فلافيوس ثيودوسيوس.. أعلن الديانة المسيحية الرسمية للإمبراطورية الرومانية وهدم سرابيوم الإسكندرية
فلافيوس ثيودوسيوس، الإمبراطور الروماني، المعروف بثيودوسيوس الكبير؛ كان أحد أباطرة الرومان، واشتهر خلال حياته، بأن جعل الديانة المسيحية ديانة الدولة الرسمية، لكن أخذ عليه اضطهاده للوثنية، وحظر التقاليد المتعارضة مع التعاليم المسيحية، كما نصّب في 23 يناير من العام 393، ابنه الأصغر البالغ من العمر 9 سنوات، شريكا له في الحكم، كـ إمبراطور.
كانت الإمبراطورية الرومانية مقسمة للشرق والغرب، وحكم الإمبراطورية الرومانية الشرقية فالنتينيان الأول، وبعد وفاة فالنتينيان خلفه أبناءه، وفي الغربية، بعد مقتل فالنس، عين جراتيان ثيودوسيوس ليحل محل الإمبراطور، وبعد وفاة فالنتينيان الثاني عام 392، أصبح ثيودوسيوس الإمبراطور الوحيد.
تعمد ثيودوسيوس من قبل الأسقف أكوليوس من تسالونيكي، ونشر بعد تعميده مرسوما، باعتماد اعتناق رعاياه الرومان بـ إيمان أساقفة روما والإسكندرية، الإيمان النيقياوي.
تعاطف في البداية وحظر تام للوثنية في النهاية
في 381، استدعى ثيودوسيوس مجمعا مسكونيا جديد في القسطنطينية، لإصلاح الانقسام بين الشرق والغرب، على أساس الأرثوذكسية، وانتهى المجمع إلى تعريف الأرثوذكسية، بما فيها الثالوث الأقدس، والروح القدس، وآدان المجمع أبولون والمقدونية، وأوضح اختصاصات الكنيسة.
و تعاطف ثيودوسيوس مع الوثنين، وتعهد بأن يحفظ لهم معابدهم، وذلك لأنه كان يحتاج إلى دعم الطبقة الوثنية المؤثرة، وفي عام 388، أرسل مندوبا عنه إلى سوريا ومصر، بهدف تفكيك الجمعيات الوثنية، وتدمير معابدهم، وقام بتدمير السيرابيوم في الإسكندرية في تلك الحملة.
أعلن ثيودوسيوس في عام 391، أن المسيحية هي الدين الدين الرسمي للبلاد، والوحيد للإمبراطورية الرومانية، وجميع البلدان التابعة لها، وأنهى دعم الدولة الرومانية للوثنية، وأصدر مرسوما يقول فيه، لا يجوز لأي أحد الذهاب إلى الأماكن الوثنية، أو المشي عبر المعابد، أو النظر إلى التماثيل التي صنعها الإنسان.
مات ثيودوسيوس في 17 يناير 395 وصار ابنه الأصغر هونوريوس إمبراطور الغرب، واتسم عهده بالفوضوية، وعدم الاستقرار، كما تآكلت الإمبراطورية الغربية خلال فترة حكمه، حتى وفاته في 423، ولم يترك أي وريثا للعرش من بعده.