الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مفتي الجمهورية السابق: الفقيه الحقيقي بإدراكه لمقاصد الشريعة ورعايتها لمصالح العباد

الدكتور على جمعة
دين وفتوى
الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق
الأربعاء 09/فبراير/2022 - 04:20 م

استأنفت محاضرات الدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر وفلسطين؛ المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر اليوم الأربعاء 9 /2 /2022م، وذلك في إطار خطة وزارة الأوقاف في التدريب والتثقيف المستمر للأئمة المصريين، وأئمة الدول الشقيقة، حيث عقدت المحاضرة الأولى لفضيلة الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب بعنوان: أهمية علم أصول الفقه للداعية.

وقال  الدكتور علي جمعة، إن علم أصول الفقه؛ ليس مجرد أداة لفهم الوحي فحسْب، وإنما هو أداة لفهم الكون كله، فالوحي هو كتاب الله (عز وجل) المنطوق، والكون هو كتاب الله (عز وجل) المنظور، لأن الله (عز وجل) قد خلق العالم؛ يقول الله (عز وجل): اقْرَأْ ‌بِاسْمِ ‌رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، مبينًا أن علم أصول الفقه كان مثبوتًا في صدور الصحابة الكرام (رضوان الله عليهم)، وتلقاها العلماء الأوائل وعلّموها ودرّسوها إلى أن ألف الإمام الشافعي (رحمه الله) كتاب «الرسالة»، فأصبحت علمًا ينقل في الكتب من جيل إلى جيل.

 محاضرات الدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر وفلسطين
 محاضرات الدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر وفلسطين

فائدة علم أصول الفقه تكمن في ترتيب ذهن الداعية

وتابع مفتي الجمهورية: فائدة علم أصول الفقه تكمن في ترتيب ذهن الداعية، توسيع إدراكه للنصوص الشرعية، الربط بينها وبين الواقع المتطور المتغيّر، مما يمنحه ملكة الفكر المستقيم، وعلى الداعية والفقيه أن يستقي معرفته من المصادر الصحيحة الموثوقة، موضحا أنه لم توثق أمة قط تراثها، كما فعل المسلمون الأوائل، حيث ألفوا في علوم الحديث، وأصول الفقه، وغيرها من العلوم، للحفاظ على الفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.

وأوضح أن مسائل أصول الفقه من الحجية، التوثيق، الفهم، القطعية، الظنية، الإلحاق، والاستدلال؛ تؤكد حجية العلوم الإسلامية، وأن التشريع الإسلامي قادر على مقابلة مستجدات العصر، بما يناسبها من الأحكام الفقهية عن طريق إلحاق ما لم يرد فيه نص، بما هو منصوص عليه.

وأشار جمعة إلى أن قضية تجديد التراث الإسلامي؛ لا بد أن تتم من خلال الإدراك المعرفي، الإدراك المنهجي، والنموذج المعرفي، لأن المسائل تتغير بتغير الأشخاص، الأحوال، الزمان، والمكان، فإدراك الواقع بعد إدراك الشرع؛ يؤيد صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، ويضمن استمرار الشريعة الإسلامية وثباتها.

 محاضرات الدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر وفلسطين

وأردف: الفتوى غير الحكم، فالحكم إذا وجدت شروطه وجد، أما الفتوى فتراعي الواقع مع ربطها بينه وبين النص الشرعي، فالفقيه الحقيقي بإدراكه لمقاصد الشريعة ورعايتها لمصالح العباد يحقق الأمن والقوة لمجتمعه، ويدفع عنه كل تهديد، ويحقق له أسباب التقدم والرفاهية، ويفتح له أبواب العمل والإنتاج لتحقيق العزة للمجتمع ورفعة شأنه بين الأمم.

كما عُقدت المحاضرة الثانية للدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، بعنوان: الفهم المقاصدي للسنة النبوية.

وقال تمام، إن الشريعة الإسلامية تمتاز بسماحتها ويُسرها، ونحن في حاجة إلى أن نعيد رونقها وجمالها، بعد أن شوهت من قبل الجماعات الإرهابية؛ الذين اعتمدوا على ظاهر النصوص دون النظر إلى مقاصدها، فعلم المقاصد أصل أصيل في فهم النصوص الشرعية، فالنصوص الشرعية ليس المقصد منها الحفظ فقط ولكن الفهم والتدبر، يقول الله (عز وجل): كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ‌لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"، ويقول سبحانه: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ ‌لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.

 

دلالة النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية

وتابع: دلالة النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية والمشرفة إما أن تكون قطعية، وإما أن تكون ظنية، فالنصوص قطعية الدلالة، والتي تشمل الفرائض والمحرمات قليلة جدًا مقارنة بالنصوص ظنية الدلالة، مما أدى إلى وجود أكثر من رأي معتبر في فهم تلك النصوص الظنية، واستنباط الأدلة الشرعية منها، محذرًا من إلباس النصوص الظنية لباس القطعيات.

واستكمل أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قائلا: مفاتيح فهم النصوص تقوم على معرفة اللغة العربية وقواعدها، لأنها هي لغة القرآن الكريم ولغة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومعرفة علم أصول الفقه فهو الميزان الدقيق لربط الأحكام الشرعية.

تابع مواقعنا