أزمة عالمية على الأبواب │ هل تنقطع تدفقات الغاز الروسية لأوروبا؟.. خبير طاقة يوضح
تواجه أوروبا أزمة محتملة في الطاقة وسط مخاوف انقطاع لـ الغاز الروسي؛ بسبب تصاعد الصراع الروسي الأوكراني في القرم، حيث يمثل الغاز الروسي نحو ثلث إمداداتها إلى جانب تجمد الأنابيب نتيجة البرد القارس، وهو الأمر الذي قد يؤثر في أسعار الطاقة في الأسواق العالمية بشكل سلبي نتيجة شح المعروض.
ويجري البيت الأبيض محادثات مع العديد من شركات الطاقة الدولية بشأن خطط طوارئ لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي، إذا عطل الصراع بين روسيا وأوكرانيا الإمدادات الروسية، وقد يؤدي فرض عقوبات أمريكية إلى تعطيل هذا الإمداد، وأي انقطاع في إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم أزمة الطاقة الناجمة عن نقص الوقود، حيث أدت أسعار الطاقة القياسية إلى ارتفاع فواتير الطاقة الاستهلاكية وكذلك تكاليف الأعمال وأثارت احتجاجات في بعض البلدان.
الأزمة بين روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
وتتصاعد حدة الأزمة بين روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث أثارت الأولى انزعاج العالم الغربي من خلال حشد قواتها بالقرب من أوكرانيا في الشهرين الماضيين، بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، ودعمها للانفصاليين الذين يقاتلون قوات كييف في شرق أوكرانيا.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق، أن تحركًا روسيًا جديدًا بشأن أوكرانيا من شأنه أن يؤدي إلى فرض عقوبات وزيادة الوجود الأمريكي في أوروبا، وسط نفي موسكو التخطيط لمهاجمة أوكرانيا، وتقول إن لها الحق في نقل قواتها على أراضيها كما تشاء.
مجرد تهديد
ومن جانبه، قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن قطع إمدادات الغاز الروسية عن أوروبا هو مجرد تهديد فقط، وتم اقتراح هذا الأمر من قبل عند دخول روسيا لمنطقة القرم في عهد الرئيس الأمريكي السابق ترامب.
وأضاف، في تصريح لـ القاهرة 24، أن هذا الأمر تم اقتراحه مرة أخرى من قبل الاتحاد الأوروبي من أجل مساندة أوكرانيا، موضحًا أنه في حالة إتمام هذا الأمر سيواجه بردًا عنيفًا من الجانب الروسي.
دول الاتحاد الأوروبي تستورد 38% من حجم الغاز الطبيعي
وأشار القليوبي إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تستورد نحو 38% من حجم الغاز الطبيعي من خلال الخطوط الأرضية، وصفقات الغاز عبر البحر الأسود، وفي حالة توقف الإمدادات ستكون أزمة عالمية كبرى تتسبب في ارتفاع الأسعار بشكل كبير قد تصل لـ25 دولارًا للمليون وحدة حرارية؛ وهو ما يؤثر عكسيًا في حجم الصادرات والاقتصادات العالمية.
وأوضح أنه في حالة البحث عن بديل للغاز الروسي فمصر لا يمكنها أن تعوض النقص ولكن يمكنها المشاركة بجزء، فالدول الأوروبية تستورد نحو 35 مليار قدم مكعب غاز، وروسيا تشارك بنسبة من 14 إلى 18 مليار مكعب، وهو أمر ليس سهل تعويضه.
وذكر أن الولايات المتحدة درست هذا الأمر لأكثر من 4 سنوات، وهذه الخطوة تعني أن كل الدول الأوروبية سوف تحتاج لمحطات متنقلة لتحويل الغاز المسال إلى حالة غازية وضخه في خطوط النقل، لذا فهي تحتاج لمزيد من الوقت.
تجدر الإشارة إلى أن البيت الأبيض قد خاطب منتجي الغاز الرئيسيين، لمعرفة إمكانية الحصول على المزيد من الشحنات إلى أوروبا في حال تعطل تدفقات الغاز الروسية، وصرحت مصادر مطلعة لوكالة بلومبيرج بأن قطر أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، لن تستطيع تعزيز إمدادات الغاز إلى أوروبا بقدر كبير، في حال حدوث أي اضطراب.
