القصة الكاملة| لماذا تدق طبول الحرب في أوكرانيا؟
أصبحت الأزمة الأوكرانية وطبول الحرب التي تتربص بها هي القضية الأبرز على الساحة العالمية خلال الفترة الحالية، ولكن لا يزال البعض يتساءل عن السبب الرئيس وراء هذا التصعيد، الذي يستدعي ذكرى الحربين العالميتين الأولى والثانية.
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتكوين منظمة الأمم المتحدة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، انقسم العالم بشكل إلى المعسكر الشرقي الذي يضم روسيا والتي تعمل جاهدة على الحفاظ على الدول والكيانات التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي يومًا ما، والمعسكر الغربي الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الأوروبيين، وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها.
وعلى مدار عشرات السنوات الماضية التي تلت انتهاء الحرب العالمية الثانية، سعى كلا المعسكرين إلى استقطاب حلفاء له، فأصبحت روسيا والصين معسكر واحد، وعملتا على استقطاب دول أخرى مثل بيلاروسيا وغيرها من الدول الصغيرة نسبيًا، فيما استقطبت الولايات المتحدة الدول الغربية ودول الاتحاد الأوروبي.
وفي هذه الأثناء عملت على دعم أوكرانيا، وهي إحدى أهم الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي قديمًا، والتي شهدت كارثة تشيرنوبيل النووية، التي كانت إحدى أهم أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي.
عملت الولايات المتحدة الأمريكية على دعم أوكرانيا واستقطابها، وجذبها كي تصبح في صفوف الغرب، وذلك من خلال دعوتها لدخول حلف شمال الأطلسي الناتو، والذي يضم الدول الأوروبية والغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فضلًا عن جذبها اقتصاديًا أيضا للمعسكر الغربي من خلال دعوتها لدخول الاتحاد الأوروبي، وبذلك تصبح أوكرانيا الدولة التي تقع على الحدود الروسية تابعة عسكريًا للناتو، واقتصاديًا للاتحاد الأوروبي.
من جانبها لا تخشى روسيا فقط على مصالحها الاستراتيجية، من خلال استقطاب قوى الغرب لأوكرانيا الدولة التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي يومًا ما، بل أيضًا ترغب في تأمين حدودها التي تسربت منها القوى الغربية نحو روسيا أثناء الحرب العالمية الثانية، فقال تيم مارشال صحفي بريطاني شهير في لقاء مع شبكة CNN إن: هناك سلسلة جبال تمتد عبر أوروبا، وجبال الكاربات، من بحر البلطيق هنا، حيث يبدأ الكاربات هناك، هذه أرض مستوية، ومن خلال تلك الأرض المسطحة جاء نابليون والفرنسيون وهتلر والألمان والعديد من الآخرين الذين غزوا روسيا من هذا الاتجاه، وهذا يجعل روسيا متوترة للغاية.
لذلك، فهي تسعى إما إلى سد هذه الفجوة باحتلالها، أو إن لم يكن كذلك، حيث تنفتح الأرض على أرض مستوية، فإنها تريد على الأقل السيطرة عليها.
كما أشار إلى أنه في عام 2014، كان رد فعلها هو احتلال ثم ضم جزء من شبه جزيرة القرم في أوكرانيا وموانئ المياه الدافئة في سيفاستوبول، والتي تتيح للأسطول الروسي الوصول من البحر الأسود إلى البحر المتوسط، ومن هناك إلى ممرات المحيطات الكبرى في العالم.
مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق في لقاء مع القاهرة24: الغزو الروسي لأوكرانيا بات قريبًا للغاية
قال الجنرال مارك كيميت، مساعد وزير دفاع الولايات المتحدة الأمريكية لشئون الشرق الأوسط السابق، إن المفاوضات بين الولايات المتحدة وحلف الناتو مع روسيا؛ التي تم عقدها على ثاني أعلى مستوى بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ونظيره الروسي سيرجي لافروف؛ وصلت إلى طريق مسدود، مؤكدًا عدم إحراز أي إنجازات حتى الآن.
وأفاد الجنرال كيميت في تصريح خاص للقاهرة 24، بأن غزو روسيا لأوكرانيا أصبح قريبًا للغاية، مشيرًا إلى أن احتمالية إقدام روسيا على غزو أوكرانيا بالفعل خلال الفترة القليلة المقبلة، تُمثل النسبة بين 40 % إلى 60 %.
ويرى المسئول الأمريكي السابق، أن روسيا لن تقدم على غزو أوكرانيا في حالة واحدة، وهي الحصول على التنازلات التي يطالبون بها.
وحول الاتهامات البريطانية تجاه روسيا ومحاولة زراعة ييفين موراييف كقائد موالي لها في أوكرانيا؛ ذكر الجنرال الأمريكي أنه يرى موسكو، ستفعل كل ما بوسعها، من أجل زراعة قائد موالي للحكومة الروسية في أوكرانيا.
السفارة الأوكرانية في لقاء مع القاهرة24: روسيا تقود عمليات إرهابية ضد أوكرانيا وهي المسئولة عن الاختراق الإلكتروني لوزارة الدفاع الأوكرانية
قال روسلان نيتشاي، القائم بأعمال السفير الأوكراني بالقاهرة إن روسيا تحشد أسلحة ثقيلة بأعداد مهولة بالقرب من حدودنا لذا نملك الحق في التحدث عن التهديدات التي نواجهها، والهجوم الإلكتروني الأخير هو علامة جديدة على الاعتداء الذي نواجهه، إن شركائنا واضحين تمامًا مع روسيا ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية يعارضون بالإجماع الهجوم الروسي على أوكرانيا، كما أن جميع شركائنا متحدين في دعم استقلال وسيادة الأراضي الأوكرانية وسلامتها.
وكشف: يوم 15 فبراير تعرضت وزارة الدفاع والقوات المسلحة الأوكرانية إلى هجوم إلكتروني أدى إلى انقطاع الخدمة، كما تم حجب أيضًا الخدمات عن مواقع بنك Oschadbank وPrivatban، ولكن سرعان ما عادت الخدمات للبنوك، وفي نفس اليوم تم الهجوم على Diia وهي البوابة الإلكترونية للخدمات الحكومية بأوكرانيا وتم صد الهجوم بنجاح ساحق، وعليه أطلقت قوات الشرطة تحقيق جنائي في الهجوم بموجب مواد القانون الجنائي لأوكرانيا على التدخل غير القانوني في تشغيل النظم الآلية.
كما أفاد بأن الهدف من هذه الهجمات هو الإخلال بالاستقرار الذي تنعم به أوكرانيا من الداخل، فعلى سبيل المثال تواجه كل يوم خطوط المترو ومؤسسات الدولة والمدارس والحضانات –وهو أكثر ما نعتبره مقززًا- هجومًا وتحذيرات كاذبة بانفجارات.
وهذه التحذيرات الكاذبة هي إحدى الأدوات للحروب الهجينة، حيث إن غالبيتها والتي يتم تسجيلها في أوكرانيا تكون في مناطق دونتسك ولوجانسك الأوكرانية المحتلة مؤقتا.
وأكد: أننا لدينا معلومات تفيد بأن الروس يخططون لإثارة العديد من الاستفزازات ضد البعثات الدبلوماسية الأوكرانية، وأعضائها حول العالم.