أخصائية طب نفسي: مسلسل أنا وهي لا يمت للواقع بصلة.. ونقل صورة سلبية عن طرق العلاج

يعرض الآن مسلسل أنا وهي، بطولة الفنانة هنا الزاهد وأحمد حاتم، والتي تدور أحداثه عن الطب النفسي وأزماته،  وحول العلاج النفسي، وتقديم مجموعة من الأشخاص يعانون من الوسواس القهري، والعدوانية المفرطة والهلاوس، ليقرر الطبيب المعالج لهم جمعهم ومساعدة بعضهم في التعافي من خلال مجموعات، فهل أحداث تلك القصة تشكل واقعا في قواعد العلاج النفسي؟.

قالت الدكتورة دولت نصر أبو فايد أخصائي الطب النفسي بمستشفى الدقهلية للصحة النفسية، إن مسلسل أنا وهي مجرد مسلسل كوميدي، وليس مرجع للعلاج النفسي، فهو مجرد قصة فكاهية، ولكن لا يعبر عن واقع العلاج النفسي.

قواعد العلاج النفسي

وأضافت الدكتورة دولت في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن المسلسل لا يقدم العلاج النفسي بالشكل الصحيح، فمن قواعد العلاج النفسي، أن يتم العلاج النفسي في غرف العلاج النفسي، ولا بد من موعد مرتب ومحدد مع المريض، ولا يمكن للمريض الذهاب إلى الدكتور في منزله، ولا الدكتور يذهب إلى المريض في منزله، ولا يمكن الخروج معنا ولا المقابلة في المقاهي العامة.

المسلسل يعطي صورة مشوهة مغلوطة عن العلاج النفسي

وأوضحت الدكتورة دولت، أن المسلسل ينقل صورة مشوهة مغلوطة عن العلاج النفسي، أشرف عبد الباقي الدكتور النفسي، أقام جروب علاج نفسي يعالج اثنين من المرضى ويسعى على التعرف على بعضهم البعض، وهذا ليس من قواعد العلاج الجمعي، فلا يمكن التواصل أو تكوين علاقة صداقة ولا حدوث تواصل خارجي.

العلاج الجمعي

وتابعت أخصائي الطب النفسي، أن هناك طرق عديدة للعلاج النفسي، منها العلاج الجمعي، مجموعة من المرضى مع بعضهم البعض، وفي العلاج الجمعي قواعد تحكمها، فهناك المعالج ومساعد المعالج وهم المتخصصون في إدارة المجموعة، ومن قواعد العلاج الجمعي، عدم تواصل المتعالجين مع بضعهم البعض في حياتهم اليومية.

حدود العلاج النفسي 

وأردفت الدكتورة دولت، أن حدود العلاج النفسي لا تتم في الحياة العامة، فلا يمكن قيام العلاج النفسي في المقاهي العامة، بالإضافة إلى التواصل يكون فقط داخل الجلسة العلاجية في العيادة فقط، إلا في حالات الطوارئ مثل الانتحار، سؤال طارئ عن الأدوية، وممنوع لمس المريض وبعض المدارس ترجح السلام على المريض، ولكن ممنوع لمس المريض تحت أي مبرر، ولا يمكن التواصل مع المريض إلا في الجلسة العلاجية فقط، ولا تواصل مع المريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا في الحالات الطارئة فقط، وممنوع على المريض أن يزور الدكتور النفسي دون وجود سكرتير في العيادة، ولا يمكن لطبيب النفسي أن يأخذ قرار للمريض تخص حياته الشخصية، المعالج النفسي يعطي توجيه للمريض وتوضيح له المزايا والعيوب، ولكن لا يمكن أخذ له قرار الزواج أو الطلاق في حياته الشخصية، وليس من حق المعالج أن النفسي أن يكسر الحدود الشخصية للمريض.

المسلسل أظهر الأدوية النفسية بصورة سلبية

وأوضحت أخصائي النفسي، أن المسلسل أظهر الأدوية النفسية بشكل سلبي، فالأدوية النفسية حتميه في كثير من الحالات، وهناك حالات لا يمكن علاجها دون الأدوية النفسية.

مدارس العلاج النفسي

وأشارت الدكتورة دولت، إلى أن مدارس العلاج النفسي متنوعة ومختلفة، ولكل مدرسة خطوات وتكنيكيات تخص المدرسة العلاجية، مثل العلاج المعرفي، والسلوكي، والعلاج الجدلي، والعلاج الجمعي.

الأدوية النفسية ليست إدمان

وأكدت الدكتورة دولت، أن الأدوية النفسية ليست إدمان، ولا تدمر المخ، فتلك ثقافة مغلوطة، فالأدوية لها دور رئيسي في بعض حالات الاضطرابات النفسية، فهي علاج وليس مجرد مهدئات كما يفترض البعض، ولا بد أن يكون الطبيب النفسي خريج كليات الطب، وهو من يكتب روشتة العلاج والأدوية، وليس أي شخص أخر، حتى الأخصائي النفسي خريج كليات آداب علم نفس، وإذا حدث غير ذلك فإنها جريمة ولا بد من المحاسبة القانونية عليها.