تفرده كما قال سبحانه: وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا.

وأوضح علي جمعة: ولقد ظهرت هذه المعاني كلها بعوالمها الأربعة في قوله تعالى: وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى.

القضية الأولى في معجزة المعراج

وأردف علي جمعة: تلك كانت القضية الأولى في معجزة المعراج، وهي الخروج الكلي عن قوانين البشر وغيرهم في الحياة الدنيا، لتكون مثالًا ناصعًا وحجة واضحة لالتقاء عالم الغيب وعالم الشهادة، إظهارًا لقدرة الله تعالى ولفضل النبي محمد، ومنها ننتقل إلى القضية الثانية التي تجلت في الإسراء والمعراج معا، وهي اجتماع الرسول بإخوانه من رسل الله وأنبيائه في طريق صعوده إلى سدرة المنتهى وفي هذا تأكيد على وحدة الرسالة التي أرسلوا بها جميعا إلى أهل الأرض وهي نشر عقيدة التوحيد وتحرير البشرية من نير عبودية العباد إلى شرف عبودية رب العباد وحده لا شريك له.


 

تابع مواقعنا