جنون.. قصيدة للشاعر عبد الرحمن مقلد
عبد الرحمن مقلد، شاعر وصحفي مصري، من مواليد 15 أكتوبر عام 1986، تخرج في كلية دار العلوم بالقاهرة في العام 2007، وترجمت العديد من نصوصه إلى الفرنسية، كما أنه حاز على أفضل ديوان شعر من الهيئة العامة لقصور الثقافة.
دواوين الشاعر عبد الرحمن مقلد
من أعمال الشاعر عبد الرحمن مقلد الإبداعية: ديوان مساكين يعملون في البحر، وديوان نشيد للحفاظ على البطء، وديوان عواء مصحح اللغة، وهذه قصيدة له بعنوان جنون.
وإلى نص القصيدة:
تفتحُ بابَ المصحةْ
تخرجُ منتصرةْ
مثلَ مَلِك..
لا تنظري إلى الوراءِ
انظري نحو القمرْ
نحو الحبيبْ
الذي أدخلِك
بابَ المسرةْ...
تدخلُ مُستَغْرِبِة
مثل ملاكْ..
واصلي هذا الهروب
واصلي حتى الهلاكْ
واصلي هذا السفرْ
في الطريقِ للحبيب
أمسَكوا الهاربة
قالوا ادخلي
فدخلتِ من بابِ المصحةْ...
لتغفري..
اغفري لوالديك، لأخيك
اغفري للظروفِ، اغفري الخطأ
كأن أمس امّحى، واغلقي باب المصحة خلفك
لا تفتحي إلا لشمس الضحى
لا تدخلي سوى طيورٍ تحرسُ الجذوة في جسمك المرتعد
أشعلها - ذات يوم - سائقُ نقلٍ وابتعد
يسحب قلبكَ خلفِه
وقلبك المنتشي
يطيرُ ثم يسقطُ مغمى عليه..
قلبٌ كهذا
تحملينَ كالخطيئةْ
طفلَ زنا
طاهرًا ومدنّسَا
خبئيه في السريرِ
خبئيه هاهنا
لا تخرجيه للعوامِ
عيّنِي جِنًّا عليه حارسَا
خصي به روحًا جريئةْ
تولد في ذاتَ ليلةِ حب، ذات جنونٍ غير هذا
غير أن تحطمي ما تجدين في يديك..
هذا الجنون وفرِيه، نحتاجه ذات يومٍ
يومَ يعود سائقٌ بعد سفرْ
يَصْنَعُ من هزات نشوةْ
غيرَّ هذا الواقع
غيرَ هذا كله
لن يكونَ قسوةٌ
لا خطرْ
لا كدماتٌ، صدرك لن يتألمَ
لن تمس شفتيك قبلةٌ مغتصبةْ
لن يُلحقوا مُستَلَبةْ
في هذه المرةِ تدربي على الهروبِ
لن تخبطي بابَ المصحةِ هكذا
سترجعين ملكةْ
وحدي أرى هذي العيونَ المُربِكةْ
أعرف هذي النظراتِ
يُلقي بها صاحبُها
الجنون، أن نظل، هنا، أسرى، الوجومِ..
لكنها أحلامنا المؤجلة، صدقي
أن نطلق الأحصنة المعطلة/ صدقي
تنتهي للجنوحِ
تخرق هذي الأطر، صدقي
ستوصل الحلوةَ حتى القمر
صدقي في النظرات
اجهزي
واستعدّي للهروب
الحبيبُ عائدٌ يحرث في الطرق
والوعودِ الآجلة بعد غدٍ سيحين قطفها
سيحين موعدٌ للجنونِ
الحبُ واللذّةُ والارتعاشُ
القبلاتُ المتصلةْ
لا القبل المغتصبةْ
من جثةٍ مستلبةْ
تقبع في حزنها
خلف بابِ المصحة