الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هل أفسدت الذوق العام أو أثَّرت على وعى الشباب؟.. الأزهر يحلل تريندات السوشيال ميديا

السوشيال ميديا
دين وفتوى
السوشيال ميديا
الأحد 09/يناير/2022 - 09:32 م

نشرت جريدة صوت الأزهر، الناطقة باسم الأزهر الشريف، تحليل بعض العلماء والمتخصصين، لما يعرف بـ تريندات السوشيال ميديا، وتأثيرها على شباب هذا الجيل.

وتضمن المقال التحليلي الذي نشرته جريدة صوت الأزهر، رأي وتحليل الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، حول تريندات السوشيال ميديا، ورأي الدكتور وليد رشاد، أستاذ مساعد علم الاجتماع الرقمي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية. 

التريندات خلقت حالة من التشوه الفكري لدى الشباب

 

ووفقا للمقال، شدد العلماء والمتخصصون على أن ظاهرة التريند أثرت على منظومة القيم والوعى لدى الشباب وخلقت حالة من التشوه الفكري لدى الأجيال الحالية، بعد انسياق عدد كبير منهم خلف اتباع من يحقق هذا التريند والشهرة في أي من المجالات، وأخذهم قدوة لهم، دون النظر إلى القيم والأخلاق بقدر حجم الشهرة والأرصدة في بنوك الأشخاص الذين يطفون على السطح من حين لآخر.

وطالب المتخصصون، المسئولين، عبر جريدة صوت الأزهر، بوضع ضوابط تقنن هذه الظواهر؛ حتى لا يترسخ الانفلات الأخلاقي بشكل يصعب معالجته لدى النشء الصاعد.
 

إبراهيم نجم: الترندات تشيع روح «التفاهة» وتركز على فضائح المشاهير
 

وأكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بمنزلة المجال العام، فكفلت حق الدخول لجميع المواطنين، وأتاحت التلاقي وسهلت التبادل الحر للآراء وعرض الأفكار ومناقشتها بحرية تامة.

وأوضح مستشار مفتي الجمهورية، أن هذه الحرية كانت في المجال العام من حسنات هذه الوسائل بلا شك، إلا أن من الآثار الجانبية لها، الحرية المطلقة في الاندفاع وراء الشهرة على حساب القيم والثوابت، وبما يشيع روح التفاهة في المجتمع.

ولفت نجم إلى أن المجال العام من المفترض أن يكون ساحة للنقاش البنَّاء وتداول الآراء الإيجابية والقضايا المهمة إلى شيء أشبه بأوكار الملذات وحانات المعربدين، منتقدًا عرض خصوصيات الأسرة وفضائح المشاهير للعامة، دون رعاية لحث الشريعة على التستر ورعاية الحرمات، مشيرا إلى أن الفاجعة بفتح الفضاء الإلكتروني للجميع، وما ينشره الأفراد عن صفحاتهم من شئون خاصة لا تليق بالمجال العام.
 

جرائم وفضائح
 

وانتقد نجم الدعم المتواصل لهذه التفاهات بمشاهدتها ومشاركتها، فتنمو حتى تكاد تقضى على المساحة الضئيلة للمواقع ذات المحصول النافع، كصفحات المؤسسات الدينية الرشيدة، أو المواقع العلمية المفيدة، مناشدًا بحماية أنفسنا من العملة الرديئة أن تطرد الجيدة، وذلك عبر تجنب أخبار فضائح الفنانات ونشر الجرائم المصورة، واجتزاء مقولات المشاهير وعلماء الدين من سياقها، والابتعاد عن ترديد الأخبار الصفراء بغير تثبت من مصادرها وغيرها من الأخبار الأخرى، مشيرًا إلى ضرورة تربية أبنائنا العقلية العلمية الدافعة للتقدم، مستنكرًا اتجاه الإعلام للتركيز على الظواهر التي تثير الفضول أو الغرائز، ومع تعميم الظاهرة وسحبها على المجتمع وعدم ترك الأمر للمتربحين في تشكيل الوعى المجتمعي وإفساد الذوق، وخنق المجال العام بالتفاهات، مطالبًا بالعمل الإيجابي للإعمار والبناء والحرص على استثمار آليات الحضارة.


وليد رشاد: أثرت بشكل سلبى على منظومة القيم المجتمعية

 

وقال الدكتور وليد رشاد، أستاذ مساعد علم الاجتماع الرقمي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن التريند شكل من أشكال الحكايات الرقمية، يشهد على الماضي وحكاياته جدران المعابد المنقوشة، والحكايات الأسطورية، والقصص الشعبي وسير العظماء، لافتًا إلى أن الأمر بات مختلفًا مع ظهور حكايات جديدة، تعتمد على ثقافة "التريند"، الذى يطفو على سطح تفاعلات الإنترنت، يتناقله الناس وسرعان ما يهبط ليصعد تريند جديد، ليخبو ويطفو غيره وهكذا، مشيرًا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته أفرزت نمطًا من الحكايات الجديدة بمثابة موضة فكرية سريعة، ترتبط بالأفكار أو الأشخاص أو الموضوعات التى نجد لها تفاعلًا كبيرًا، منها العامة ومنها التي تسلط الضوء على المشاهير، والتي تتخذ من استهلاكهم وسياراتهم وملبسهم وصورهم تريندات، خاصة أن التريند لعب دورًا كبيرًا في ثقافة الشباب، فنجد من يطهو في غرفة النوم، ومن يرتدى الملابس الغريبة في الأفراح والمناسبات العامة.

 



تأثير سلبى
 

وأضاف رشاد أن بعض الشباب يتجه إلى كل ما هو غير مألوف بحثًا عن الشهرة، ولعل التريند يعطى للشخص شكلًا جديدًا من أشكال القوة يستمدها من كثرة التعليقات أو المشاهدات أو المشاركات، ما يمنح صاحبه الكثير من الشهرة والكثير من المال في نفس الوقت، خصوصًا أن هناك العديد من المواقع تستغل هذه الصفحات في الدعاية، وهؤلاء الأشخاص بالشكل الذى يحقق له كسبًا ماديًا سريعًا، مشددًا على أن انتشار هذه الثقافة المرتبطة بالخروج عن المألوف يلعب دورًا في التأثير على منظومة القيم المجتمعية، وخصوصا قيم النشء والشباب. 

تابع مواقعنا