لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية تعقد مؤتمرا صحفيا لإعلان تسليم الجائزة لعام 2022
عقد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، لقاءا افتراضيا، عصر اليوم الثلاثاء عبر منصّة zoom، مع عدد من الصحفيين الذين سيشاركون في حفل تسليم جائزة زايد للأخوّة الإنسانية.
جائزة وثيقة الأخوة الإنسانية
تحدّث المستشار عبد السلام عن ولادة ومسيرة هذه الجائزة التي ولدت من توقيع وثيقة الأخوّة الإنسانية من قبل الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس، تلك اللحظة التاريخية، والتي ولد منها العديد من المبادرات العالميّة والمهمّة والمؤثِّرة أيضًا وكان أول هذه المبادرات الإعلان عن مشروعين من أهم المشاريع العالميّة التي ينظر إليها العالم اليوم بتقدير واحترام وهما مشروع بيت العائلة الإبراهيميّة الذي أُعلن عنه بعد توقيع وثيقة الأخوّة الإنسانيّة بدقائق من نفس منصّة الحدث في الرابع من شباط فبراير عام 2019 ووقع حجر الأساس لهذا المشروع الإنساني والحضاري فضيلة الإمام الأكبر مع أخيه البابا فرنسيس، وأخيهما الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وتابع أمين عام الأخوة الإنسانية: لقد كانت هذه لحظة تاريخية شهدها العالم كلّه، في هذا اليوم أيضًا ومن هذه المنصّة أُعلن عن جائزة مبادرة أخرى مُنبثقة عن هذه الوثيقة، وهي جائزة زايد العالميّة للأخوّة الإنسانيّة، وأعلنت دولة الإمارات الراعية لهذه الجائزة التي تحمل اسم وإرث المؤسس الراحل الحكيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، أن هذه الجائزة في أوّل دورة لها بشكل رمزي وفخري لا يمكن أن تذهب إلا إلى من قدموا هذه الوثيقة ومن قدموا هذا النموذج للعالم وهما البابا فرنسيس والإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيّب، طبعًا الجائزة هي الجائزة الأولى من نوعها في العالم التي توجّه مباشرة إلى الأخوّة الإنسانيّة بمفهومها العام وبمفهومها الخاص وبمفهومها الديني والاجتماعي والإنساني والحضاري، فالأخوّة الإنسانية هو مصطلح عام يشمل كل شيء جيّد في هذه الحياة.
وأضاف عبد السلام، أن هذه الجائزة أيضًا هي الأولى من نوعها التي تخرج من منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي إلى العالم وتهدف إلى تعزيز إسهامات الأفراد والكيانات في مجال الأخوّة الإنسانيّة وتحفِّزهم على بذل الجهود للمزيد من التعايش والتضامن الإنساني، مشيرا إلى أن الجائزة قيمتها مليون دولار سنويًّا وتوضع هذه القيمة تحت تصرُّف اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية من وقف الشيخ زايد رحمه الله حتى عندما تقرّر لجنة التحكيم التي تُشكّل بشكلٍ سنويّ – لجنة تحكيم دوليّة مستقلّة تمامًا – وتفحص جميع الترشيحات التي ترِد إليها من حول العالم ثُمَّ تُقرِّر في النهاية قرارًا منفردًا مُستقلًا بمنح الجائزة إلى ربما شخص أو شخصين أو أكثر، سواء كان كيان أو مؤسسة أو إلى دولة أو إلى جمعية أو إلى قرية في مكان ما في العالم، تُقرِّر اللجنة أن تمنح هذه الجائزة وبعد ذلك تقوم اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية بتوجيه قيمة الجائزة إلى الفائز أو الفائزين بعد تلقّي هذا القرار من لجنة التحكيم.
وأوضح الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن الدورة الأولى للجائزة من خلال التحكيم كانت في سنة 2021 وهي الدورة الثانية للجائزة والأولى لعمل لجنة التحكيم تمَّ اختيار الأمين العام للأمم المتّحدة لجهوده العظيمة في مفوّضيّة اللاجئين ولتقدّمه بمبادرة إلى مجلس الأمن وإلى الأمم المتحدة لوقف الحروب في فترة الجائحة التي كان يعاني منها العالم بأسره وحظي على موافقة من كلِّ دول العالم على ذلك، ومعه في الوقت عينه وعلى قدم المساواة الناشطة المغربيّة الفرنسيّة لطيفة بن زياتن هذه الأم التي كرّست حياتها بعد مقتل ابنها على يد متطرِفين لتنشر الخير والحب والسلام وتحاول أن تشرح قصّتها وسط الشباب لتُحصِّنهم من الوقوع في فخ وبراثن الفكر المُتطرِّف.
وفي ختام اللقاء، أشار الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية إلى أنَّ هذا اللقاء هو للإجابة على تساؤلات الصحفيين حول هذه الجائزة، التي سيكون هناك حفل متميِّز لها ستُعلن فيه أسماء الفائزين في هذه الجائزة وسيكون بحضور مميّز من لجنة التحكيم واللجنة العليا للأخوّة الإنسانية وبعض القادة على أن يكون هناك أيضًا مشاركة افتراضية من قبل البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر.
وأنهى الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية حديثه بالتأكيد أن هذه الجائزة التي ولدت منذ ثلاث أعوام قد أصبحت في مصاف الجوائز العالمية وأوشكت أن تنافس الجوائز العالميّة الكبرى، فالعام الماضي كان هناك ترشيحات من حول العالم ربما وصلت إلى خمسين ترشيح، أما هذا العام فالترشيحات تجاوزت المائتي ترشيح من جميع مناطق العالم وهذا يدلُّ على أنَّ الجائزة أثرها يزداد كل عام وهذا أمر يدعو إلى الفخر، وأيضًا ما يدعو أكثر إلى الفخر هو أنَّ الرعاة الثلاثة لمشروع الأخوَّة الإنسانية صاحب السمو الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان حفظه الله وقداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر حريصون على أن تبقى هذه الجائزة محايدة تمامًا ومستقلّة وأن تواصل عملها بنزاهة بطريقة حيادية دون أن تتخذ أي منحى سياسي أو إيديولوجي ولا تريد إلا أن تدعم مبادرات وقيم ومبادئ الأخوّة الإنسانيّة.