الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أقدم منزل بقرية حسن فتحي يتحول لمزار سياحي للأجانب

أقدم منزل بقرية حسن
محافظات
أقدم منزل بقرية حسن فتحي يتحول لمزار سياحي
الأحد 16/يناير/2022 - 10:37 م

من 70 بيت موجود في القرية مش فاضل غير بيتي.. بعد ثورة يناير الناس بدأت بهدم بيوتها وبنت بيوت بالطوب الأحمر والخرسانة.. بس أنا بعذرهم مكانوش قادرين يبنوا ولما جت الفرصة بنوا.. هكذا بدأ أحمد عبد الراضي كلامه، صاحب أول منزل أنشأه المعماري حسن فتحي بقرية القرنة غرب الأقصر، ليظل المنزل الوحيد المحافظ على التراث المعماري حتى الآن ومازال صامدًا، يحيط به مجموعة من المباني المرتفعة من الخرسانة والطوب الأحمر.

آخر ما تبقى من عمارة الفقراء 


ارتبط أحمد عبدالراضي بمنزله ارتباطا وثيقًا حتى أصبح المنزل جزءًا لا يتجزأ منه، وكذلك القرية، فهي المعزوفة التي يسمعها مرارًا وتكرارًا ولا يمل منها منذ تاريخ إنشائها على يد المهندس المعماري العبقري. 


يقطن الحاج أحمد عبد الراضي بقريته على مدار 60 عامًا عاشقًا محبًا، لم يغير مسكنه أبدًا طيلة الأعوام الماضية، وصار الرجل الجنوبي الذي يعرف قيمة التراث جيدًا على نهج حسن فتحى مستخدمًا طريقته الخاصة في الحفاظ على منزله وبعض منازل قريته الأخرى، فقد كان المهندس المعماري واحدًا من الساسة العرب المهتمين بالحفاظ على التراث العربي من الاندثار ومن أبرز عشاقه، وكان حريصًا على صونه وحمايته ومن المدافعين عنه.

إنشاء القرية

تاريخ إنشاء القرية يعود لعدة عقود مضت...وتحديدًا في عام 1946، عندما جرى تكليف المهندس حسن فتحي بإنشاء قرية جديدة تحمل اسم القرنة الجديدة لتكون مقرًا لسكان القرنة القديمة في الجبل، قرنة مرعي، والتي كان يقطن بها أكثر من سبعة آلاف مواطن يعيشون فى تلك المنطقة الأثرية الغنية بالمقابر الفرعونية، وبالفعل تقرر تنفيذ المشروع وتهجير الأهالي بعيدًا عن تلك المنطقة التي كانوا يقيمون فوقها وفي محيطها، وصار اسمها الآن قرية حسن فتحي.
* المنزل يحيط بجسم الإنسان بعد الثياب، ويجب أن ينتمى المنزل للإنسان، ويتناسب إيقاع فراغاته مع حياته"


أصبح المنزل الأشهر في قرية حسن فتحي قبلة لجميع المشاهير من فنانين ومثقفين وأثريين وأجانب ووزراء ليستمتعوا بأصالة البنيان والعمارة، حيث حاول المهندس من خلال المشروع إنشاء عمارة رخيصة تعتمد على الخامات المحلية البسيطة في البناء، وأيضا تناسب الفقراء من الفلاحين والعمال، وتناسب البيئة وعدم التسبب في أضرار لها، ثم أطلق عليها عمارة الفقراء فكان طمي النيل هو المادة الأساسية للبناء لقدرته على احتواء قسوة التغيرات المناخية، وكان يريد وقتها أن تكون القرية نموذجًا للريف المصري.

عمل طراز معماري مستمد من البيئة 

يشير الحج أحمد عبدالراضي إلى أن المنزل يعد واحدًا من النماذج المكتملة والموجودة بشكلها الأصلي حتى الآن، وهى تحكي الأسلوب المعماري الذي بناه حسن فتحي دون تغيير، حيث يتكون من صحن واسع وممرات ومداخل تقود إلى الغرف وتسمح بتهوية المنزل والحفاظ على التغيرات المناخية صيفًا وشتاءً، وتوجد مجار مائية تحت الأسرة المبنية من الطين في الغرف لمنع الحشرات من الوصول إلى من ينام على ذلك السرير.

 "لحن الترنيمة"
يختتم الحاج أحمد عبدالراضي كلامه قائلًا أن منزله تعرض للسقوط مرات عديدة وكاد أن يتهدم بفعل ارتفاع منسوب المياه الجوفية ففي أعقاب بناء السد العالي تأثر الحجر وتفتت مما أدى إلى انهيار المنازل على أصحابها لأن أساسها كان من الحجر الجيري، ولكن قام الحج أحمد بأعمال ترميم المنزل بنفسه خشية هدم المنزل وسقوطه، وبذلك حافظ على منزله من السقوط والهدم وفعل ذلك أيضا مع بعض منازل القرية الأخرى، ويتبنى عبدالراضي الحفاظ على تراث حسن فتحي باستخدام بعض المواد الحديثة مثل الطوب الأحمر والأسمنت في تدعيم الأساسات، قائلًا أن الطين لم يعد موجودًا نتيجة لقلة الطمي في أعقاب بناء السد العالي، وبالتالي لم تعد الخامة الأساسية للبناء متوفرة، كما يستخدم بقايا المباني المنهارة من منازل القرية، وقد رمم حتى الآن 5 منازل من بينها منزله، كما يقدم خبرته لطلبة العمارة المصريين والأفارقة الذين يدرسون العمارة ويبحثون في الطرق والأساليب لعمارة حسن فتحي في البناء، حيث أضاف الحجر لبعض البيوت، وبنى القباب بالطوب الأحمر، وبذلك لم يكن منزله بالقرية مجرد بيت يعيش فيه فقط، بل أصبح حرفة يؤديها بشغف.
 

أقدم منزل بقرية حسن فتحي
أقدم منزل بقرية حسن فتحي
أقدم منزل بقرية حسن فتحي
أقدم منزل بقرية حسن فتحي
أقدم منزل بقرية حسن فتحي
أقدم منزل بقرية حسن فتحي
أقدم منزل بقرية حسن فتحي
أقدم منزل بقرية حسن فتحي
أقدم منزل بقرية حسن فتحي
أقدم منزل بقرية حسن فتحي
أقدم منزل بقرية حسن فتحي
أقدم منزل بقرية حسن فتحي

 

 

تابع مواقعنا