السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بالمحبة مش بالخناق

الأحد 16/يناير/2022 - 10:29 م

بعدما انتقلت من عالمنا الفاني روح الأب مكاري يونان، وأصبحت "السوشيال ميديا"، ميدانًا لإعلان الحرب بين الطوائف، وبين المزايدات على روح الأب المنتقل، أو على محبة الدكتور سامح موريس -راعي كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية-، وتساؤلات كثيرة وكلام كثير أصبح يُدار على الساحة طوال الأيام الماضية، ربما لا ينفع أحد في تلك المناقشات ولا يحقق أي مكاسب سوى للشيطان الذي سيفرح وسيخطف نفوسًا ضعيفة ربما تعثر نتيجة ما تقرأ أو ما تسمع من تراشق بالكلام والمعتقدات.

فلا يخفى على أحد، بأن هناك اختلافًا كليًا في الإيمان بين الكنيستين -أي القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الإنجيلية- ولا يخفى أيضًا على أحد أن الكنيسة الأرثوذكسية -التي هي أول كنيسة تأسست في تاريخ المسيحية- قدمت شهداءً وقديسين سفكوا الدماء من أجل الاعتراف بالإيمان الأرثوذكسي أمام الملوك والطغاة، ليس طمعًا في أي شيء سوى محبة الملك المسيح.

ولا يخفى أيضًا على أحد، أن من أشهر قديسي الكنيسة القبطية، هو الأنبا صموئيل المعترف الذي خسر عينه، لرفضه الاعتراف والتوقيع على منشور "طومس لاون" أو "منشور لاون بابا روما"، والأنبا صموئيل هو الذي يُصور في أيقونات كنيستنا القبطية يرفع إصبعًا واحدًا ليعلن أن المسيح في إيماننا له طبيعة واحدة وليس طبيعتان، ويُصور فاقدًا لإحدى عينيه.

ولكن رغم كل الاختلافات ما الذي يمنع أن تجمعنا المحبة قبل أن يجمعنا الإيمان؟ فالإيمان الذي يأتي دون محبة والنصيحة التي توجه بالسباب، كلاهما يُقابل بالرفض، وكلاهما يُقابل بالبغض!

بالمحبة نستطيع أن نكسب قلب من أمامنا، فالدموع التي رأيتها في عيون القس سامح موريس، لم تكن دموعًا لفقدانه أبًا تابعًا للأرثوذكسية أو الإنجيلية كما يفكر البعض، ولكن دموع شخص خسر صديقه، وخسر شخصًا كان مقربًا له بشدة، وكان محبًا له بعمق وصدق شديد.

نعم لن يوجد اتحاد دون اتحاد في العقيدة والإيمان السليم، ولكن لا يمنع أن يجمعنا الصداقة والمحبة غير المشروطة كالتي أحبها لنا المسيح، وبعدها نتحدث في كل الأمور اللاهوتية والعقائدية، فمعلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنثوس هو الذي أخبرنا أن: "وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا" (1 كو 13: 2)، فدعني أرى المحبة فيك أولًا وبعدها نتحدث في كل ما تريده.

تابع مواقعنا