أصوات شعرية| فؤاد حداد أبو الشعر العامي
فؤاد حداد، والد الشعراء، أيقونة من أيقونات الشعر العاميّ في مصر؛ حتى لأنه لُقب بـ أبو الشعراء، كتب الشعر بكل رهافة وليونة، ومزج أشعاره بتاريخ الوحدة العربية، وعبَّر عن القضية الفلسطينية في أشعاره وتضامن معها.
وُلد فؤاد حداد بمدينة القاهرة عام 1927، وتوفي كذلك بها في عام 1985، ليعيش ما يقرب من الـ80 عاما، معجونًا بماء الشعر، محبًا للعامية.
وتقديرًا لجهوده، وتخليدًا لاسمه؛ أُنشئت له جائزة باسمه، تعقد كل عام؛ تشجيعًا للشعر والشعراء، الشباب منهم والمخضرمين.
كيف كتب الشعر؟
كتب فؤاد حداد الشعر بكل إنسانية، وتأثر بالأدب الفرنسي، وكان له طابعًا خاصًا في كتابة الشعر، وكان يكتب عن هموم الناس وبساطتهم وعاداتهم، وكان يكتب عن طموحهم وآمالهم وشخصياتهم وكيانهم، وكتب عن الدول العربية وفلسطين.
أيام العجب والموت.. رائعة فؤاد حداد التي لا تنسى
قصيدة أيام العجب والموت واحدة من قصائد ديوان، يحمل هذا الاسم، وهو ديوان يشكل المعاناة اليومية التي يشهدها الريف المصري، وتقول كلمات القصيدة:
آدي أيّام العجب والموت
جات بسرعة زي غمضة عين
ليه ما قلتش زيّ لمْح البَصَر
كنت بتقلّب على الجنبين
والكابوس من كل جنب يجيبني
زيّ أعمى يحسّ لمّا يجسّ
ألقى نفسي والاّ أشوف نفسي
بألتفت من آخر الدنيا
الحمير بتجرجر العَربَات
السما اللي تحت منها حابات
عند كوبرى أبو العلا بتشتى
أنكمش في جتّتى من البرد
لسّه حارجع طفل تحت المطر
وأنحني ع الأرض وأفضل عجوز
اتوهمت الخوف دهسني الخطر
كل شئ إلا الخيانة يجوز
ألبس التوب اللي مش توبي
أعمل الممكن مع المستحيل
أمشي زي الخنفسة والبد
جنب حيطه في ركن ع السلّم
الحجر الأصفر بيتألّم
فيه أثر للعشرة مهما تهون
أقبل الظلم اللي في الأشياء
والليالي بخدّها المدهون
والحياة والناس وحتى في نفسي
واقرأ في الجرنال كلام تاني
وأنتقل في الماضي وأستغرب
وأبكي ع المستقبل الفاني
وأحمل الضلمة على عينيَّ
وأنتبه من نومي وأسمع نعي
الزميل جودة سعيد الديب
اسمه بالكامل يا فجر الطيب
اللي ضاعت مَّنى أيّامه
وآدي أيّام العجب والموت