الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

اتفاقية ميونيخ وحرب عالمية جديدة في كييف.. أوكرانيا ما بين رسائل بوتين ومخاوف من خيانة الناتو

جيش أوكرانيا على
سياسة
جيش أوكرانيا على الحدود الروسية
الأربعاء 16/فبراير/2022 - 03:23 م

رائحة الحرب تزكم الأنوف في شرق أوروبا، منذ أن كشّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أنياب جيشه وترسانته العسكرية على الحدود مع أوكرانيا، ليتلقف حلف الناتو الرسالة، ويقرأ المكتوب أسفل عجلات المركبات العسكرية الروسية المُوجهة صوب شرق أوكرانيا، وتبدأ التهديدات الأوروبية مُحذرة من عواقب وخيمة حال دخول بوتين بجيشه إلى الأراضي الأوكرانية، وذلك بنشر القوات الأوروبية والأمريكية شرق القارة الأوروبية، استعدادًا للرصاصة الأولى للحرب.

توترات الحرب الروسية الأوروبية الأمريكية في أوكرانيا؛ بدأت تشهد رسائل إيجابية من كلا طرفي النزاع، وذلك بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداد بلاده لإنهاء الأزمة بشكل سلمي، بعيدًا عن الحرب، وتصريحات زعماء دول حلف الناتو الدائمة، بأنهم لا يريدون الوصول إلى الحرب، فيما يرى بعض المحللين، بأن ما يجري في أوكرانيا حاليًا؛ يمكن أن يتحول إلى نسخة جديدة من اتفاقية ميونيخ؛ التي مثّلت أولى شرارات الحرب العالمية الثانية.

 

اتفاقية ميونيخ على أرض أوكرانية

يرى سيرجي شاشكوف، الخبير العسكري الروسي، أن الأزمة بين بلاده وحلف شمال الأطلسي، لم تقترب كثيرًا من نهايتها، معللًا ذلك بعدم التزام حلف شمال الأطلسي بتعهداته، بعدم نشر قواته في شرق أوروبا، وعدم التزام النظام الحاكم في أوكرانيا باتفاق مينسك بين الطرفين.

وأضاف شاشكوف في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أنه من المتوقع تكرار سيناريو اتفاقية ميونخ في أزمة شرق أوكرانيا، موضحا أن مُوافقة مجلس الدوما الروسي على قرار للاعتراف الرسمي بجمهوريتي لوجانسك ودونيتسك، في إقليم دونمباس الأوكراني، وإعلانهم جمهوريتين، يكون وفقًا لرأي أهل الإقليم الأوكراني، لمنع تعرضهم لأعمال إبادة من قبل الجيش الأوكراني، بعد موقفهم الأخير المؤيد لروسيا.  

وتابع الخبير العسكري الروسي: جميع الأطراف المتنازعة في الأراضي الأوكرانية في انتظار الرد الذي يتم إرساله إلى الغرب من قبل موسكو، خلال الأيام القليلة المقبلة، ردًا على الموقف الأوروبي بالقرب من الحدود الروسية، وأن موسكو حددت شروطها؛ التي تريد تطبيقها من قبل الدول الأوروبية.

وأكد سيرجي شاشكوف، أن الأزمة الحالية تمثل حربًا باردة لا مثيل لها منذ أزمة الصواريخ الكوبية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، وأنه يمكن استخدام السلاح من قبل الجيش الروسي في حالة واحدة فقط، وهي شن عمليات عسكرية من قبل الجيش الأوكراني، تجاه الروسيين المتواجدين في إقليم دونمباس، خاصة أنه يوجد ما يقارب مليون شخص يحمل الجنسية الروسية داخل الاقليم.

بالحديث عن إمكانية تقديم تنازلات من أحد طرفي النزاع الأخير، أوضح شاشكوف، أن كلا الطرفين يرفضان التنازل للآخر بشكل مُنفرد، لذا ما زال الوضع متوترا في خطوط التماس بين الطرفين.

وفي حال تطبيق اتفاقية ميونيخ على الأزمة الروسية الأوكرانية؛ ستكون أولى مراحلها، إرضاء روسيا وإعطائها بعض أراضي  أوكرانيا، وإراحة بال كييف بأنها لن تكون لقمة سائغة؛ تُبتلع كلها من الدب الروسي، فيما يرى بعض المحللين، أن الأوكرانيين قد يرون بذلك خيانة من قبل الغرب، وإعادة لسيناريو اتفاق ميونخ.

 

حرب أخرى قد تحدث في أوكرانيا

في ظل التهديدات الأمريكية لموسكو، وإرسالها ترسانتها العسكرية إلى شرق أوروبا، لكن المؤكد أن انتشار القوات يكون خارج  أوكرانيا، وفي محيطها وليس داخلها، لتبقى الإشارة المؤكدة الدائمة من الناتو، وفي مقدمة قواته الولايات المتحدة الأمريكية، بأن أي منها لن تُحارب من أجل كورانيا، فجميعهم طالبوا مُواطنيهم وموظفيهم بمغادرة أوكرانيا، فما إن بانت ترسانة روسيا الحربية للعلن؛ أقرت أمريكا بأنها لن تُورط جنودها في الحرب ضد روسيا في الأراضي الأوكرانية، وتتبعها في ذلك باقي دول حلف شمال الأطلسي، حسب ما نشرت الصحف العالمية.

أوكرانيا 

الرد الأوروبي لبوتين، بأنه في حال غزت القوات الروسية أوكرانيا لا طاقة لنا لحربك، ولكننا سنعاقبك، جاء في وقت تتزايد الزيارات المكوكية والاتصالات الهاتفية المطولة من قبل زعماء حلف شمال الأطلسي، على الرئيس الروسي، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتسر.

أما من تبقى من زعماء الغرب؛ فيتردد عليه في موسكو أو يتواصل معه للتهدئة، ومعرفة ماذا تريد روسيا لعدم احتلال كل أوكرانيا؟.

 

الناتو يترك أوكرانيا أمام روسيا

قال السفير الأوكراني في بريطانيا، إن بلاده جاهزة للتخلي عن حلم الانضمام لحلف الناتو مقابل تهدئة الأوضاع، لتخرج الرئاسة الأوكرانية مُسرعة؛ بتصريح ينفي تلك الأقاويل.

الدول الغربية سرعان، ما وجدت في تصريحات سفير كييف ضالتها للابتعاد عن الحرب، وتعثر من خلاله أوروبا على مُتنفسها، ليعلن وزير دفاع بريطانيا على الفور، أن بلاده ستدعم أي قرار تتخذه أوكرانيا، إذا قررت عدم الانضمام للحلف.

بدورها أمريكا، بدأت في تهدئة موقفها بشأن حماسها لدخول الحرب دفاعًا عن أوكرانيا، وعدم تمسكها بدخول أوكرانيا الناتو.

الحرب الأوكرانية 

فيما يرى محللون، أن ما يحدث قد يكون بداية اتفاق يظهر قوة بوتين، بإرادة أمريكية، ما يجعل بوتين منتشيًا بنصره، ويتسبب في سقوطه بأخطاء أكبر فيما بعد؛ تتسبب في دخوله حرب أكبر تمثل نهايته، وذلك من خلال منحه أجزاء من أوكرانيا أو إخلاء أوكرانيا من قوات حلف الناتو، وهو السيناريو المُشابه للوضع في تشيك سلوفاكيا، كما حدث في اتفاقية ميونيخ بين ألمانيا النازية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، بعدما هدد هتلر بضم منطقة من التشيك سلوفاكيا بالقوة، ليسارع الحلفاء بمناقشة مطالب هتلر، وتوقيع معاهدة أطلق عليها اتفاقية ميونيخ تقضي بتقسم تشيك سلوفاكيا بين بولندا وألمانيا والمجر، وعقب الاتفاق بـ 6 أشهر؛ أعلن هتلر دخول ألمانيا لباقية الأراضي التشيكية، وبدأت شرارة الحرب العالمية الثانية التي مثلت نهاية هتلر.

وتحاول أوكرانيا اليوم، تذكير العالم باتفاقية ميونخ، بأنه نموذج حي من التاريخ، لنتائج سياسيات استرضاء القوى العظمى، وأن عقد اتفاقية تنازل مع روسيا؛ يمثل دعوة للحرب، وليست سببًا لمنعها، ما يعني أن القوى الغربية، قد تجد نفسها أمام نفس سيناريو لحرب العالمية الثانية.

تابع مواقعنا