علي جمعة: تجديد الخطاب الإسلامي يحتاج إلى تطوير مفهوم تبليغ الدعوة
قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، إن موضوع الخطاب الإسلامي، يمكن أن نطلق عليه موضوع تبليغ الدعوة، وفي هذه الحالة سنحتاج إلى تجديد مفهوم التبليغ، وأنه مكون من 3 أركان، المتكلم والسامع والرسالة أو الخطاب أو الكلام.
علي جمعة: الاشتغال بالخطاب الإسلامي من فروض الكفايات
تابع علي جمعة من خلال منشور عبر حسابه الشخصي على فيسيوك: ونبدأ في بيان صفات المتكلم، والشروط التي يجب توافرها فيه، والعوم التي يجب أن يتزود بها، والحقائق التي يجب أن يعرفها، والأدوات التي يجب أن يمتلكها والطرق والمناهج والمصادر، والكيفيات التي يجب أن يتحقق بها، والسامع ما أنواعه وما مستوياته، وطريقة الاتصال التي تناسبه، ووسائل القياس لبيان تحقيق الهدف معه، والوسائل التي من خلالها الاتصال، والتي تواءم السامع بأنواعه، ثم ننتقل إلى الخطاب فندرس شكله ومضمونه وأنواعه وأساليبه ولغته ومستواه وقياسه وتقويمه واختلافه وتطوره وترتيبه.
وأوضح مفتي الجمهورية السابق، أنه بعد ذلك؛ يتم الانتقال إلى دراسة مفهوم الدعوة وخصائصها التي تعطي الخطاب المجرد مذاقا آخر، وخصوصية قد لا تكون في غيرها من أنواع الخطاب، وكيفية وصل القول بالعمل، والماثل الصالح والمشكلات التي تكتنف ذلك وطرق معالجتها أو التعامل معها أو الوقائية منها.
وأشار علي جمعة إلى أن كل ذلك يحتاج إلى علوم أخرى؛ نستمد منها علمنا الجديد، منها علوم الاتصال وقياسات الرأي العام، والإعلام، وعلم الخطابة وعلوم الشريعة واللغة والسيمانتيك، وتحليل المضمون والأبحاث الميدانية، مع الاستعانة ببعض الأدوات التي تستعمل في العلوم الاجتماعية والإنسانية من الرصد والتحليل والجداول والمنحنيات ووسائل الإيضاح، وكذلك استغلال المتاح من وسائل الاطلاع كشبكة المعلومات الدولية والقنوات الفضائية والأساليب النفسية في علم نفس الجماهير وعلم نفس الاتصال.
واستكمل جمعة: فإذا وضعنا حد العلم وعرفنا موضوعه، وحددنا العلوم التي نستمد منها مسائله وظهر لنا فهرس موضوعاته، وأطلقنا عليه اسما بيننا، فإننا نعالج فوائده وثمراته وما يترتب عليه، وكيفية استعماله ويجب أن يبنى بهيئة مفتوحة يمكن معها الزيادة فيه وتطويره وتجديده وتوليد علوم أخرى منه حتى نستقل بالدرس، ونضع أقدامنا على أرض صلبة ونحن ندعوا إلى الله. قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ) [يوسف: 108].
ونوه علي جمعة: تنفيذًا لهذه الآية وحتى ندعو على بصيرة يجب أن ندعو على علم، وأن ننشئ ذلك العلم يدرس للمتصدرين للدعوة في كل مكان، ويكون حجة لهم وعليهم، وهذا هو هدف دعوتي لتوليد العلوم حتى تعود الحضارة الإسلامية إلى سابق عطائها ولا نحتاج إلى أن نسمع من بعضهم التعبير بأنها كانت ولم تعد موجودة.
واختتم رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، قائلا: بعد ذلك سنجد مكانا لعلم الخطاب الإسلامي بين العلوم الاجتماعية من جهة وبين العلوم الشرعية من جهة أخرى، وسنعلم فضل هذا العلم وأن الاشتغال به من فروض الكفايات؛ التي قد ترقى إلى فروض العين، لمن تصدر للدعوة، ونقل الدين لمن بعده.