الإسكان تبني جيل من المدن الجديدة على الأسس الخضراء والمستدامة لمواجهه التغييرات المناخية
تبنت وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة استراتيجية لتحقيق خطتها في مجال التنمية العمرانية المستدامة ومواجه التغييرات المناخية بالعديد من البرامج والمشروعات القومية بحلول 2052، والتي تعتبر الهاما للعديد من الدول والمدن على مستوى العالم، بعدما دشنت مشروعات قومية للتنمية الحضرية، من خلال انشاء جيل من المدن الجديدة، المبنية على أسس المدن الخضراء، والمستدامة، والذكية، يأتي على رأسها، مدينة العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة،، وأكثر من 40 مدينة أخرى، يتم بناؤها جميعا في وقت واحد، وكلها تتبع هذه الأسس والمبادئ القائمة على الاستدامة البيئية الخضراء.
تدشين مدن جديدة وفقا لأحدث الأساليب العالمية
وفي إطار توسعاتها لتدشين مدن جديدة وفقا لأحدث الأساليب العالمية، لم تهمل المدن القديمة والقائمة، حيث تشهد جميع هذه المدن طفرة هائلة في تطوير البنية التحتية، وفي تطوير المناطق غير الآمنة، والمناطق العشوائية غير المخططة، وتطوير شبكات الطرق والمناطق الخضراء والمفتوحة بها، كما تأتي المناطق الأثرية والتراثية، على رأس أولويات الحكومة في عمليات التطوير، بالإضافة إلى ذلك فهناك العديد من مشروعات النقل الحضري، القائم على أحدث التقنيات البيئية المستدامة، التي تتم حاليا لربط كل المدن من الداخل، والربط بين بعضها البعض.
وتشارك وزارة الإسكان في مشروع مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي «حياة كريمة» التي تستهدف تطوير كل القرى المصرية خلال 3 سنوات، بتمويل يتجاوز الـ 40 مليار دولار أمريكي، بهدف توفير كل الخدمات، من البنية الأساسية، والخدمات المجتمعية، والتنمية الاقتصادية، والبيئية لهذه القرى، لهو بحق أيضًا مشروع يمثل إلهامًا لكل دول العالم، في كيفية التصدي لهذه الإشكالية من اتساع الفجوة بين المدن والريف بصورة متكاملة كما تقوم به مصر حاليًا
وتسعي هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة باعتبارها الذراع الاستثماري لوزارة الإسكان للتنسيق ووضع آليات للحفاظ على جودة المناخ بالمدن الجديدة، والمشروعات القومية التي تنفذها الهيئة أو تشرف على تنفيذها، خاصة بعد فوزها بجائزة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية 2021 في مجال تنمية العمران المستدام.
الإسكان تتبنى استراتيجية تعتمد على العمارة الخضراء
وقال الدكتور وليد عباس، معاون وزير الإسكان لشؤون هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والمشرف على قطاع التخطيط والمشروعات بالهيئة، أن الهيئة تتبنى استراتيجية تعتمد على العمارة الخضراء وتنفيذ مشروعات تهدف لتحقيق الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة مثل إنشاء محطات لتوليد الطاقة الشمسية أعلى مبانى أجهزة المدن الجديدة، واستخدام السخانات الشمسية في بعض المباني السكنية، وإضاءة بعض الشوارع بالطاقة الشمسية وتعميم إنارة الطرق بالكشافات الموفرة للطاقة، وتخصيص مسارات خاصة للدراجات بمسافة نحو 26 كم كمرحلة أولى بعدد من المدن الجديدة، بما يساهم في تخفيض الانبعاثات الضارة وتحقيق بيئة نظيفة، مشيرا إلي أنه تم إنشاء وحدة المدن المستدامة والطاقة المتجددة بالقرار الوزاري رقم (512) لسنة 2014.
وأشار في تصريح خاص لـ القاهرة 24، إلي أن الوحدة تهدف لأعداد الخطط العاجلة وطويلة المدى والبرامج التنفيذية اللازمة لترشيد استهلاك الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة فى المدن الجديدة بما فى ذلك الاجراءات التنظيمية والتحفيزية ذات الصلة.
وأكد أن الوحدة تتعاون والتنسيق وتبادل المعلومات مع الوحدة المركزية لكفاءة وترشيد الطاقة والجهات الوطنية المختصة فى كافة المجالات المتعلقة بأنشطة وحدة المدن المستدامة والطاقة المتجددة بالهيئة وكذلك فيما يتعلق بالتوجهات ذات الصلة الواردة ضمن الخطة العامة للدولة، لافتا إلي أن إنجازات الهيئة منذ نشأتها بداية بالجيل الأول من المدن الجديدة، ووصولا للجيل الرابع للمدن الجاري إقامتها، تسعي لتدشين مشروعات سكنية تقلل الانبعاثات الكربونية، مؤكدا أنّ حجم الاستثمارات بتلك المدن وما يتم اتباعه من أساليب تخطيطية تعمل على تحقيق تنمية مستدامة بها.
تعميم استخدام الطاقة المتجددة الشمسية في المباني الإدارية
وفي السياق ذاته أكد المهندس جمال طلعت، رئيس وحدة المدن المستدامة والطاقة المتجددة بهئية المجتمعات العمرانية، إنه تم تعميم استخدام الطاقة المتجددة الشمسية في المباني الإدارية التابعة لأجهزة المدن الجديدة، ومتابعة عمل محطات المياه الرمادية في المدن، مشيرا إلي أنه تم الاهتمام بالمسارات الخضراء ومسارات الدراجات داخل المدن بما يتناسب مع الكثافة السكانية والجراجات العامة، وكذا تطوير واجهات العمارات الإسكان الاجتماعي والاقتصادي والمتوسط، والاهتمام بأعمال تنسيق الموقع وزراعة الأشجار بمختلف أنواعها.
وأشار إلي أن الهدف من وحدة المدن المستدامة هو الوصول إلي توفير أحياء سكنية تعتمد علي الاستدامة التي تتكامل فيه كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، وإعادة تدوير المياه، والإدارة المتكاملة للمخلفات، والنقل المستدام والمباني الخضراء، وهي المحاور الرئيسية التي ترتكز عليها أنشطة الوحدة المركزية للمدن المستدامة والطاقة المتجددة.
ونصت جميع خطط وزارة الإسكان خلال الفترة القريبة المقبلة لدعم وتحفيز وتصميم وإنشاء مجتمعات عمرانية خضراء عن طريق إعداد الخطط العاجلة وطويلة المدى والبرامج التنفيذية اللازمة لترشيد استهلاك الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة في المدن الجديدة، وكذا العمل على نشر النظم المتعلقة بالإدارة البيئية المتكاملة في المدن الجديدة بما في ذلك التركيز على إعادة الاستخدام وإعادة التدوير للموارد الطبيعية المتاحة وذلك من خلال شراكة مجتمعية متكاملة.