السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

طبقها عمر بن الخطاب.. ما هي فتوى الكد والسعاية التي دعا شيخ الأزهر لإحيائها؟

الدكتور أحمد الطيب
دين وفتوى
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
الأربعاء 16/فبراير/2022 - 05:34 ص

أثارت مطالبة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بضرورة إحياء فتوى حق الكد والسعاية؛ لحفظ حقوق المرأة العاملة، تساؤلات واسعة حول مضمون هذه الفتوى وما تعنيها وكيفية تطبيقها لا سيما أنها المرة الأولى التي يسمع هنها كثيرين.

 

بدورها، أوضحت الدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، قصة تلك الفتوى وكيف طبقها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

 

قصة حق الكد والسعاية

 

وكتبت شاهين عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: حق الكد والسعاية الذي دعا لإحياء العمل به فضيلة الإمام الأكبر، وقصة ذلك الحق أن حبيبة بنت زريق ذهبت إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما توفي زوجها عمرو بن الحارث، وقد استولى أهله على ما ترك من مال وعقار اكتسباه معًا، هي بعملها في النسج والتطريز وهو بعمله في التجارة بما كانت تنتجه وكسبا مالا وفيرا من ذلك، فقضى عمر بن الخطاب  بقسمة المال إلى نصفين، فأخذت حبيبة النصف، ثم الربع من مال الزوج بالميراث، لأنه لم يكن لديه أولاد، وأخذ الورثة الباقي.

 

وأضافت مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات: ومن هنا أفتى كثير من الفقهاء للمرأة بحق الكد والسعاية.

 

وفي نفس السياق، قال  الدكتور أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الفتوى الإلكترونية، إن الإمام الأكبر يهتم بقضايا المجتمع والمسلمين شرقا وغربا، ويحاول بين الحين والآخر أن يبحث في تراثنا الإسلامي عما يعزز المواقف التي تؤيد حقوق المرأة وحقوق الطفل، حقوق الضعفاء بشكل عام، وكذلك ما يدعم أمن واستقرار المجتمعات.

 

المرأة ساهمت بشكل كبير في تنمية الثروة أو زيادة المال

 

وأضاف الحديدي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج مساء dmc المذاع على فضائية dmc، والذي يقدمه الإعلامي رامي رضوان: مسألة الكد والسعاية أو مبدأ الكد والسعاية، أو إعادة العمل بفتوى الكد والسعاية، هذه الكلمة لها دلالة واضحة تدل على أن المرأة ساهمت بشكل كبير في تنمية الثروة أو زيادة المال، أو مثلا قد تساهم المرأة في بناء بيت للأبناء أو زيادة في ثروة زوجها، يعني أصبح لديهم شركة أو مصنع أو أي أمر من الأمور التي ترتب عليه زيادة الثروة التي هذه الأسرة.

 

وتابع: في بعض القضايا التي تعرض علينا، والتي يحدث بها خلافات أثرية، نلاقي بعض الناس يجحد هذا الحق للمرأة، من باب إنه بيقول هي زوجتي وبنساهم، هنا فضيلة الإمام الأكبر أراد أن يؤكد على الذمم المالية المستقلة، وهذا الأمر ينبغي أن يكون بمعزل عن الود والرحمة، والسكن والألفة ولكن الحقوق والواجبات الموجودة في الحياة.

 

ذمة مالية مستقلة للزوجة منفصلة عن حقها في الميراث أو التركة

 

وأردف: المعنى أن المرأة يكون لها جهد واضح من خلال هذا الكد وتلك السعاية  في اكتساب هذه الأموال ونمو الثروة من خلال العمل أو من خلال الميراث الذي ورثته من بيها أو أمها أو أخيها، أو مال مملوك لها، لها ذمة مالية قبل الزواج أو بعد الزواج، وانفقت هذا المال على حياتها الأسرية الجديدة، أو منحته لزوجها ليقوم بمشروع أو وضعته في حسابه في البنك أو غيره، اللي يحدث هنا يقدر هذا المال أو هذا الجهد كذمة مالية مستقلة للزوجة منفصل عن حقها في الميراث أو التركة، يعني لا يكون هذ المال المترتب على الكد والسعاية داخل ضمن التركة.

 

واستطرد: كدها وسعيها مقدر، إذا استطاعت أن تثبت ذلك بشكل أو بأخر أو أن يكون الرجل عنده إنصاف للجميل الذي ساهمت به زوجته.

 

شيخ الأزهر يدعو لإحياء فتوى الكد والسعاية لحفظ حقوق المرأة العاملة

 

وخلال لقائه الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل شيخ، وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي دعا الإمام الأكبر إلى ضرورة إحياء فتوى حق الكد والسعاية من تراثنا الإسلامي؛ لحفظ حقوق المرأة العاملة التي بذلت جهدا في تنمية ثروة زوجها، خاصة في ظل المستجدات العصرية التي أوجبت على المرأة النزول إلى سوق العمل ومشاركة زوجها أعباء الحياة.

 

وأكد أن التراث الإسلامي غني بمعالجات لقضايا شتى، إذا تأملناها سنقف على مدى غزارة وعمق هذا التراث، وحرص الشريعة الإسلامية على صون حقوق المرأة وكفالة كل ما من شأنه حفظ كرامتها.

 

وشدد الإمام الأكبر على أن الحياة الزوجية لا تبنى على الحقوق والواجبات ولكن على الود والمحبة والمواقف التي يساند الزوج فيها زوجته وتكون الزوجة فيها سندا لزوجها، لبناء أسرة صالحة وقادرة على البناء والإسهام في رقي وتقدم مجتمعها، وتربية أجيال قادرة على البذل والعطاء.

 

تابع مواقعنا